م. دلال الشمري مدير إدارة نظم المعلومات بالمؤسسة في حوار مع العرب: توسيع نطاق «الذكاء الاصطناعي» بالخدمات السريرية والإدارية بالرعاية

alarab
المزيد 22 يوليو 2025 , 01:26ص
حامد سليمان

التقنيات الذكية تساعد أخصائي الأشعة في الكشف المبكر عن السرطان
التدريب جزء أساسي من إستراتيجية التطبيق وتحسين الخدمات وتقليل الانتظار
استكشاف تطبيقات إضافية للذكاء الاصطناعي في خدمات «الرعاية الأولية»
دراسة استخدام روبوتات الدردشة المدعومة لمساعدة المرضى في حجز المواعيد 

 

أكدت المهندسة دلال محمد الشمري - مدير إدارة نظم المعلومات بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، على تطبيق المؤسسة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تساهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى، لافتة إلى أن المؤسسة تستعين بالذكاء الاصطناعي في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لمساعدة أخصائي الأشعة في الكشف المبكر عن السرطان، وأنها تحرص على تدريب الموظفين لجزء أساسي من استراتيجية تطبيق الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت الشمري في حوار مع «العرب» أن الرعاية الصحية الأولية تعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمات بالكشف المبكر والدقيق للأمراض وتقليل فترات الانتظار وتعزيز جودة التواصل، إضافة إلى استكشاف تطبيقات إضافية للذكاء الاصطناعي في خدمات «الرعاية الأولية».
وكشفت عن دراسة استخدام أدوات الدعم التشخيصي في مجالات التصوير كطب العيون والتحليلات التنبؤية لإدارة صحة السكان، واستخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المرضى في حجز المواعيد والإجابة على الاستفسارات العامة، مشيرة إلى أن المؤسسة لديها «خريطة طريق» لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل المزيد من الخدمات السريرية والإدارية.. إلى نص الحوار: 

حدثينا عن أبرز استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمات الرعاية الصحية الأولية.
تتطلع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تساهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى. وقد تم بالفعل تطبيق الذكاء الاصطناعي في برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، دون أن يحل محل أخصائي الأشعة، بل يساعده في تحديد الشذوذات في الصور الإشعاعية وتسليط الضوء على المناطق المشتبه بها بسرعة عالية، بالإضافة إلى التنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، مما يُمكّن من اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، والوقاية من المضاعفات، وتحسين نتائج العلاج.
تتميز هذه التقنية بالسرعة، وتقوم تلقائياً بترتيب أولوية فحص الصور بناءً على شدة الحالة، مما يضمن تقديم الرعاية للحالات المشتبه بها بشكل أسرع.
 
ماذا عن تدريب الكوادر العاملة في المؤسسة على هذه التقنيات؟
يُعد تدريب الموظفين جزءاً أساسياً من استراتيجية تطبيق الذكاء الاصطناعي. نحرص على تدريب الفرق السريرية والفنية تدريباً شاملاً حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتفسير نتائجها، ودمجها في سير العمل اليومي. ويستمر التدريب بشكل متواصل، ويتم تصميمه ليتناسب مع احتياجات كل مجموعة من المستخدمين لضمان التبني السلس والاستخدام الأمثل.
 
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحسين جودة الخدمات المتوفرة لمراجعي المراكز الصحية؟
يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمات من خلال تمكين الكشف المبكر والدقيق للأمراض، وتقليل فترات الانتظار، وتعزيز جودة التواصل. فعلى سبيل المثال، يساعد الذكاء الاصطناعي في فحوصات التصوير الشعاعي للثدي على إعطاء الأولوية للحالات العاجلة، مما يتيح للمرضى المعرضين لخطر أعلى تلقي الرعاية والمتابعة بشكل أسرع. كما تسهم أدوات الترجمة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في سد الفجوات اللغوية، مما يُحسن تجربة المريض.
 
بدأت المؤسسة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في قراءة صور الأشعة بالكشف المبكر عن السرطان، فهل من خدمات أخرى يُخطط لاستخدام هذه التقنيات بها خلال الفترة المقبلة؟
نعم.. بالإضافة إلى فحوصات الثدي، نقوم حالياً باستكشاف تطبيقات إضافية للذكاء الاصطناعي، مثل أدوات الدعم التشخيصي في مجالات التصوير الأخرى كطب العيون، والتحليلات التنبؤية لإدارة صحة السكان، وروبوتات الدردشة (Chatbots) المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة المرضى في حجز المواعيد والإجابة على الاستفسارات العامة. وتتضمن خريطة الطريق لدينا توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل المزيد من الخدمات السريرية والإدارية.
 
