معرض باريس يبشر بمستقبل مشرق لصناعة النقل الجوي

alarab
اقتصاد 23 يونيو 2011 , 12:00ص
باريس - د.ب.أ
كانت أجواء باريس ملبدة بالغيوم غير أن مستقبل صناعة النقل الجوي بدا مشرقا، مع انطلاق معرض باريس الجوي الذي يقام كل عامين الاثنين الماضي، حيث تتنافس كبرى شركات صناعة الطيران إيرباص وبوينغ للإعلان عن طلبات الشراء الجديدة لطائرات الركاب. خلال العامين الماضيين، وبعد انتهاء فعاليات النسخة السابقة من أضخم معرض عالمي للطيران، خرجت صناعة الطيران من خضم حالة الركود، وبدأت في الازدهار مجددا بفضل الزيادة في عدد المسافرين في الأسواق الصاعدة. لقد توقعت بوينغ في تطلعاتها لعام 2011، والتي نشرت في باريس الأسبوع الماضي، أن تنمو الحركة الجوية بنسبة %5.1 سنويا بين عامي 2011 -2030، ما يعني تضاعف حجم أسطول طائرات النقل الجوي حول العالم. وقال راندي تينسيث نائب رئيس قطاع التسويق في القطاع التجاري في بوينغ: «لقد تعافت السوق العالمية وهي الآن تتمدد بمعدل قوي»، متنبئا ببيع نحو 33500 طائرة ركاب وشحن جوي خلال الفترة 2011-2030، بقيمة إجمالية تبلغ قرابة أربعة تريليونات دولار. كانت بوينغ أولى الشركات في هذا الشأن بفوزها بطلب شراء لست طائرات مسافات طويلة من طراز 777-300 من شركة الخطوط الجوية القطرية «قطر أيروايز» مقابل 1.7 مليار دولار. وسرعان ما أعلنت «إيرباص» الأوروبية أن (جي إي سي إيه إس) فرع تأجير الطائرات في جنرال إلكتريك اشترى 60 طائرة من طراز «أيه 320 نيو»، وهي نسخة جديدة من طرازها المعروف قصير إلى متوسط المدى لكنه مزود بمحرك جديد. تدفق طلبات الشراء يدفعه تحرر النقل الجوي في الأسواق الصاعدة، مثل الصين والهند والبرازيل. وتنبأت بوينغ بأن تتقلص حصة أوروبا وأميركا الشمالية من أسطول النقل الجوي لـ%41، مقارنة بنسبة الـ55 التي تحظيان بها حاليا، بحلول عام 2030. ومع تغير مركز الحركة الجوية نحو الشرق، يشهد الطلب العالمي تحولا من الطائرات العملاقة العابرة للمحيطات إلى طائرات إقليمية سعة مئة إلى مئتي مقعد. وتتوقع إيرباص التي تتخذ من فرنسا مقرا لها سيلا من طلبات الشراء على طائرتها «إيه 320 نيو» خلال الأسبوع، بعد أن تلقت أكثر من 300 طلب شراء منذ تدشين الطائرة تجاريا قبل خمسة أشهر. ويتوقع أن ترتفع حصة الطائرات الصغيرة إلى المتوسطة من الطلب العالمي إلى %70 بحلول عام 2030، مقارنة بـ%62 حاليا. ما سيجعل هذا القطاع الأكثر ربحية في سوق صناعة الطائرات، وهو تحديدا القطاع الأضعف لدى الثنائي بوينغ/ إيرباص. التهديد الأكبر يأتي من الصين، التي استثمرت أفضل ما قدمته التكنولوجيا الغربية وقدرا لا بأس به من أموال خزانة الشعب، في تطوير طائرتها «سي 919» سعة 168-190 مقعدا. وكتبت «لوفيغارو» اليومية المقربة من الحكومة الفرنسية، الاثنين الماضي: «إن الماكينة الصينية لا تتوقف»، كندا أيضا تتطلع للسوق الإقليمية بنهم، حيث تستعد «بومباردييه»- تكتل يضم مجموعة شركات كندية أسسها جوزيف أرماند- ومقرها إقليم كيبيك، لتسليم أول دفعة من طائرات «سي سيريز» ذات الممر الواحد في 2013. وكي تتمكن من الوقوف على قدم المنافسة أمام الثنائي العملاق بوينغ/إيرباص، وقعت بومباردييه شراكة استراتيجية مع «كوماك» الصينية لإنتاج الطائرات التجارية في مارس الماضي، يغطي نشاطات التصنيع والتسويق وخدمة العملاء. ومع تنامي المنافسة على طلبات الشراء التي تضمن الاحتفاظ بالوظائف، تتزايد المغريات أمام الحكومات الغربية لحماية صناعات الطيران لديها. وبعد خلاف طويل بشأن القروض والمعونات الحكومية، خلصت منظمة التجارة العالمية إلى أن تمويل الاتحاد الأوروبي لإنتاج الطائرة «جامبو إيه 380» أضر بمصالح بوينغ. كما أن تمويل الحكومة الأميركية لبوينغ «تسبب في أضرار جسيمة لمصالح المجتمعات الأوروبية» بحسب المنظمة العالمية. وتعرضت شركة الخطوط الجوية «إير فرانس» التي تمتلك الحكومة الفرنسية نسبة %15.7 من أسهمها، لضغوط من قبل الحزب الحاكم في فرنسا مؤخرا كي يقع اختيارها على «إيرباص» في طلب شراء ضخم لطائرات المسافات الطويلة. وفي لو بورجيه، حث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، شركات الطيران الفرنسية على «أن تكون على قدر تحدي العولمة» بالاستثمار في قطاع البحث والابتكار، مؤكداً في الوقت نفسه أن الدولة «لها دور عليها أن تلعبه».