قطر تحتفل باليوم العالمي للسل غدا
محليات
23 مارس 2015 , 09:40م
الدوحة - قنا
تشارك دولة قطر مع سائر دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للسل والذي يوافق 24 من مارس الجاري تحت شعار "الاستعداد للقضاء على السل".
وينظم المجلس الأعلى للصحة في هذا الإطار وبالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية فعاليات وأنشطة توعوية حول الوقاية من السل والتشخيص المبكر للمرض وكيفية علاجه.
وقال الدكتور عبداللطيف الخال مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل إن قطر اختارت محليا شعار "مرض السل قابل للشفاء بنسبة 100% حال التزام المريض بالبرنامج العلاجي" للاحتفال بهذه المناسبة، موضحا أن الاحتفال يتضمن العديد من الفعاليات التي تركز على التعريف بأعراض المرض والخدمات المتاحة للكشف والتشخيص والعلاج بالتركيز على الفئات الأكثر عرضة للإصابة به.
وأوضح أن البرنامج الوطني لمكافحة السل يعد من أنجح البرامج الوطنية المتعلقة بمكافحة الأمراض الانتقالية حيث نجحت حزمة الخدمات التشخيصية والعلاجية الخاصة بالبرنامج معززة باللوائح الإلزامية للكشف عن المرض في علاج الحالات المصابة التي يتركز غالبيتها في فئة الوافدين ووضع الاستراتيجيات الوطنية للحد من انتشاره بشكل كبير.
وأضاف الدكتور عبداللطيف الخال أن آخر الإحصاءات المتعلقة بالمرض تشير إلى أن إجمالي عدد الحالات المكتشفة في دولة قطر في عام 2014 بلغت 465 حالة منها 16 حالة فقط للمواطنين والباقي للوافدين حيث تعتبر نسبة حالات السل بين المواطنين قليلة جدا ومناظرة لمثيلتها في الدول المتقدمة وذلك بفضل جهود البرنامج الوطني لمكافحة السل بينما خضعت كل الحالات المصابة لنظام العلاج المباشر وتراوحت ما بين السل الرئوي والسل خارج الرئة.
وأشار مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل إلى أنه بالنسبة للوافدين فقد أسهمت السياسة المتبعة باعتماد فحوصات القومسيون الطبي لجميع المتقدمين للحصول على الإقامة، في التشخيص المبكر، وعلاج الحالات المكتشفة بشكل ناجح، تتضافر في ذلك جهود المجلس الأعلى للصحة مع مؤسسة حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية وكذلك القطاع الخاص، كما يتم فحص جميع مخالطي مرضى السل والتأكد من تعرضهم أو خلوهم من المرض وإعطائهم العلاج اللازم إذا استدعت الضرورة ذلك.
وأفاد الدكتور عبد اللطيف الخال بأنه على مستوى العالم وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرز في محاصرة المرض إلا أن الكثير من التحديات لا تزال تعترض الطريق أمام السيطرة عليه حتى لا يعود مشكلة ذات أولوية في الصحة العامة على المستوى العالمي.. مبينا أن أبرز هذه التحديات تتمثل في وجود حالات غير مكتشفة بين الأفراد في بعض الدول وتكمن خطورتها في قدرتها على نشر العدوى حيث يتجاهل بعض المرضى الأعراض المعروفة للمرض وأهمها السعال المزمن لثلاثة أسابيع أو أكثر والسعال المصحوب بدم والحمى والتعرق الليلي والفتور الشديد مع نقص الوزن.
وقال إن اليوم العالمي يعد مناسبة لتجديد الالتزام دوليا بتحفيز الطاقات على مستوى كل الأنظمة الصحية في الدول لمواصلة إحراز التقدم لإذكاء الوعي حول أعراض السل وإمكانية تشخيصه وعلاجه لزيادة القدرة على اكتشاف المزيد من الحالات الكامنة داخل المجتمعات وبالتالي تقليل فرصة انتشاره.
وأضاف أن هذا اليوم العالمي يمثل أيضا فرصة لتقوم كل دولة بمراجعة وضعها وخدمات المكافحة بالنسبة للمرض الذي يعد ثاني أكثر الأمراض فتكا بالبشر بعد فيروس نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) حيث يودي السل بحياة حوالي 1.3 مليون شخص على مستوى العالم.
وأوضح الدكتور الخال أن السل يعد مرضا معديا ينتقل من الشخص المصاب عبر الهواء ولا ينتقل إلا من الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين فحينما يسعل الأشخاص المصابون أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيّات السلية" ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلا من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.
ولفت إلى أن الإنسان المصاب والذي لا يتم علاجه يمكن أن ينقل العدوى لمجموعة تتراوح بين 10 و15 شخصا إلا أن أعراض الإصابة لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بالعصيّات فالنظام المناعي يقاوم هذه العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها في رداء واق داخل الجسم.
وبيّن أنه عندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض وعلى هذا الأساس وطبقا لمنظمة الصحة العالمية ففي كل ثانية تحدث العدوى بعصيات السل على مستوى العالم (أي أن نحو ثلث سكان العالم حاليا مصابون) إلا أن الأعراض المرضية أو القدرة على نقل المرض تتطور فقط بنسبة تتراوح بين 5 و10% في مرحلة من المراحل العمرية لدى الأشخاص المصابين بعصيّات السل.