بعد يومين من وصول 17 يمنيا يهوديا من صنعاء إلى تل أبيب، بدأت تتكشف تفاصيل الصفقة التي تمت بين الحوثيين وإسرائيل بوساطة أمريكية، رغم الشعارات "الرنانة" التي كان يرفعها الحوثيون "الموت لإسرائيل"، وغيرها من الشعارات.
واتهم ناشطون يمنيون الحوثيين بالتعاون مع إسرائيل، وليس إيران فحسب؛ معتبرين أن وصول اليهود اليمنيين لإسرائيل، وتسليمهم مخطوطة التوراة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدخل ضمن بيعهم تراث اليمن.
وقال مدير مركز أبعاد للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبد السلام محمد، على صفحته على "فيسبوك": إن "الحوثيين لم يبيعوا اليمن لإيران فحسب؛ بل باعوا السكان الأصليين، باعوا تراثنا وكرامتنا لإسرائيل، ماذا لو استمروا عامًا يحكمون صنعاء".
وأضاف: "التحالف الإسرائيلي-الإيراني تأريخي، وينكشف في اليمن بشكل جَلِيٍّ، الصفقات مع إسرائيل تمت مرتين أيام الأئمة وأيام الحوثيين، صحيح اللعنة والطرد ليهود اليمن، لكن التحالف مع إسرائيل تاريخكم يا أقذر عصابة سلالية".
وأضافت مصادر يمنية، في تصريحات لوسائل إعلام، أن نقل يهود اليمن الذين سمح الحوثيون بالإفراج عنهم، تم مقابل صفقة تسليح ضخمة من الجانب الإسرائيلي، في عملية تسليم وتسلم على طريقة عصابات التهريب.
وكان من بين اليهود الذين غادروا اليمن، والتقوا نتنياهو، يهودي شارك في القتال إلى جانب ميليشيات الحوثي، خلال الأشهر الماضية.
 
وتناقل الناشطون صور اليهودي، وهو يبتسم خلال استقبال نتنياهو له، مع عدد آخر، بينهم أطفال ونساء من ضمن اليهود الذين تم نقلهم من اليمن إلى الكيان الإسرائيلي بعملية سرية.
 
وكان اليهودي المذكور، قد ظهر في وقت سابق، وهو يحمل بندقيته وعليها شعار الموت لإسرائيل، خلال قتاله إلى جانب الحوثين.
وقالت وكالة "تايم أوف" الإسرائيلية، إن الوكالة اليهودية قامت بإحضار مجموعة من آخر اليهود اليمنيين إلى إسرائيل في عملية سرية. 
وأضافت أن المجموعة تضم الدفعة الأخيرة من 200 يهودي يمني، تم إحضارهم إلى إسرائيل على يد وكالات يهودية في السنوات الأخيرة، لافتة النظر إلى أن المجموعة ضمت "حاخام" أحضر معه لفيف توراة يُعتقد بأن عمره يتراوح بين 500 و600 عام.
وساعد مسؤولون أمريكيون في تنسيق عملية التسليم المعقدة، بعد تعرض المجموعة للاعتداء في طريقها إلى إسرائيل، بحسب ما ذكرته القناة الثانية الإسرائيلية.
ولا يزال حوالي 50 يهوديا في اليمن، يعيش 40 منهم في صنعاء في مبنى متاخم للسفارة الأمريكية. على الرغم من الحرب الدائرة هناك، يرفض هؤلاء مغادرة البلاد.
م.ن /أ.ع