هذه أبرز «الأمانات المقدسة» الموجودة في اسطنبول

alarab
حول العالم 23 ديسمبر 2017 , 03:35م
الدوحة - العرب
  قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده تواصل "حماية الأمانات النبوية الشريفة"، التي جُلبت من المدينة المنورة في العهد العثماني، في قصر طوب قابي (باسطنبول)، "وسط تلاوة للقرآن الكريم على مدار 24 ساعة".

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز الفن والثقافة بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، علّق فيها على صاحب التغريدة المسيئة للقائد العثماني فخر الدين باشا، الذي دافع عن المدينة المنورة في وجه الانجليز، زمن الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وأضاف أردوغان، قائلاً: "لو سألتم صاحب الإساءة والتصرف الوقح، عن هذه الأمانات (التي حفظها فخر الدين باشا)، صدّقوني لن يعرف. هؤلاء أيضا جهلة".


وأردف أردوغان قائلاً: "إن لم ندرك جيداً حقيقة فخر الدين باشا، ودفاعه عن المدينة المنورة، يخرج علينا من لا يعرف حدوده، ويتطاول على أجداد أردوغان، ويعاديهم ويتمادى وينحط إلى درجة اتهامهم بالسرقة".


وأضاف "بماذا يتعجرف هذا الرجل. بنشوة النفط والأموال (إشارة لناشري التغريدة المسيئة لفخر الدين باشا)، فيا عديم التربية، أين كان أجدادك عندما كان أجدادي يدافعون عن المدينة".

وتابع: "عليك أن توضح ذلك أولا. فخر الدين باشا، عمل قرابة 3 أعوام هناك (المدينة)، وكان يفكر بأنه لو حاول الإنجليز القيام بعملية احتلال ماذا كان سيحل بالأمانات المقدسة، بهذا الوعي كان يتصرف، ونظره كان بعيدا إلى هذه الدرجة. ماذا فعل؟ أخذ هذه الأمانات من هناك مع ألفين من جنوده وأتى بها إلى إسطنبول".

وشدد على أن فخر الدين باشا، احتفظ بهذه الأمانات في مكان سري بالأناضول (الجانب الآسيوي من تركيا) تفاديا لاحتمال تعرضها لأي هجوم.

ووفقا لصحيفة "القدس العربي" فإن هذه «الأمانات» معروضة في متحف «توب كابي» في إسطنبول، منذ عقود وتشمل مقتنيات وسيوف وملابس للرسول (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء وعدد من الصحابة ويمكن للزوار رؤيتها، حيث تعرض داخل أروقة أحد أقسام المتحف والمعروف باسم «خرقة السعادة» والذي يحتوي على «الأمانات المقدسة».

وأبرز هذه «الأمانات» هي مقتنيات الرسول ومنها قوسه وسيفه وشعرات من لحيته وختمه وبعض ملابسه كعمامته وبردته وحذاءه وعصاه وقالب يجسد أثر قدمه والكثير من أغراضه الشخصية، بالإضافة إلى العديد من رسائله التي كان يتم نقلها في عهده.

وختم النبي بيضاوي الشكل في حجم فصل خاتم كبير منقوش عليه عبارة محمد رسول الله وهناك جزء من سن من أسنان النبي مرصعة داخل محفظة على شكل علبة فضية مزخرفة، وهي السن التي انكسرت أثناء موقعة أحد، وهناك العلبة التي يحتفظ فيها بـ«شعرة» من اللحية النبوية الشريفة وهي مصنوعة من الزجاج وحولها إطار من الذهب ويتم وضعها في علبة فضية مزخرفة.

ومن الرسائل، رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي بعث بها إلى المقوقس ملك القبط سنة 627م فقد أمر السلطان عبد المجيد بحفظها داخل إطار من الذهب وصنع لها أيضاً صندوق من الذهب المزخرف، وقد كتبت الرسالة على الجلد تلفت من وسطها وقد وضع إلى جانبها لوحة كتب عليها نص الرسالة.

كما تتضمن «الأمانات المقدسة» 21 سيفاً من سيوف الخلفاء والصحابة في مقدمها سيفان للنبي موضوعان على مخمل أزرق فوق صندوق من الفضة المزخرفة، وقد تم إصلاح أغماد وقبضات معظم السيوف في عهود السلاطين العثمانيين كما غلفت بالمعادن الثمينة ورصعت بالأحجار الكريمة، وأبرزها سيوف الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

كما يوجد في المتحف المصحف الشريف المخطوط الذي كان سيدنا عثمان يتلو فيه عندما قتل في بيته، إلى جانب أمانات عديدة تتعلق بالكعبة المشرفة مثل مفتاح الكعبة والقفل المصنوعين من الفضة، كما يوجد مقتنيات يقال إنها تعود لسيدنا إبراهيم وعصى تنسب إلى سيدنا موسى عليه السلام، وعمامة تنسب لسيدنا يوسف.

ويوجد أيضاً ما يقال إنها بردة فاطمة الزهراء وهي من الصوف وراية الرسول في فتح خيبر التي سلمها للإمـام علي بن أبي طالب، وفي أحد مساجد منطقة الفاتح في إسطنبول «مسجد الخرقة الشريفة» يوجد ما يقال إنها عباءة الرسول.

وفي مكتبة قصر توب كابي توجد مجموعة كبيرة من المخطوطات القرآنية والمصاحف وتعتبر مجموعة المصاحف في مكتبة قصر توب كابي الأغنى في العالم لوجود مصاحف خطت في الفترة بين القرن السابع وإلى القرن التاسع عشر الميلادي والمصاحف تبلغ أكثر من 1600مصحف محفوظة كمقتنيات نادرة في القصر من بينها سبعة يعتقد أنها بخط الخليفة عثمان رضي الله عنه.

كما يوجد المصحف المخطوط على جلد غزال الذي ينسب لعثمان بن عفان الذي كان يقرأ فيه عندما قتل في بيته ويلاحظ أنه ملطخ بالدماء، وتسعة مصاحف لسيدنا علي بن أبي طالب واثنان للحسن والحسين، أما أقدمها فقد كتبت على رقع بخط كوفي قديم ما بين القرنين السابع والثامن للميلاد.

ولا يوجد ما يفصل بشكل محدد بين الأمانات التي جرى جلبها من المدينة وأمانات أخرى جلبت من مناطق أخرى في رحاب الدولة العثمانية، ويقول القائمون على المتحف إن تلاوة القرآن الكريم لم تتوقف في هذه الصالة منذ جلبت إليها هذه الرموز الإسلامية، كما يمنع التصوير الفوتوغرافي داخل أروقة المتحف.