أكد مختصون أهمية وجبة الإفطار بالنسبة لطلاب المدارس، محذرين من أن إهمال وجبة الإفطار أو تناول الطفل لأطعمة غير صحية في هذا الوقت يمكن أن يتسبب في السمنة، وفق الدراسات الحديثة.
وقالوا في تصريحات لـ «العرب» «إن وجبة الإفطار تمثل تقريباً من 20 % إلى 25 % من إجمالي السعرات الحرارية الواجب توافرها للإنسان بصورة عامة، وأن أهميتها بالنسبة للطفل تكون أكبر، لأنه في طور النمو والتشكل.
ولفتوا إلى أن اليوم الدراسي يحتاج إلى التركيز والطاقة، ووجبة الإفطار هي التي تعوض هذه المتطلبات، وأن الإفطار الصحي يحمي الطفل من الاعتماد على الوجبات غير الصحية، وأن الموسم الدراسي يمتد على النسبة الأكبر من شهور العام، الأمر الذي يزيد من أهمية اعتماد الطالب على الوجبات الصحية في بداية يومه.
د. رضا الشيخ: التعود على الوجبات غير المتكاملة يتحول إلى إدمان
أكد الدكتور رضا الشيخ، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى العمادي أهمية وجبة الإفطار الصحية لطلاب المدارس، التي تكون متكاملة في عناصرها، خاصةً أنها تأتي بعد فترة نوم قد تزيد عن 8 ساعات بالنسبة للأطفال، ما يجعله في حاجة إلى وجبة تعطيه الطاقة اللازمة.
وأشار إلى أن اليوم الدراسي يحتاج إلى التركيز والطاقة، ووجبة الإفطار هي التي تعوض هذه المتطلبات، فتساعد أن يتمتع الطفل باستيعاب وتركيز جيد، كما أنها تساعد الطالب على عدم الاعتماد على وجبات المقصف المدرسي، التي قد تكون غير صحية.
وقال د. الشيخ: حينما يتمتع الطالب بالشبع بعد وجبة الإفطار، إضافة إلى إعطائه الأطعمة الصحية «لانش بوكس»، يكون لها تأثير بشكل كبير عليه، ويكون النظام الغذائي أكثر صحية من الحصول غيرها من الوجبات التي يحصل عليها من المقصف.
وأضاف: أن الموسم الدراسي يمتد على النسبة الأكبر من شهور العام، وأن اعتماد الطالب على المياه الغازية والشيبسي والوجبات غير المتكاملة وغير الصحية تعطي الطفل الإحساس بالشبع بأطعمة غير صحية، لا يحتوي على الفيتامينات والبروتين وغير كاملة العناصر الغذائية، ومع السنوات يمكن أن يدخل الطفل في مشاكل السمنة، فضلاً عن المواد الحافظة والأملاح في هذه المواد، التي قد تتسبب في الكثير من المشكلات.
وأردف د. رضا الشيخ: الاعتماد على الأطعمة غير الصحية قد يصل إلى مرحلة الإدمان، كما أن الطفل حينما يكبر في العمر لا يعتمد على أطعمة البيت الصحية، فتظل هذه العادة ملازمة له في مختلف مراحل عمره. وأشاد بتجربة عدد من المدارس الخاصة في قطر، بإعطاء بعض الوقت للطالب بعد الحصة الدراسية الأولى، حتى يتناول وجبة الإفطار التي يحضرها معه، مشيراً إلى أن الأولوية لتناول الطفل وجبة الإفطار مع الأهل لما ينطوي عليه من دعم التماسك والترابط بين أفراد الأسرة.
وأوضح أن تجربة المدارس الخاصة تعوض الأمر لدى الطفل في حالة انشغال الأهل، وأنه يمكن أن يكون تناول الوجبة تحت إشراف المعلمين والعاملين بالمدرسة، للتأكد من أن الأطعمة التي يتناولها الطفل صحية، ما قد يزيد من نجاح التجربة.
د. بشار حسن: الإفطار يحمي القلب.. ويحسن وظائف الدماغ
قال الدكتور بشار حسن بشار، استشاري طب الأطفال إن وجبة الإفطار تمثل تقريباً من 20 % إلى 25 % من السعرات الحرارية الواجب توافرها للإنسان بصورة عامة، سواء كان طفلا أو بالغا، وأن الأهمية تكون أكبر بالنسبة للطفل، لأنه في طور النمو والتشكل.
