انسحاب المغرب من الكركارات بالصحراء يدعم موقفه بالنزاع

alarab
حول العالم 23 مارس 2017 , 01:29ص
رويترز
يرى محللون مغاربة أن انسحاب المغرب الأحادي الجانب من منطقة الكركارات العازلة في الصحراء الغربية أواخر الشهر الماضي بعد نحو ستة أشهر من دخولها يخدم موقفه في النزاع مع جبهة البوليساريو ويضع الجبهة في مأزق.
في أواخر فبراير الماضي أعلن المغرب انسحابه من المنطقة بعد أن حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الطرفين على سحب جميع العناصر المسلحة من المنطقة العازلة دون شروط «لخلق بيئة مواتية لاستئناف الحوار في سياق العملية السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة».
قال المغرب: إن انسحابه من المنطقة جاء استجابة لطلب الأمين العام في حين وصفته جبهة البوليساريو بأنه «ذر للرماد في العيون».
تقع الكركارات على الحدود المغربية الموريتانية على ساحل إقليم الصحراء الذي يتنازع عليه المغرب وجبهة البوليساريو منذ أكثر من 40 عاما وتشتهر بأنشطة التهريب ويطلق عليها سكان الصحراء اسم «قندهار» على اسم المدينة الأفغانية.
وربط المحللون الانسحاب بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي ووصفوه بأنه خطوة تهدف إلى الحيلولة دون إثارة القضية من جديد في المنظمة التي انسحب منها المغرب عام 1984 بسبب عضوية جبهة البوليساريو فيها.
وقال المحلل السياسي المغربي عبدالرحيم العلام لـ «رويترز»: إن المغرب «لا يريد لمثل حادثة الكركارات أن تشوش عليه عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي».
ويرى المحللون أن خطوة الانسحاب تحرر المغرب من الضغوط الدولية وتلقي بعبء التحرك التالي في النزاع على عاتق الأمم المتحدة.
وقال المحلل السياسي الموساوي العجلاوي المتخصص في الشؤون الإفريقية: «المغرب انسحب بذكاء من الكركارات وترك الكرة في ملعب الأمم المتحدة».
وأضاف: أنه سيكون على «الأمم المتحدة من خلال الدول الكبرى أن تمارس ضغطا على جبهة البوليساريو والدول التي تدعمها خاصة فيما يتعلق بحرية تنقل الشاحنات والسيارات في الخمسة كيلومترات التي توجد بها المينورسو (قوات حفظ السلام في الصحراء الغربية) وعناصر البوليساريو».
أما العلام فقال: «الأمم المتحدة لا تعترف بالبوليساريو، والمغرب كأنه يريد أن يعيد موضوع الصحراء إلى مكانه الأصلي الذي هو الأمم المتحدة».
شراكات تجارية
ضم المغرب إقليم الصحراء إليه عقب انسحاب الاستعمار الإسباني منه في عام 1975 وتأسست جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام ورفعت السلاح في وجه المغرب وأعلنت جمهورية مستقلة، وطالبت بالانسحاب من الإقليم الغني بالفوسفات والسمك، ويعتقد أن به مكامن نفطية.
واستمر الصراع المسلح إلى عام 1991 عندما تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
وظل الحال على ما هو عليه إلى أن كانت تحركات الجيش المغربي في العام الماضي والتي رفعت التوتر إلى واحدة من أعلى درجاته في السنوات الأخيرة بين الطرفين.
وبدأت الأزمة في الكركارات عندما تدخل جنود تابعون للأمم المتحدة بعد أن اجتازت قوات أمن مغربية المناطق الخاضعة لسيطرتها في عملية قالت إنها لتطهير طريق، ما دفع جبهة البوليساريو إلى تعبئة قواتها.
قال المحلل السياسي العلام: إن «المغرب لا يريد أن يناقش موضوع الصحراء في منظمة الاتحاد الإفريقي، بل يريد أن يركز على مواضيع اقتصادية وشراكات تجارية وغيرها من المواضيع البعيدة كل البعد عن موضوع الصحراء».
وأضاف: أن إثارة موضوع إقليم الصحراء الغربية فور عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي سيحدث انقساما في المنظمة، وأن المغرب بقرار الانسحاب «يبتعد عن هذه المواضيع المحرجة ولا يعطي الفرصة للبوليساريو أن تحتج داخل المنظمة».