تبرز أزمة النقل والمواصلات في غزة كشاهد صامت على فضائح الحرب، فالشوارع التي كانت خطوات للعابرين، أصبحت متهالكة بسبب القصف، وأصبح التنقل والحركة مهمة شاقة تتطلب صبراً وعزيمة، والطرق المدمرة لا تعيق فقط مرور السيارات بل تعسر مسير الحياة نفسها.
وفي حديثه لـ "موقع العرب" قال أحمد أبو قمر، خبير اقتصادي فلسطيني، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية في قطاع غزة، بما في ذلك الأرصفة والطرق، وجاء ذلك نتيجة الاجتياح البري الإسرائيلي على غزة، إضافة إلى الغارات الجوية والأحزمة النارية التي أدت إلي تدمير الممرات والطرق الرئيسية، ويعتقد أن الهدف من هذا القصف هو إضعاف وتدمير البنية التحتية، وتعطيل الحياة اليومية للسكان".
وتعد أحد أبرز التحديات التي تواجه أزمة المواصلات في غزة هي عدم توافر السولار، والذي جعل الأهالي تلجأ إلى استخدام زيت الطعام كبديل لتشغيل السيارات والمولدات، على الرغم من التحذيرات من المخاطر الصحية والبيئية المترتبة على هذا الاستخدام، على حد قول أبو قمر.
وسيلة المواصلات الشائعة حالياً في غزة هي الدواب مثل العربات التي تجرها الحمير، يقول الخبير الاقتصادي الفلسطيني، حيث أصبحت وسيلة أساسية للتنقل داخل القطاع، نظراً للنقص الحاد في الوقود وتدمير الطرق، لافتاً أن هذا النوع من المواصلات أصبحت كمصدر رزق للكثير من المواطنين في ظل هذه الأزمة، فقد وصل سعر الأجرة إلي نص دولار، وأحياناً ترتفع إلى دولارين.
وبحسب المصدر ذاته، تتركز هذه الأزمة بشكل خاص في شمال القطاع، وذلك لأن الشمال كان له النصيب الأكبر من القصف المباشر والممنهج، وعلى الرغم من أن الجنوب لا يعاني من الأزمة بنفس القدر، إلا أن هناك تحديات مماثلة تواجه السكان، بما في ذلك نقص الوقود وارتفاع أسعار المواصلات.
ثمة مشكلة أخرى تواجه سكان قطاع غزة في الوقت الراهن، وهي الحاجة الماسة للتعاون من أجل إعادة البناء والتجديد، ليس فقط للطرق، بل لروح المجتمع، فإن أزمة المواصلات ليست مجرد أزمة بل هي تحدٍ إنساني يتطلب التعاون لتجاوزه، وفقا لما أكده أبو قمر.