

أكد الدكتور محمد شادي قباوة أخصائي أمراض الباطنة في مركز ام صلال الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن صيام شهر رمضان ينظم الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم مما قد يمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية والأمراض الأخرى.
وقال: «إن الصيام لا يستخدم مخزون الدهون في الجسم فحسب، وإنما ينظف الجسم من السموم الضارة التي قد تكون موجودة في رواسب الدهون، وكلما تقدمت فترة الصيام وبمجرد استهلاك جميع السعرات الحرارية من الأطعمة التي يتم تناولها أثناء الليل يبدأ الجسم في الاعتماد على مخازنه من الكربوهيدرات والدهون (المخزنة في الكبد والعضلات) لتوفير الطاقة فتبدأ عملية تكسير الدهون للحصول على الطاقة وتبدأ مستويات الكيتون بالارتفاع في الدم، لافتا إلى أن ارتفاع مستويات الكيتون إشارة إلى أن الجسم يحرق الدهون للحصول على الوقود ويستخدم الأحماض الدهنية لإنتاج الكيتونات في الكبد بحيث تعمل الكيتونات كمصدر طاقة بديل عالي الكفاءة للدماغ والأعضاء الأخرى.
وتابع: كشفت الأبحاث أن الكيتونات تعمل كجزيئات مثل الهرمونات، يمكنها بدء العمليات الخلوية وقد تنشط الكيتونات الجينات التي تساعد في التمثيل الغذائي للدهون وتحمي أيضًا الحمض النووي من التلف.
وأضاف: وجد الباحثون أن الصيام يساعد في تعزيز وإنتاج إنزيمات لها عدة أدوار مهمة في التمثيل الغذائي والطاقة بالإضافة الى إزالة السموم فضلاً عن تعزيز صحة الكبد، وهو أحد الأعضاء الرئيسية المشاركة في إزالة السموم.
وأوضح أن مستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام تنخفض بمرور الوقت، مما يحمي من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، من المحتمل أن يتم التوسط في معظم هذه التأثيرات عن طريق تقليل نسبة السكر في الدم وعوامل النمو، مثل الانسولين وIGF-1 وعامل النمو الشبيه بالأنسولين.
«تعزيز المناعة»
وتشير العديد من الدراسات إلى الدور الحاسم للصيام في تعزيز المناعة الفطرية تحت سيطرة نظام الغدد الصماء عن طريق رفع السيتوكين والإنترفيرون بيتا وكريات الدم البيضاء خاصة العدلات في البلازما، حيث يُظهر الصيام المتقطع تأثيرًا إيجابيًا في انخفاض الالتهاب، ويؤدي إلى تجديد خلايا جهاز المناعة.
وأوضح أن الخلايا في الجسم التي تدعم الاستجابة المناعية وتهاجم مسببات الأمراض الغازية تترك مجرى الدم عندما نتوقف عن الأكل بعد ان ينخفض المحتوى الغذائي وتهاجر إلى نخاع العظام، وهو كثيف المغذيات، حيث تبدأ في التجدد.
وقد أظهرت دراسة حديثة أن الصيام أثناء العلاج الكيميائي ينشط جهاز المناعة ويكشف الخلايا السرطانية مما يسمح بتخليص الجسم من الخلايا السامة القديمة واستبدالها بخلايا صحية جديدة، وكذلك يقلل الصيام من مستويات الجلوكوز في الدم، مما يجعل من الصعب نمو السرطان.