يُتوقع أن تكون لتقنيات الذكاء الاصطناعي دور كبير في توفير الرعاية الصحية عالمياً، ماذا عن جهود المؤسسة في مواكبة هذه التغيرات العالمية؟
تلتزم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمواكبة التطورات العالمية في مجال الرعاية الصحية الرقمية حيث تقوم المؤسسة باستمرار بتقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة ودراسة مدى ملاءمتها للسياق المحلي في مجال الخدمات الصحية المعززة بالذكاء الصناعي كخدمات الكشف المبكر، التشخيص الدقيق والسريع، الرعاية الصحية عن بُعد وغيرها من الخدمات. وتحرص المؤسسة على تحقيق توازن بين الابتكار، والسلامة، والأخلاقيات، لضمان أن تسهم الأدوات الجديدة في تعزيز جودة الرعاية دون المساس بدور العنصر البشري في اتخاذ القرار.
إلى جانب الخدمات الصحية، تهتم المؤسسة أيضاً بالاستفادة من مزايا الذكاء الصناعي في زيادة إنتاجية وكفاءة القوى العاملة. وفي هذا السياق قد قامت المؤسسة بتطبيق نظام المساعد الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي للموظفين الذي يساعد الموظف على التركيز على المهام الأساسية بدلاً من الأعمال الروتينية. يُعد استخدام المساعد الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي أداة فعالة لتعزيز إنتاجية موظفي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حيث يساهم في تسريع إنجاز المهام الإدارية، وتوفير الوقت من خلال أتمتة الأعمال المتكررة، وتحسين جودة القرارات عبر تحليل البيانات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين فرق العمل وتحسين الإنتاجية من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات المشتركة، مما ينعكس إيجابًا على كفاءة العمل وجودة الخدمات المقدمة.
 
 ماذا عن الخطط المستقبلية للمؤسسة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
نخطط لتوسيع دمج الذكاء الاصطناعي في خدمات التشخيص، والرعاية الوقائية، وكفاءة العمليات. وتشمل مجالات التركيز الرئيسية دعم التواصل متعدد اللغات، التنبؤ بمخاطر الأمراض في مراحلها المبكرة، دعم القرار السريري، وتعزيز تفاعل المرضى من خلال المنصات الرقمية الذكية.
 
ماذا عن الخدمات الإلكترونية التي تقدم بشكل عام؟
توفر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مجموعة متكاملة من الخدمات الإلكترونية التي تهدف إلى تعزيز الوصول، والكفاءة، ورضا المرضى من خلال الوصول إلى الخدمات الصحية المتاحة دون الحاجة إلى زيارة المركز الصحي أو الاتصال بمركز الاتصال. وتشمل هذه الخدمات، خدمة الاستشارات عن بعد من خلال الاستشارات الهاتفية والاستشارات عبر الفيديو، وخدمات تطبيق نرعاكم للهاتف المحمول وهو تطبيق فريد من نوعه في قطاع الرعاية الصحية الحكومية في قطر، تم تطويره داخلياً في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية. ويهدف تطبيق نرعاكم إلى تمكين المواطنين والمقيمين من إدارة ملفاتهم وملفات أفراد أسرهم الصحية بطريقة رقمية. وتشمل الخدمات المقدمة أيضاً، منصة بوابة المرضى (صحتي) التي تتيح متابعة نتائج الفحوصات المخبرية الأخيرة ومعاينة الأدوية الموصوفة، والعلاجات. 
وتعتمد المؤسسة على نظام السجل الطبي الإلكتروني الموحد المستخدم في جميع مركزها الصحية وهو نظام متكامل مع مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب. توفر المؤسسة خدمات إلكترونية من خلال نظام السجل الطبي الإلكتروني لعيادات الصحة المدرسية، دعماً لمبادرات الصحة العامة في المدارس. يسهم هذا النظام في تخفيف العبء الإداري للرعاية الصحية وتقديم رعاية مترابطة تتمحور حول المريض.
 
الى أي مدى باتت الخدمات متاحة الكترونيا امام المراجعين ومنتسبي المراكز الصحية بما يوفر على الطرفين الوقت والجهد؟
الخدمات الرقمية المتوفرة اسهمت في تسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية لتلقي الرعاية الصحية، فمن خلال تطبيق نرعاكم، يمكن للمراجع عرض معلومات البطاقة الصحية وتاريخ انتهاء صلاحيتها وتجديدها. يمكن للمستخدم أيضاً من خلال تطبيق نرعاكم، طلب الحصول على بطاقة صحية، حجز موعد وعرض المواعيد المستقبلية، تغيير المركز الصحي، بالإضافة إلى تغيير الطبيب الأسرة. ويمكن إضافة أفراد الأسرة الذين هم دون 18 عاما إلى الحساب للاستفادة من نفس الخدمات بالنيابة عنهم. ومن خلال منصة بوابة المرضى (صحتي)، يمكن للمراجع متابعة نتائج الفحوصات المخبرية الأخيرة ومعاينة الأدوية الموصوفة، والعلاجات ومواعيدك المستقبلية سواء في مراكز الرعاية الصحية أو مستشفيات مؤسسة حمد الطبية. ولتسهيل عملية الاستشارات الطبية وتوفير الوقت على المراجعين، ويمكنهم إجراء استشارة طبية من خلال خدمة الاستشارات الهاتفية والاستشارات عبر الفيديو.