العالم العربي يتساءل: «من التالي»
حول العالم
22 أكتوبر 2011 , 12:00ص
بيروت - أ.ف.ب
كتب أحد المدونين في رسالة قصيرة على موقع تويتر «القذافي رحل، حان دورك يا بشار» غداة مقتل الزعيم الليبي المخلوع، حيث يبدو مقتله وكأنه ناقوس يزف نهاية الأنظمة التي تثور عليها شعوبها في المنطقة.
وتكثفت الحركة على المواقع الاجتماعية، الجمعة، متوقعة من دون أي حرج أحيانا النهاية القريبة لأنظمة قامعة تكافح من أجل بقائها. وعلق مدون آخر على مقتل القذافي وهو الزعيم الأول الذي يقتل نتيجة «الربيع العربي» عبر تويتر بالقول «القذافي وصف شعبه بالجرذان وأنهى حياته في جحر الجرذان. الله يمهل ولا يهمل، اتعظوا أيها الطغاة».
وفيما لم تزل حتى الساعة الصدمة حيال صور القذافي مضرجا بدمائه يعرب المدونون عن غضبهم تجاه الرئيسين السوري بشار الأسد واليمني علي عبدالله صالح اللذين ما زالا في السلطة رغم مواجهتهما انتفاضات شعبية منذ أشهر يتم قمعها بشكل دموي.
وكتب أحدهم «بن علي هرب.. مبارك يحاكَم.. القذافي قُتل.. كلما زادت مقاومة الطاغية لشعبه، ساءت عاقبته.
يبدو أن بشار سيصلب حتى الموت وسط دمشق». وتوجه المعارضون السوريون إلى رئيسهم في صفحتهم على موقع فيس بوك بالقول «هل ستفر كالقذافي وسيلاحقك شعبك من دار إلى دار».
وتوالت رسائل على موقع تويتر على غرار «القذافي في الجحيم، بشار استعد»، و «سكان حمص يرفعون الراية الليبية ويهتفون، القذافي انتهى وحان دورك يا بشار»، و «إلى سكان اليمن وسوريا، آمل أن يقع بشار وصالح بين أيديكم».
ولم يسع البعض لكبح سخريتهم فكتب أحدهم «بعد موت القذافي مبروك اليمن وسوريا على النهائي». وقال مدون متهكما «التلفزيون السوري ينفي مقتل القذافي»، على خلفية اتهام القناة الرسمية السورية بالكذب حول حجم الاحتجاجات في البلاد.
وسأل آخر: «يا بوصالح (شاويش اليمن) كيف أمسيت البارحة؟».
ومن القاهرة إلى الرباط نشرت الصحف في صفحتها الأولى صور جثة القذافي الهامدة وشددت على سخرية الأقدار من الحكام المستبدين الذين سحقتهم موجة الربيع العربي بعد أن كانوا يملكون السلطة المطلقة.
وعنونت «النهار» اللبنانية «42 سنة من حكم القذافي انتهت برصاصتين». وتابعت: «هل تجد الشعوب في هذه الصورة (صورة القذافي) درسا يساعدها على عدم التصفيق بعد اليوم للرؤساء والزعماء الجلادين؟».
أما «السفير» اللبنانية فكتبت «الشعب.. أسقط احترامه للموت وهو يصوره جثة مضرجة بالدماء، ربما ليستوثق من أن دهر الطغيان قد انتهى». وعنونت صحيفة «المصري اليوم»: «الطاغية الثالث... مات في حفرة».
وكتبت صحيفة «القدس» الفلسطينية في افتتاحيتها «إن مصير الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي كان محسوما منذ اللحظة التي وجه فيها رصاص كتائبه نحو صدور أبناء شعبه في بنغازي قبل ثمانية شهور».
وأعربت تونس التي انطلقت من ثورتها في ديسمبر الشرارة الأولى «للربيع العربي» عن «الرضا الكامل لتحرير ليبيا الكامل والنهائي»، فيما اعتبر حزب الله اللبناني أن الأمر يشكل «فرصة تاريخية ومسؤولية كبرى (أمام الشعب الليبي) لإعادة بناء دولته».
وفي الأردن اعتبر رئيس المكتب السياسي لجبهة العمل الإسلامي -وهي فصيل المعارضة الأساسي في البلاد- أن مقتل القذافي «مرحلة جديدة في العالم العربي»، مؤكدا «لا مكان للقمع بعد الآن». واعتبر المحللون من جهتهم أن نهاية القذافي ستعطي دفعا للثورات وعلى الأخص في سوريا.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان أن «الرسالة مفادها أن قمع الشعوب بيد من حديد لا يؤدي إلى نتيجة». لكنه أضاف أن الطغاة في الأصل «عميان». وأوضح «إنهم منفصلون عن الواقع. يخالون أنهم مختلفون وأنهم سيصمدون». في السابق قالوا «هذه ليست تونس، وهذه ليست مصر. لكن في النهاية كلهم سواء».