وأضاف: في المدرسة، خاصةً في الفترة الصباحية، يكون الطفل في حاجة أكبر إلى الطاقة، وأنها تتوفر عن طريق السعرات الحرارية التي يحصل عليها، والتي يجب أن تتكون من سكريات بشكل أساسي، سواء سريعة الامتصاص منها أو بطيئة الامتصاص، لأن الطفل يحتاج لاستخدام الطاقة بشكل مباشر. وتابع: وجبة الفطور تمنح الجسم العناصر المناسبة لبدء اليوم، وتتحكم بمستويات سكر الدم أيضاً، كما أن هناك دراسات بينت أن أخذ وجبة فطور بشكل منتظم يقلل نسبة الإصابة بالسمنة، لأنه غالباً حينما يصل الإنسان لفترة الغداء ويكون جائعا بشكل كبير فيحصل على كميات أكبر من الطعام، فلا تستهلك بشكل كامل ويتم تخزينها، والتعرض للسمنة. وأوضح أن هناك دراسات بينت أن تناول وجبة الإفطار يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسن من وظائف الدماغ.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يقول بأنه يستيقظ من النوم ولا يشعر بالجوع، وأن هذا الأمر يحتاج إلى التعود، مشدداً على ضرورة تعويد النفس والأطفال بالمنزل على أخذ وجبة غذاء مبكرة.
وأكد أهمية نوعية وجبة الفطور، وأن تتكون السكريات والكالسيوم والفواكه وعصير البرتقال والنشويات مثل الخبز وغيرها، فتكون منوعة وتعتمد على عدة عناصر. وأشار إلى أن السكريات سريعة الامتصاص هي تلك التي تتوفر بعصير البرتقال على سبيل المثال وتلك التي في الفاكهة، أما بطيئة الامتصاص فهي التي تتوفر في النشويات على سبيل المثال كالخبز والكيك وغيرها.
وقال د. بشار: بعض أولياء الأمور يقوم بتصرف خاطئ، بأن يعطي الطفل نقوداً ليكون له الخيار لوجبة الإفطار التي يرغب فيها، لأن الطفل غالباً ما سيختار السكاكر والحلويات، وغيرها من الأغذية البعيدة عن كونها صحية.
ولفت إلى أن تجربة بعض المدارس الخاصة بإعطاء بعض الوقت للطفل بعد الحصة الأولى لتناول وجبة الإفطار التي يحضرها من منزله، هي من الأمور الضرورية جداً، خاصةً وأنها تمثل تشجيعاً للطفل على تناول وجبة إفطار صحية. وأضاف: مع ظروف الحياة الحالية، يكون الأب والأم في بعض الأحيان من العاملين في مختلف الوظائف، ولا يوجد لديهم الوقت الكافي لتناول الإفطار مع الأبناء، وإن كان من الأفضل تناول الإفطار مع الأسرة، ولكن تجربة المدارس الخاصة تكون بديلا لهذا الأمر.
نصائح بتناول 2 إلى 4 حصص فواكه وخضراوات يومياً
أكد محمود عبدالرحمن اخصائي التغذية العلاجية بمركز الضعاين الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ضرورة الحصول الأفراد على من (2-4) حصص فاكهة يومياً بالإضافة الى (3-5) حصص من الخضار.
وقال» تختلف الكمية من شخص لآخر وفق معدل أيض كل شخص والنشاط البدني والحالة الصحية وعدد السعرات الحرارية الموصي بها يومياً، ويجب تناول هذه الحصص من الخضار والفواكه على مدار السنة وخصوصا في فصل الصيف.
وقال عبد الرحمن» إن الفواكه الصيفية تمنح الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وتساعد على ترطيبه حيث تزداد حاجته للسوائل والمعادن والفيتامينات مع ارتفاع درجة حرارة الجو وازدياد التعرق،
وأضاف: أن الفواكه والخضروات تلعب دورًا مهمًا في الوقاية وعلاج عوارض ضربة الشمس والإجهاد الحراري وان كان كل ذلك لا يغني ابدا عن أهمية شرب الماء في جميع فصول العام، لافتاً إلى أن الاجهاد الحراري حالة حادة تنتج عند التعرض لحرارة مرتفعة لفترة طويلة من الزمن تتمثل أعراضه بالغثيان والإقياء، وألم في الرأس، ودوار، واضطراب بصري، وتعرق غزير، واحمرار جلدي. وأضاف: الخضار والفاكهة تساهم في الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي، نتيجة احتوائها على الألياف الغذائية التي تُسهل من حركة الطعام داخل الأمعاء. كما انها تقلل فرص التعرض إلى الإرهاق نتيجة احتواء أغلب الفواكه الصيفية على فيتامينات ب المركبة خاصًة فيتامين ب6 وحمض الفوليك إضافة الى ما هو ضروري ومفيد للوقاية من أمراض العيون، نتيجة احتواء الفواكه الصيفية على فيتامين أ.
