واصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيد حرب المجاعة ضد سكان غزة وسط عجز وخذلان عالمي، وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية الثلاثاء إن «21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة» في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطال سكان القطاع مستويات غير مسبوقة من الجوع وفي ظل توسيع القوات الإسرائيلية عملياتها.
وفي القاهرة طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري بموجب القانون الدولي الإنساني، لوقف العدوان الإسرائيلي والاعتراف بالكارثة والمجاعة الحاصلة في قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض على القطاع، مؤكدا التمسك الكامل بالسيادة الفلسطينية على المسجد الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية، والرفض التام لأي محاولات لتغيير الوضع القائم.
وأدان مجلس جامعة الدول العربية، في القرارات الصادرة في ختام دورته غير العادية، التي عقدت، أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، قيام إسرائيل، قوة الاحتلال غير القانوني، بتحويل قطاع غزة إلى منطقة مجاعة وإخضاع الشعب الفلسطيني لظروف قاتلة
ومن جانبها طالبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، جيش الاحتلال بـ «التوقف عن قتل» المدنيين عند نقاط توزيع المساعدات.
وفي نداء استغاثة، قال مدير مستشفى المعمداني في غزة فضل نعيم لفرانس برس إن الأطباء والطواقم الطبية والفنية والإدارية في المستشفى «يتضورون جوعا وهم محرومون من الطعام والنوم والراحة».
وأشار إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها العاملون في القطاع الصحي الذين «يواصلون العمل لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين والمرضى بينما أجسادهم تنهار ولا نستطيع فعل شيء».
وفي جنيف أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، مواجهة موظفيها والأطباء العاملين في المجال الإنساني بغزة جوعا شديدا وإغماء بسبب عدم حصولهم على وجبات استهلاكية لمدة طويلة وإرهاقهم الشديد، لافتة إلى أنها تلقت عشرات رسائل الطوارئ منهم تصف ظروفهم بالخطيرة.وقال فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة الأممية، في بيان، «لا أحد بمنأى عن ذلك. يحتاج مقدمو الرعاية في غزة أيضا للرعاية، الأطباء والممرضون والصحفيون والعاملون في المجال الإنساني يعانون من الجوع»، لافتا إلى مواجهة الكثير منهم للإغماء بسبب الجوع والإرهاق أثناء أداء واجباتهم من إعداد تقارير عن الفظائع أو تخفيف بعض المعاناة.
وفي أوسلو أكد المجلس النرويجي للاجئين، نفاد مخزوناته من المساعدات بالكامل في قطاع غزة، متهما الاحتلال بعرقلة أنشطته.
وقال يان إيجلاند الأمين العام للمجلس، في بيان، «وزعنا آخر خيمة لدينا وآخر طرد غذائي وآخر مواد إغاثة. ولم يتبق شيء»، لافتا إلى عدم تمكن المجلس منذ 145 يوما من إدخال مئات الشاحنات التي تحتوي على الخيام والمياه والمواد الغذائية والتعليمية إلى غزة.