علي المري: المؤسسات والأفراد أكثر بذلاً في الشهر الكريم
جابر الشاوي: وتيرة العمل الخيري تزداد قبل وخلال رمضان
سامح عبدالظاهر: عمل الخير وظيفة اجتماعية تخلو من الربح
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بدأ التسابق لتنظيم حملات ومبادرات خيرية تعكس مظاهر التكافل الاجتماعي على المستويين المادي والمعنوي، ويبدو ذلك جلياً في عديد من صور التكافل، التي تهدف لتأكيد أن رمضان هو شهر البر والعطاء؛ حيث يتسابق الجميع في مضمار الخير الجماعي أكثر من أي وقت آخر.
ومن صور التكافل، ما تطلقه المؤسسات من حملات وفعاليات قبيل الشهر المبارك، أو ما يتم تنظيمه من فعاليات خيرية تطوعية يسهم بها الشباب في تقديم يد العون والمساعدة لكل من يحتاج ذلك خلال الشهر الفضيل، كما هي العادة في كل عام.
ميرة رمضان
وفي هذا الإطار، أطلقت شركة الميرة للمواد الاستهلاكية بالتعاون مع لجنة حماية المستهلك، مبادرة «ميرة رمضان» لمن يرغب بتوزيع مساعدات أو صدقة في شهر رمضان، من خلال توفير صناديق منتجات بسعر مخفض، تحتوي على بعض المواد الأساسية مثل الأرز والسكر وزيت دوار الشمس والطحين والمعكرونة والشوفان وصلصة طماطم والعدس الأحمر والشاي والحليب والتمر والجيلي والشراب كلها بقيمة 100 ريال، وذلك في مختلف فروعها في أنحاء الدولة طوال الشهر المبارك، الأمر الذي قوبل بترحاب من الجمهور.
أكثر بذلاً
وفي معرض تعليقه قال علي المري: إن شهر رمضان المبارك يتميز بمظاهر كثيرة لا تجدها في غيره من شهور السنة؛ ذلك أن المؤسسات والأفراد يكونون فيه أكثر بذلاً، وأجزل عطاء، وأعظم تكافلاً وصلة للرحم، وإن كانت ثمة اختلافات تبدو في تعاطي المجتمعات مع الشهر الكريم، فإن السمة الغالبة هي حرص المجتمعات كافة على البر والتكافل وفعل الخير، في شهر الخير.
وأكد المري أن «ميرة رمضان» هي طريقة جميلة سواء لمن يرغب بتوزيع مساعدات للفقراء أو للأسر المتعففة، أو تقديم صدقة للمحتاجين في شهر رمضان أو لتخفيف الأعباء على المواطنين، ولتسهيل شراء مستلزمات الأسرة في الشهر الكريم، مؤكداً أن وتيرة العمل الخيري تشهد تزايداً كل يوم مع اقتراب شهر رمضان المبارك، كما تطلق العديد من الجمعيات الخيرية دعوات لكل من يرغب التطوع في الأعمال الخيرية والانضمام لمبادرات شبابية خيرية تسهم في تنظيم العمل الخيري.
مبادرات خيرية
من جانبه، دعا ناصر التميمي الجميع إلى نشر أسباب الرحمة، وعمل الخير من خلال إظهار حس التكاتف والتكافل في مثل هذا الأيام المباركة، داعياً المؤسسات والمجمعات التجارية لإطلاق مبادرات خيرية على غرار صناديق «ميرة رمضان» لتخفيف الأعباء على المواطنين، ولتسهيل شراء مستلزمات الأسرة في الشهر الكريم، وكذلك الشباب للقيام بالأعمال الخيرية من خلال اختيار مبادرات مختلفة، ليفرغوا فيها الطاقة الإيجابية في العمل التطوعي خلال شهر رمضان المبارك.
