تشهد بروكسل اليوم الاثنين، ولليوم الثالث على التوالي حالة "إنذار إرهابي" قصوى، من إغلاق المدارس إلى توقف قطارات الأنفاق وانتشار قوات الأمن، وذلك غداة سلسلة عمليات للشرطة لم تسمح بتوقيف المشتبه به الرئيسي في التحقيق في اعتداءات باريس، صلاح عبد السلام.
وبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أسبوعا من المحادثات الدبلوماسية المكثفة من أجل تشكيل ائتلاف واسع ضد تنظيم الدولة، بعد عشرة أيام على اعتداءات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا وتبناها التنظيم.
وبدت حركة السيارات أقل كثافة في بروكسل والدراجات أكبر عددا من العادة وإن كانت المدينة التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي ويبلغ عدد سكانها 1,2 مليون نسمة غير مقفرة على الرغم من أجواء القلق الواضحة.
ولأن التهديد باعتداء ما زال "جديا ووشيكا"، قررت الحكومة البلجيكية إبقاء مستوى الإنذار في منطقة بروكسل في الدرجة القصوى وتمديد إغلاق المترو. وبقيت المدارس ودور الحضانة والجامعات مغلقة اليوم الاثنين.
وطلبت بعض المؤسسات من موظفيها العمل من منازلهم واحترام الأوامر الأمنية التي تنصحهم بالبقاء بعيدين عن أماكن التجمعات. وفي محطات القطارات في بروكسل كان عدد المسافرين أقل من العادة.
وقال وزير الداخلية جان جامبون لإذاعة ار تي بي اف "نتخذ الإجراءات الضرورية قدر الإمكان لضمان أمن الناس" لكن "الحياة يجب أن تستمر في بروكسل، الحياة الاقتصادية والحياة الاجتماعية". وأكد أن الشركات والقطاع العام يجب أن يعملا.
كان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قد صرح بأن "ما نخشاه هو هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس بمشاركة عدد كبير من الأفراد وهجمات في عدة أماكن" أهدافها "أماكن مزدحمة".
وردا على سؤال عن التحقيق الجاري، عبر جامبون عن ارتياحه لأنه تم تحقيق "نتيجة هذه الليلة" حيث أوقف 16 شخصا في عشرين عملية مداهمة قامت بها الشرطة. وأضاف "لكن من الواضح أن العمل لم ينته" خصوصا لاقتفاء أثر صلاح عبد السلام "الهدف المهم". لكنه رفض كشف أي تفاصيل.
كانت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا قد أعلنت عن عمليات التوقيف هذه، موضحة أن قاضي التحقيق سيقرر الاثنين ما إذا كان سيفرج عن الموقوفين أو سيمدد فترة احتجازهم.
وأضافت أنه لم يتم العثور على متفجرات أو أسلحة خلال هذه المداهمات التي جرت "بدون حادث يذكر" باستثناء مداهمة واحدة قرب مطعم صغير في حي مولنبيك سان جان المعروف بأنه معقل للجهاديين.
وقد أطلقت الشرطة النار على سيارة كانت تتقدم باتجاههم تمكنت من الفرار لكن تم توقيفها لاحقا في بروكسل وكان على متنها جريح تم توقيفه.
من جهتها، نشرت فرنسا دعوة إلى التعرف على الانتحاري الثالث في الهجوم بالقرب من استاد فرنسا، مرفقة بصورة له. وهذا الرجل مر بجزيرة ليروس بالتزامن مع انتحاري آخر في الموقع نفسه لم يتم التعرف على هويته.
وحتى الآن تم التعرف على واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية بالقرب من استاد فرنسا وهو بلال حدفي وهو فرنسي في العشرين من العمر الذي كان يقيم في بلجيكا.
وستحيي فرنسا التي ما زالت تحت صدمة الاعتداءات ذكرى ضحاياها في أول عمليات دفن يفترض أن تجرى اليوم الاثنين، قبل مراسم تكريم رسمية الجمعة.
م.ن/م.ب