

ناقش المشاركون في برنامج «الغبقة» بتلفزيون قطر أزمة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع كأزمة مستمرة تبحث عن حلول غائبة حتى الآن، وما يترتب على هذه المشكلة من آثار سلبية خطيرة أهمّها تحطيم الروابط الأساسيّة للأسرة والمجتمع.
وقال المشاركون في البرنامج «إن الإقامة مع أهل الزواج في بداية الزواج سلاح ذو حدين». وأكدوا ضرورة تحديد أسباب الطلاق ودراستها، لإيجاد الحلول المناسبة التي من شأنها أن تقلل نسبة الطلاق وتشجع على الزواج، وقالوا «إن الحاجة ماسة لتكاتف جميع مؤسسات المجتمع وأطيافه لمواجهة هذا التحدي المجتمعي.»
وقال الدكتور إبراهيم الهاشمي، الأستاذ في قسم الفقه وأصوله- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر «إن الله سبحانه وتعالى لم يصف عقداً من العقود، بما وصف به عقد الزواج، وأنه الميثاق الغليظ، قال تعالى: «وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21)». سورة النساء.
وأكد أن الميثاق الغليظ كلمة النكاح المعقودة على الصداق، وليس أبلغ من التعبير القرآني العظيم في وصف علاقة الزوجية بكونها الميثاق الغليظ، وبما تعنيه الكلمة القرآنية من بلاغة وروعة من العهد والقوة والتأكيد الشديد لأهمية الحفاظ عليه، والوفاء به.
وقال الدكور حسن البريكي، مستشار أسري بمركز الاستشارات العائلية «وفاق»، إن الطلاق شرع ليكون حلا مع أن الأصل في العلاقة الزوجية هو المودة والسكينة والرحمة، ولكن اذا استحالت الحياة الزوجية إلى نفق مظلم فقد أمكن لهما اللجوء إلى الطلاق كمخرج طوارئ ينهي حالة انسداد أفق العلاقة بين الزوجين.
واعتبر الدكتور البركي أن الأرقام والإحصائيات الخاصة بارتفاع معدلات الطلاق في قطر ليست صحيحة، مشيرا الى انخفاض نسبة الطلاق في قطر قياسا بدول مجلس التعاون الخليجي، موضحا ان معدل الطلاق في قطر لا تتعدى نحو 27% بفضل الجهود التي بذلتها الدولة من خلال مؤسسات المجتمع المدني المختلفة للتقليل من حالات الطلاق وحث الشباب على برامج تأهيل المقبلين على الزواج، وزيادة انتشار الاستشارات الزوجية.
وقال الدكتور عبدالله الأنصاري (محام): إن قانون الأسرة المعمول به في قطر منح قاضي الحقوق سلطة تلقي طلب الطلاق من المرأة، من دون أن يصدر حكمه بالفسخ، إلا بعد الوقوف على ملابسات الحالة وتقييم الأسباب.
واستعرض د. الأنصاري بعض الحالات المستعصية التي يأس الزوجان من إيجاد حلول مناسبة لها، فكان الفراق خيرا من اجتماعهما، مشيرا الى ما يترتب عليه من إنهاء للأسرة بأكملها وضياع منتظر لأبنائها ومصير مجهول ينتظر على أبوابها.
واعتبر يوسف السويدي (مستشار اجتماعي) أن سكن الزوجين في بداية حياتهما الزوجية في منزل أهل الزوج يمثل سلاحا ذا حدين، من حيث تأثيره في استقرار الحياة الزوجية إذا تحلى الزوج بالمسؤولية والأهلية الكاملة خاصة في بداية حياتهما الزوجية، قبل الانتقال إلى منزل مستقل، لافتا إلى أن الزواج هو شراكة بين رجل وامرأة ولا بد من أن تمتاز تلك الشراكة بالخصوصية التامّة بينهما دون تدخّل أي طرف مهما كان مقرباً من أحدهما.