عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ليلة الاثنين، أعمال اجتماع مجموعة خبراء القانون الدولي لبحث سبل تنفيذ قرار لجنة مبادرة السلام العربية بشأن التوجه إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة. واختص الاجتماع بمتابعة الفقرة (4) من بيان لجنة مبادرة السلام العربية الذي كان قد عقد مؤخرا بالدوحة، بشأن التوجه إلى الأمم المتحدة. شارك في الاجتماع وفد قطري برئاسة سعادة جاسم محمد مبارك الدرويش القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة قطر بالقاهرة، كما شارك في اجتماع اللجنة السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووفد فلسطيني ضم كلا من الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والدكتور بركات الفرا سفير فلسطين ومندوبها الدائم لجامعة الدول العربية، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني السفير الدكتور مجدي الخالدي، والسفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وقال السفير بن حلي، في تصريحات للصحافيين حول الموعد الذي سيتم فيه تقديم المطلب الفلسطيني والعربي للأمم المتحدة بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية بها: إن هناك إجراءات قانونية متبعة في هذا الإطار، وذلك قبل 35 يوما من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة يوم 13 سبتمبر المقبل. وأشار السفير بن حلي إلى أن هناك آليات متبعة في هذا الإطار ليكون هذا الملف قويا متكاملا وبكل عناصره القانونية عندما يطرح، معربا عن أمله في ألا يصطدم المطلب الفلسطيني والعربي بـ «الفيتو» الأميركي، وتابع قائلا «إذا كانت أميركا تريد فعلا لعب دور جدي، فحتى موعد تقديم هذا الطلب هناك فرصة أمامها لإمكانية أن تفرض موقفها على الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان واستئناف المفاوضات حسب المطالب العادلة للقيادة الفلسطينية». وقال: إن هذه اللجنة القانونية تم تشكيلها من قبل مجلس الجامعة العربية خلال الفترة الماضية، وتضم عددا من الخبراء القانونيين العرب من مصر وقطر والأردن والإمارات والجزائر والسعودية وسوريا ولبنان والمغرب واليمن بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، مشيراً إلى أن مجلس الجامعة العربية قد طلب من اللجنة عقد اجتماع لها لوضع تصوراتها حول إجراءات طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وأضاف السفير بن حلي أن الجامعة تعمل في هذا الإطار من خلال ثلاث قنوات، الأولى تتعلق بالتحرك الدبلوماسي لإقناع دول العالم خاصة المجموعة الإفريقية والإسلامية والاتحاد الأوروبي بضرورة دعم هذا المطلب الشرعي، وأن اجتماعين قريبا ستشارك فيهما الجامعة وتحاول خلالهما العمل على استصدار قرارات في هذا الشأن. وأشار بن حلي إلى أن القناة الأخرى التي تعمل في إطارها الجامعة تتعلق بالجانب القانوني، ومن هنا عقد الخبراء المختصون بالقانون الدولي اجتماعهم اليوم لطرح رؤاهم بالنسبة لهذا الموضوع، أما المنحى الثالث فيتعلق بتحرك القيادة الفلسطينية من خلال الرئيس محمود عباس واتصالاته، وكذلك اتصالات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والذي يقوم بزيارة حاليا لأوروبا لطرح هذا الموضوع أيضا بشكل جدي وعملي. ونبه بن حلي إلى أنه في ضوء المعطيات الراهنة فإن عملية السلام الآن لا أفق لها في ظل هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ولهذا سيكون هذا الخيار هو ما يسعى إليه الجانب الفلسطيني ولا بد من توفير كل الدعم العربي له. كانت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية قد أعلنت في بيانها الختامي الصادر عن اجتماعها الطارئ بالدوحة يوم 28 مايو الماضي، والذي عقد بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه «في ضوء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قررت اللجنة التوجه إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011».