

تزيد الأمراض المعدية المنتشرة في قطاع غزة من أوجاع سكانه، فجميع من كتب لهم النجاة من الغارات الإسرائيلية المتواصلة جوا وبرا وبحرا على القطاع المحاصر، يواجهون خطر الموت المحدق بسبب الأمراض المعدية والنقص الحاد بالأدوية في وقت تتفشى فيه الأوبئة بشكل خطير.
في ظل الظروف القاسية التي يعيشها قطاع غزة، والتي تتجاوز حدود الأزمة إلي مرحلة الكارثة، يواجه السكان تحديات خطيرة تتجسد في الانتشار السريع للأمراض المعدية والوبائية نتيجة ازدحام المخيمات وأماكن النزوح، والافتقار إلى المياه النظيفة.
ومن جانبه، كشف الدكتور خليل أبو القاسمية، مدير الصحة العامة في المنطقة الوسطى بغزة، لـ "موقع العرب" عن التحديات التى تواجه القطاع الصحي، قائلاً إن سكان غزة يعانون من انتشار الأمراض المعدية بشكل كبير، ومن بين الأمراض الأكثر شيوعاً هي أمراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة، وذلك نتيجة الأتربة وتلوث الهواء نتيجة القصف، والازدحام خاصة في المخيمات، وأمراض النزلة المعوية، والتي تشمل الإسهال والتسمم الغذائي والعدوى البكتيرية والفيروسية والتي تؤثر على الجهاز الهضمي، وذلك نتيجة لنقص المياة النظيفة".
الأطفال هم الفئة العمرية الأكثر إصابة بتلك الأمراض، يقول أبو القاسمية، وذلك بسبب انخفاض التغذية حيث يعاني الأطفال من الفقر الغذائي الحاد فهم يحصلون على كميات غذائية غير كفاية، بجانب عدم توافر الألحفة والملابس.
وبالحديث عن نسب توزيع الأمراض داخل قطاع غزة، أكد مدير الصحة العامة في المنطقة الوسطى بغزة، على أن النسب والتوزيع يعكسون الوضع الصحي الصعب في المنطقة، حيث ارتفعت نسبة أمراض جهاز التنفس إلي 30%، والتي تشمل أمراض الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة والربو.
كما وصلت نسبة أمراض جهاز الهضم إلي 25% والتي تشمل الأمراض المعدية، وكذلك أمراض الجلد والتقمل ايضاً إلي 25% والتي تشمل أمراض الجرب والفطريات والتقمل، وايضاً من الأمراض المعدية الشائعة هو التهاب الكبد الوبائي من نوع A والذي وصل معدلات الإصابة به إلي 13%، بالإضافة إلى أمراض أخرى تصل نسبتها إلي 7% تشمل مجموعة متنوعة من الأمراض المعدية الأخرى، مثل العدوى البكتيرية والفيروسية، بحسب ما أفاد المصدر ذاته.
وشدد أبو القاسمية على أهمية التركيز على توفير المساعدات الإنسانية والرعاية الصحية للحد من انتشار هذه الأمراض والحفاظ على صحة السكان في غزة.