سلط معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة الضوء على أهمية الزراعة المائية في العديد من الفعاليات التي استضافها خلال الفترة الماضية، ولاقت الفكرة زخماً كبيراً من خلال طرح نموذج مبتكر يعتمد على تحلية المياه المستخدمة في النباتات واستزراع الأسماك بجانب المواد المعاد تدويرها. وركز جناح البستنة بالمعرض فعالياته على الزراعة المائية «دون تربة» باعتبارها أحد أهم الابتكارات المستقبلية للدول الصحراوية أو الدول التي تفتقد للموارد المائية اللازمة لإنتاج الغذاء. وقدم جناح البستنة نموذجا مصغرا لهذا النوع من الزراعة خلال الفعاليات التي نظمت بالإكسبو، وقدم النموذج لشرح عملية الزراعية المائية دون الحاجة للتربة»، والتي تعتمد على زراعة نباتات داخل أنابيب رأسية. وتتغذى النباتات -وهي في معظمها عشبية على المياه الواردة إليها من مضخات تقوم بدورة عمل في منتهى الدقة، وبعد تغطية المياه للنباتات تتوجه إلى مسار آخر، في أنابيب أرضية، تحمل معها ترسبات عملية الري إلى أحواض المزارع السمكية التي تعلوها طبقة أخرى من النباتات تتغذى من المياه، مما يظهر أهمية الزراعة المائية في إنشاء مشاريع جديدة في مجال الاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج المحلي من الأسماك.
يذكر أن مشروع الزراعة المائية بالجناح، مشروع طلابي بالأساس، وسينقل إلى مؤسسة قطر عقب انتهاء المعرض لإجراء المزيد من البحوث الهادفة إلى توسيع رقعة الاستفادة من هذا النوع من الزراعات المتطورة التي تقاوم الأجواء الصعبة في البيئات الصحراوية. وعمل جناح البستنة بالتابع لجامعة حمد بن خليفة معرض إكسبو الدوحة على ترسيخ مفهوم تخضير الصحراء، وهو ما يشكل فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج مشكلة نقص المياه والتصحر، وتسمح بالتعامل مع التغيرات المناخية. كما عمل الجناح على خلق منصة تجمع الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام لسكان العالم.