وأكد التميمي أن المبادرات الخيرية التي تطلقها المؤسسات أو الأفراد يمكن أن تساهم في رسم الفرح والبهجة على وجوه الآخرين، وهي طريقة للوصول إلى مجتمع متحاب متكافل، وفي تعزيز العلاقات الاجتماعية بكافة أشكالها.
الشهرة والتوعية
وقال جابر الشاوي إن التكافل هو صورة متعارف عليها في مجتمعنا القطري بشكل عام، ويتجسد ذلك بصورة أكبر خلال أيام الشهر الفضيل، من خلال وجود الكثير من المؤسسات التي تطلق مبادرات خيرية لتقديم المساعدات، أو الأفراد الذين يعملون على تنظيم أعمال خيرية سواء بشكل فردي أو مجموعات تطوعية على مدار أيام الشهر الفضيل.
ودعا الشاوي إلى توظيف المنصات الاجتماعية والأجهزة الذكية التي أصبحت في متناول يد الجميع، في دعم المبادرات الخيرية لإعطاء زخم كبير لحملات التوعية التي يطلقها ويتبناها شباب في خدمة وتثقيف المجتمع، بما يصب في مصلحة المجتمع وتنميته، باعتبارها أصبحت سلطة رابعة أو خامسة تخاطب مختلف شرائح المجتمع.
وأكد الشاوي أن وتيرة العمل الخيري ارتفعت خلال الظروف الصحية التي عايشها المجتمع القطري، والتي أظهرت بشكل كبير أهمية تكاتف الجهود الشعبية والرسمية في مواجهة التحديات، فكنا جزءاً من المبادرات والأنشطة لمساندة الجهود الحكومية لتحقيق صالح المنفعة العامة وخدمة المجتمع، وتحقيق التأثير الإيجابي المنشود لدى المجتمع، سواء كانت جهود ميدانية أم افتراضية على مواقع التواصل، وكان الغرض من استخدام المشاهير أو أصحاب التأثير المميز عبر منصات التواصل، يعود إلى أنَّ شهرتهم تُساهم في نشر الوعي والدعم تجاه مختلف أوجه العمل الخيري والإنساني.
العمل التطوعي
أما سامح عبدالظاهر، مؤسس ورئيس فريق (OTYPE) التطوعي، فيرى أن العمل التطوعي والعمل التوعوي، وظيفة اجتماعية قد تخلو من الربح والأجر لكنها لا تخلو من الأجر عند الله، وكذلك الشعور بالرضا والسعادة وحب الخير للجميع؛ لأنها نابعة من الإحساس بالانتماء إلى المجتمع؛ ولذلك يمثل التطوع قيمة مضافة للتنمية والعطاء وخدمة المجتمع المحلي أو الإنساني بشكل أوسع، مؤكداً أن فريق (OTYPE) هي مبادرة تطوعية تبناها مجموعة من طلاب جامعة قطر، وتسعى لترك بصمة إيجابية في المجتمع، وبث الأمل في نفوس الأفراد، والتأكيد على أهمية العمل التطوعي وجعله أمراً أصيلاً في عرف المجتمع القطري وثقافته.
عروض مميزة
ودأبت جمعية الميرة على إطلاق حملات رمضانية طوال الشهر المبارك بطرح منتجات بسعر التكلفة، أو بإقامة مهرجان «ميرة رمضان» بمشاركة شركات محلية لتوريد الأغذية، حيث تقدم فيها تشكيلة كبيرة من المنتجات الرمضانية إلى جانب المواد الغذائية بأسعار مخفّضة؛ بهدف مساعدة الأسر في أنحاء البلاد استعداداتها لاستقبال الشهر الكريم.
كما تقوم العديد من المجمعات التجارية بتوفير كميات كافية من سلع «التموين» للمواطنين القطريين في مختلف فروعها من مراكز التسوق التابعة لها في جميع أنحاء قطر خلال الشهر الكريم. كما تقوم بعض الشركات بالتعاون مع مورديها المحليين بتزويد عملائها بعروض مميزة على مجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية في متاجرها، وذلك في إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات.