

أعرب عدد من خريجي الفوج التاسع من معهد الدوحة للدراسات العليا عن اعتزازهم بتحقيق واحدة من أهمِّ الأمنيات التي يتطلع إليها طلبة الدراسات العليا، متقدمين بالشكر والامتنان لجميع منتسبي المعهد من إدارة وأساتذة وزملاء ساندوهم بالدعم والتشجيع والمساعدة، كما كشفوا عن طموحات ما بعد التخرج وخططهم في الإسهام في تطوير سياسات وممارسات العمل المؤسسي في قطر. وتحدث عدد من الخريجين لـ «العرب» عن شعورهم بهذه المناسبة وتجربتهم الأكاديمية على مدى سنوات دراسية قضوها في رحاب معهد الدوحة، جمعوا فيها العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامة في بيئة تعليمية جدية وودية أثرت النواحي الفكرية والمعرفية لديهم وساهمت في تشكيل رؤاهم وتعزيز قدرتهم على التفكير النقدي، معربين عن أملهم في بدء مسيرة مهنية حافلة بالإنجاز والعطاء ودفع مسيرة التنمية في قطر.

سارة آل ثاني: تجربة استثنائية ونقطة تحول في مسيرتي
قال سارة بنت عبدالله بن خليفة بن علي آل ثاني: كانت تجربتي في برنامج الماجستير التنفيذي المزدوج في إدارة الأعمال والإدارة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا تجربة استثنائية ومثمرة بكل المقاييس، إذ شكلت نقطة تحول في مسيرتي الأكاديمية والمهنية، مشيرة إلى مدى استفادتها من محتوى علمي متقدم وأدوات تحليلية عززت من قدراتي على التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار، كما أضافت لي الدراسة بُعدًا عمليًا عميقًا بفضل التوازن بين الإدارة العامة والخاصة.
وأوضحت أن الجو العام في المعهد كان محفزًا وداعمًا؛ اجتمع فيه نخبة من الأكاديميين والمتخصصين إلى جانب زملاء مميزين، مما أضفى على الرحلة طابعًا من التحدي الإيجابي والاحترافية العالية.
أما بعد الماجستير، فإن طموحي هو توظيف هذه المعرفة في دعم وتطوير السياسات المؤسسية، والمساهمة الفعالة في بناء منظومة عمل أكثر كفاءة وابتكارًا. وأضافت: أُهدي هذا التخرج إلى سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، تقديرًا لرؤيته الثاقبة في تحقيق التنمية البشرية كركيزة أساسية ضمن ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، والتي كانت مصدر إلهام لمسيرتي العلمية. كما أهدي هذا الإنجاز إلى سعادة الشيخ بندر بن محمد آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، الذي كان قدوة لنا للاستمرار في التحصيل، لما وجدنا فيه من كفاءة نفتخر بها في وطننا الغالي.
نور علي حمد النعيمي: تطوير أدواتي القيادية انعكس على أدائي الوظيفي
قالت نور علي حمد النعيمي، ماجستير تنفيذي مزدوج في إدارة الأعمال والإدارة العامة، حول مدى استفادتها من البرنامج والدراسة عموماً إن الاستفادة من البرنامج كانت كبيرة وعلى عدة مستويات: من الناحية الأكاديمية، أتاح لي البرنامج التنفيذي المزدوج اكتساب معرفة عميقة وعملية في مجالي إدارة الأعمال والإدارة العامة، بفضل الشراكة الأكاديمية بين معهد الدوحة للدراسات العليا ومعهد ESMT في برلين. أما على المستوى المهني، فقد ساهمت الدراسة في تطوير أدواتي القيادية والاستراتيجية، مما انعكس مباشرة على أدائي الوظيفي كرئيس لقسم التطوير المؤسسي.وأوضحت أن الجو العام في المعهد اتّسم بالحيوية الأكاديمية، وتنوّعت فيه الخلفيات العلمية والمهنية للطلبة، مما أضفى بعداً ثرياً على النقاشات الصفّية والتجربة التعليمية ككل. وقد أتاحت البيئة الأكاديمية فرصاً لتعزيز التفكير النقدي، وتوسيع المدارك المهنية من خلال التفاعل مع محتوى البرنامج وتبادل الخبرات.وحول طموحها ما بعد الماجستير، قالت: طموحي بعد الماجستير هو الإسهام بشكل أوسع في تطوير سياسات وممارسات العمل المؤسسي في قطر، سواء من خلال ادوار قيادية او من خلال المساهمة في تصميم مبادرات استراتيجية تُعزز الأداء المؤسسي والاستدامة. كما أطمح مستقبلاً لاستكمال مساري الأكاديمي بدراسة الدكتوراه في مجال السياسات العامة أو القيادة الاستراتيجية.

ناصر راشد المري: أسعى لتصميم سياسات حكومية تدعم بيئة الأعمال
قال ناصر راشد جبر آل مريزيق المري، تخصص الماجستير التنفيذي المزدوج في الإدارة العامة وإدارة الأعمال، إن تخصصه يجسَّد تلاقيَ عالَميْن: الإدارة العامة بتركيزها على السياسات المستندة إلى العدالة الاجتماعية، وخدمة المصلحة العامة، وإدارة الأعمال بمنهجيتها في تعظيم الكفاءة والابتكار وخلق القيمة المضافة، مبينا أنه تعلم كيفية تصميم الحلول الحكومية لتحقيق الشمولية والشفافية، وفي الوقت ذاته، كيف تُدار الشركات بذهنيةٍ استراتيجيةٍ تُوازن بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية، لافتا الى ان هذه الرؤية المزدوجة منحتني أدواتٍ لقيادة التغيير في القطاعين العام والخاص، حيثُ السياساتُ تُبنى لخدمة الإنسان، والمشاريعُ تُدار لتحقيق استدامةٍ تُغذِّي الاقتصاد والمجتمع معًا.
وأوضح المري أن المعهد كان منصةً لالتقاء ثقافتَيْ الإدارة: العامة والأعمال. ففي القاعات الدراسية، كنّا نناقش قضايا الحوكمة وتمكين المواطن كشريك في صنع القرار، وفي الوقت نفسه، نتحاور حول نماذج الأعمال الحديثة وريادة المشاريع التي تُحوِّل التحديات إلى فرص. الأساتذة جمعوا بين خبرة القطاع العام وحنكة القطاع الخاص، والزملاء جاءوا من خلفياتٍ متنوّعة، مما أثرى الحوار وأكسبنا مرونةً في فهم أولويات المجتمع وضرورات السوق. كان الجوّ يُذكّرنا دائمًا أن الإدارة الفعّالة هي التي تدمج الحكمةَ المؤسسيةَ بروح المبادرة.
وحول طموحه ما بعد الماجستير، قال: أطمحُ إلى أن أكون حلقةَ وصلٍ بين قطاعَيْ الإدارة العامة والأعمال، فأُسهم في تصميم سياساتٍ حكوميةٍ تدعم بيئةَ الأعمال، وتُعزز الشمول الاقتصادي، وفي المقابل، أعمل على توجيه الشركات نحو تبنيّ نماذجَ استثماريةٍ تخدم الأولويات الوطنية وتُعلي قيمَ المسؤولية الاجتماعية. حلمي أن أرى المؤسسات العامة تُدار بكفاءةٍ تلهم الثقة، وأن تصبح الشركاتُ محرّكاتٍ للتنمية لا مجردَ منصاتٍ للربح، فالعلمُ الذي اكتسبته أمانةٌ سأحملها لبناء جيلٍ من القيادات التي ترفض الفصل بين «نجاح المؤسسة» و»إنسانيتها».
وختم المري حديثه بإهداء هذا الإنجاز إلى قطر التي وهبتني فرصةَ التعلم في معهدٍ يجسّد التكامل بين بناء الدولة ونهضة الاقتصاد، وإلى عائلتي التي علمتني أن النجاح الحقيقي هو ما يجمع بين العطاءِ للمجتمع والتميُّزِ في العمل. وإلى كلّ مَنْ يؤمن أن تطويرَ الإدارة العامة وتطويعَ أدوات الأعمال الحديثة ليسا خيارين منفصلين، بل طريقان متوازيان لصنع مستقبلٍ يُحافظ على كرامة الإنسان ويُطلق طاقات الإبداع.
نوف إسماعيل العمادي: مهارات قيادية وإستراتيجية متقدمة أستفيد منها في عملي
قالت نوف اسماعيل محمد العمادي، ماجستير تنفيذي مزدوج في إدارة الأعمال والإدارة العامة إن البرنامج التنفيذي المزدوج في إدارة الأعمال والإدارة العامة شكّل تجربة نوعية ومثرية على الصعيدين المهني والشخصي، منوهة بالدمج بين إدارة الأعمال والإدارة العامة والذي أتاح لي فهماً أوسع للتحديات المعاصرة في القطاعين العام والخاص، ومهارات قيادية واستراتيجية متقدمة أستفيد منها بشكل مباشر في عملي. كما أن طبيعة التخصص أسهمت في تعزيز قدراتي على التفكير التحليلي واتخاذ القرار المبني على البيانات.
وأشارت إلى أن الزملاء من مختلف الخلفيات المهنية شكّلوا قيمة مضافة للنقاشات والأنشطة الجماعية. كذلك، الدعم الذي قدمناه لبعضنا شكل فارقاً في المسيرة التعليمية.
وأكدت أن طموحها يتمثل في الإسهام بشكل أكبر في تطوير منظومة التخطيط الاستراتيجي في القطاع العام، من خلال تطبيق أفضل الممارسات التي تعلمناها خلال البرنامج. وأسعى على المدى البعيد إلى المشاركة في قيادة مشاريع تحول مؤسسي تسهم في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، سواء من خلال موقعي الحالي أو عبر أدوار مستقبلية. فقطر تستحق منا أن نرد لها جميلاً لا يمكن أن يجزى إلا بالعمل الدؤوب والعطاء بهدف التطوير والتقدم والتنمية.
وختمت بقولها: أهدي هذا التخرج أولاً لأسرتي الكريمة التي كانت الداعم الأول طوال فترة الدراسة ولكل من آمن بقدراتي ووقف إلى جانبي. أشكر كلاً باسمه. شكراً لكم من القلب على حبكم ودعمكم.