وشجع عبدالرحمن على تناول الفواكه والخضار المزروعة محلياً في كل المواسم وليس فقط في فصل الصيف، لافتا إلى أنه يمكن الحصول عليها طازجة وتحتوي على كمية أعلى من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة مقارنةً بالمنتجات المستوردة التي تستغرق فترة زمنية في الشحن، وتكون متوفرة بكثرة وبجودة عالية وأسعار مناسبة بدون كلفة الشحن، وكذلك لدعم المزارعين والزراعة المحلية مما يساهم في ازدهار القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء ذاتي في دولة قطر.
«الصحة»: الإفطار عامل أساسي لوزن مثالي
نشرت وزارة الصحة العامة، أمس، إصداراً توعوياً حول أهمية وجبة الفطور الصحية، وكيفية تشجيع الأطفال على تناولها.
وجاء في الإصدار التوعوي: تعد وجبة الفطور من أهم الوجبات الغذائية خلال اليوم، وتكمن أهميتها في فوائدها العديدة للجسم والعقل. وبالرغم من ذلك تعتبر من أكثر الوجبات المهملة وخصوصًا من قبل طالب المدارس، لافتة إلى أن إهمال وجبة الفطور عادة ما يكون إما بسبب عدم الوعي بأهميتها، أو قلة الشهية في الصباح أو عدم توفر الوقت الكافي لتناولها.
وأرجعت الوزارة أهمية وجبة الفطور إلى تعزز الطاقة اللازمة التي يحتاجها الأطفال مع بداية اليوم، والقدرة على التركيز وتقبل المعلومات الجديدة وحفظها مما يساعد على تحسين الأداء الأكاديمي، كما أنها عامل أساسي للحصول على وزن صحي
وأوضحت أن المشاكل الصحية الناجمة عن عدم تناول وجبة الفطور تكمن في سرعة الشعور بالتعب والإرهاق خلال اليوم، وسوء التغذية مما قد يكون سببًا في انخفاض التحصيل الأكاديمي لدى الأطفال.
وأكدت أن عدم تناول وجبة الفطور قد يؤدي إلى مشاكل في النمو والوزن بسبب حاجة الجسم للعناصر الغذائية اللازمة للنمو
ونصحت الوزارة البدء بإعطاء الطفل كميات صغيرة من الطعام صباحًا إلى أن يعتاد على تناول وجبة الفطور، وإيقاظ الطفل قبل 10 دقائق من موعد الاستيقاظ المعتاد لإعطاء المزيد من الوقت الإضافي لتناول وجبة الفطور مع العائلة.
ودعت الوزارة إلى تقليل الأطعمة ذات البهارات والروائح في وجبة الفطور، مع ضرورة
إعداد الوجبة بشكل جذاب، وأن تحتوي الأطباق المقدمة على ألوان مختلفة لتجذب الطفل بشكل أكبر، لافتة إلى أنه يمكن إعداد وجبات فطور يسهل نقلها حتى يتمكن الطفل من تناولها في طريقه للمدرسة.
الرعاية تحذر من الأغذية الدسمة والمقلية والمشروبات الغازية
وجهت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية للعام الثاني على التوالي وفي إطار حملة «العودة إلى المدارس»، عدة رسائل صحية وغذائية للطلاب والطالبات بمناسبة السنة الدراسية الجديدة، وتضمنت الرسائل الصحية أهمية محافظة الطلاب والطالبات على أوزان أجسامهم الصحية، ومراجعة المراكز الصحية في حالة وجود زيادة في الوزن، بالإضافة إلى أهمية تناول وجبة الإفطار الصحية في المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة.
وعددت المؤسسة الفوائد الصحية والغذائية لهذا الأمر، بأنه يمكن للوجبة أن تشمل كوباً من الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم، مع فاكهة أو عصير فواكه غير محلى، مع الخبز والجبنة أو اللبنة قليلة الدسم، أو البيض.
وتضمنت النصائح أهمية تناول وجبات الطعام بانتظام، وإدخال السلطات والفواكه والحليب أو اللبن الرائب قليل الدسم ضمن الوجبات، ومن الضروري أيضا تناول الفواكه والخضار ذات الألوان الخضراء والحمراء والبرتقالية والصفراء.
كما أوصت المؤسسة في الارشادات التي اصدرتها بمناسبة عودة الطلاب الى المدارس بضرورة تجنب تناول الأغذية الدسمة والمقلية والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة والحلويات والسكريات ورقائق البطاطس، حيث إن الكثير من هذه الأطعمة تحتوي على سعرات حرارية كثيرة تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، بالإضافة إلى أنها قليلة المحتوى بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو العقلي والجسمي للطلاب والطالبات وتقوية أجسامهم، وزيادة المناعة لديهم لمقاومة الأمراض وتقوية عظامهم.
وحذرت المؤسسة الطلاب والطالبات بضرورة الابتعاد عن تناول الأغذية المكشوفة والغير آمنة، والتي قد تكون ملوثة، وذلك لوقايتهم من مخاطر التسمم الغذائي.