تقديرا لالتزامها الثابت بتعزيز القيم الأسرية.. «قطر للقادة» تفوز بـ 3 جوائز خليجية مرموقة

alarab
محمد الدوسري
محليات 23 أكتوبر 2024 , 01:26ص
الدوحة - العرب

فازت أكاديمية قطر للقادة، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، بثلاث جوائز مرموقة لمكتب التربية العربي لدول الخليج. ويأتي هذا التتويج اعترافا بالجهود الحثيثة التي تُبذلها أكاديمية قطر للقادة، علاوة على كونه يعكس التزام الأكاديمية بدعم رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسلط الضوء على قيم التماسك الأسري، لِما له دور بارز في تنمية المجتمع.
وتعد مبادرة «عائلتي ترسم هويتي»، الفائزة بإحدى هذه الجوائز، بمثابة حجر الأساس الذي تُبنى عليه أهداف الأكاديمية التي تحتفي بالأسرة، باعتبارها نواة المجتمع والعنصر الرئيسي في غرس القيم الإسلامية وإحياء العادات والتقاليد الأُسرية.
في هذا السياق، عبّر جميل الشمري، المدير العام لأكاديمية قطر للقادة، عن سعادته بهذا النجاح قائلًا: «نشعر ببالغ الفخر للوصول إلى هذه الغاية بعد سعيٍ دؤوب. حيث تسلط هذه اللحظات السعيدة الضوء على الجهد الجماعي الذي يفضي إلى تحقيق التميّز. إننا نؤمن في أكاديمية قطر للقادة بأن العملية التعليمية تتعدى حدود الجُدران الصفية والكتب المدرسية والاختبارات - فهي تأخذ بيد الأشخاص نحو المزيد من النجاح وتقوي ارتباطهم بأسرهم ومجتمعاتهم والعالم أجمع».
تُولي أكاديمية قطر للقادة اهتمامًا متزايدًا للمناقشات التي تتمحور حول دور الأسرة في تنمية المجتمع، وذلك من خلال تنظيم أنشطة مميزة، مثل مهرجان الموروث الأُسري وحملات التوعية التي تهدف بالأساس إلى تثقيف الأشخاص وتعميق الشعور بالانتماء والوحدة بين أفراد الأُسر.
ويضيف جميل الشمري: «عندما يشعر الطلاب بدعم أُسرهم ومدارسهم لهم، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على النجاح في جميع مجالات الحياة. إن العملية التعليمية ينبغي أن تمثل رحلة تشاركية يخوضها كل من الطلاب وأُسرهم ومعلموهم معًا».
مبادرة «أُسرتي...عزوتي»، التي فازت بالمركز الأول على مستوى الخليج وأطلقها محمد الدوسري، معلم التربية الإسلامية بأكاديمية قطر للقادة، هي مبادرة جاءت لأجل خلق بيئة داعمة تغرس روح القيادة في نفوس الطلاب وتعزز العلاقات الأُسرية. في هذا السياق، قال الدوسري: «إن هذا الإنجاز، الذي أُقدره وأفتخر به كثيرًا، ليس فقط حصادا لثمار عملنا الدؤوب، ولكنه أيضًا تقدير للقيمة الحقيقية للأهداف التي سعيت من أجلها في أكاديمية قطر للقادة. لقد بدأت هذا المشوار لأنني أؤمن إيمانًا قويًا بأهمية الأُسرة».
من خلال مبادرته التي دخلت عامها الثاني، يسعى الدوسري لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية والثقافة القطرية في بناء أُسرة مستقرة. وتؤكد مبادرته على أن التعليم لا يتنهي بانتهاء الحصص المدرسية، بل يتعداه ليتغلغل في المنزل حيث يتم تنشئة القيم وغرسها.
وتشمل مبادرته مسابقات ثقافية ومحاضرات وعروضًا مسرحية مدرسية تفاعلية تروم في مجملها تقوية الأواصر الأُسرية وتعزيزها.
وأضاف الدوسري: «ستكون مبادرة «أُسرتي...عزوتي» نقطة انطلاق نحو تحقيق طموحات أكبر وأهداف أسمى. وسأعمل على نشر هذه المبادرة على نطاق أوسع وأكثر تأثيرًا من خلال تطوير برامج جديدة من شأنها تمكين ودعم العلاقات الأُسرية».
يجسد فاهد الهاجري، أحد طلاب أكاديمية قطر للقادة، روح هذه المبادرات من خلال مشروعه الفائز بواحدة من الجوائز الثلاث، والذي يستخدم الرسوم المتحركة وسيلةً لمحاكاة القيم القطرية ولتسليط الضوء على أهمية التواصل الفعّال داخل أفراد الأسرة. هذا ما عبر عنه من خلال قوله: «ارتأيت أن أستخدم الرسوم المتحركة كوسيلة لإيصال رسالتي إلى الجمهور، لأن هذا الشكل الفني يُبسّط الأفكار المعقدة وينقلها إلى الأشخاص بطريقة مُلفتة وواضحة».
تُعتبر مبادرة فاهد الهاجري، «أُسرة قوية متماسكة»، دليلًا واضحًا على أن شباب اليوم ليسوا أبناء الغد فحسب، بل هم جسور تربط مختلف الأجيال ببعضها البعض، علاوة على دورهم في الحفاظ على الموروث الثقافي من النسيان.
وأضاف الهاجري أن «الأُسر هي أكثر من مجرد مجموعة أشخاص يعيشون تحت سقف واحد. فعندما نعزز علاقاتنا ونقدم الدعم العاطفي لبعضنا البعض، فإننا نسهم بذلك في إنشاء جيل واع وجاهز لمواجهة تحديات الحياة.»
مع بدء العد التنازلي لمؤتمر معهد الدوحة الدولي للأسرة، الذي يحتفل بالذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، باتت إنجازات أكاديمية قطر للقادة أكثر وضوحًا وتأثيرًا. فمن خلال تركيزها على دور الأسرة في تكوين مجتمعاتنا، تدعم الأكاديمية رؤية المؤتمر التي ترتكز على «الأسرة والتحديات المعاصرة».
في هذا السياق، قال الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة السياسات الأسرية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة: «إن الأسرة هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات، فهي تُعزز الوحدة والترابط، وتمهد الطريق لتحقيق استقرار ورفاه الأفراد، حتى في أصعب لحظات حياتهم».
وفقًا لهذا الطرح، يضيف النعمة، فإن فائدة التعليم تتحقق عندما يتم دمجه مع القيم الأخلاقية اللازمة لتشكيل هوية الأفراد، مستطردًا بالقول: «إن من فوائد دمج القيم والفضائل الأسرية مع منظومة التعليم تعزيز الهوية الاجتماعية للفرد والمجتمع واستشعار المسؤولية والمساهمة في نهضة البناء للدولة ، فكثير من الاعراف والتقاليد العربية والأُسرية الأصيلة توثق العلاقة التربوية والتعليمية وتعد حلقة وصل اساسية في سلسلة النجاح.”