صحوة أمنية في فرنسا قبل شهر  من سباق الإليزيه
            
          
 
           
          
            
                 حول العالم 
                 22  مارس  2017 , 01:58ص  
            
            
           
          
            
              ا ف ب
            
           
            
          
            قبل شهر من موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تُجرى في 23 أبريل، تم تشديد الإجراءات لمواجهة أي تهديد محتمل، ولصدّ أي هجمات إلكترونية مشابهة لتلك التي حصلت خلال الحملة الانتخابية الأميركية الأخيرة.
الوضع غير مسبوق، فالانتخابات الرئاسية -إضافة إلى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 11 و18 يونيو- ستجرى في ظل حالة الطوارئ التي أُعلنت بعيد الاعتداءات في باريس في 13 نوفمبر 2015.
حتى في بدايات عهد الجمهورية الخامسة وإبّان حرب الجزائر، لم تُنظم أبداً أي انتخابات في ظل حالة الطوارئ، التي يعتبرها أنصار دولة القانون إجراء مثيراً للجدل.
وحذّر وزير الداخلية الفرنسية برونو لورو، خلال التمديد الخامس لحالة الطوارئ، من أن «الفترة الانتخابية في 2017 -بما تشمله من نشاط مكثف- تزيد أيضا من مخاطر قيام إرهابيين بتنفيذ تهديداتهم».
وزاد من حدة النقاش الأمني، الهجمات الأخيرة ضد عسكريين كانوا يقومون بدورية بالقرب من متحف اللوفر في باريس (10فبراير)، وفي مطار أورلي (18 مارس)، في بلد لا يزال يعاني من تبعات الاعتداءات التي أوقعت 238 قتيلاً منذ يناير 2015. وتم تمديد العمل بالإجراءات الاستثنائية السارية منذ 500 يوم تقريباً حتى 15 يوليو المقبل.
وعلق الرئيس فرنسوا هولاند بعد هجوم أورلي السبت: «إزاء التهديد، علينا إبداء أكبر قدر من التيقظ».
وخلال أيام الانتخابات سيتم نشر قوات الأمن حول مراكز الاقتراع من أجل إفساح المجال أمام تدخل سريع إذا اقتضى الأمر، في حال الخطر أو بناء على طلب من رؤساء الأقلام.
تهديدات إلكترونية
من جهة أخرى، دعت السلطات الفرنسية إلى تعبئة عامة لمواجهة أي تهديدات إلكترونية محتملة، قد تستهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية بشكل خاص، بعد الشبهات بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية لضمان فوز دونالد ترمب.
وعلق رئيس الوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية غييوم بوبار في أواخر يناير قائلاً في هذا الإطار: «ما حصل في الولايات المتحدة يمكن أن يتكرر في فرنسا من الجهات نفسها أو غيرها، ومع التداول بالفكرة (القرصنة الإلكترونية) فإن الخيارات ستكون مفتوحة أمام المهاجمين المحتملين».
وحذر وزير الخارجية جان مارك آيرولت في فبراير من أن فرنسا «لن تقبل أي تدخل في عمليتها الانتخابية سواء من روسيا أو أي دولة أخرى».
وأشار نيكولا أرباجيان الذي يدير دائرة «الأمن الرقمي» في المعهد الوطني للدراسات العليا حول الأمن والقضاء إلى أن «الحملة الانتخابية هي التي تأثرت في الولايات المتحدة، وليس الاقتراع نفسه»، وتابع «هناك مناخ عام من الارتياب».
في أواسط فبراير، كشف فريق حملة إيمانويل ماكرون أنه تعرض لنحو 4 آلاف هجوم إلكتروني في غضون شهر، وندد بنشر شائعات مغرضة عبر وسائل الإعلام، وقال إنه يشتبه بوقوف الكرملين وراءها، الأمر الذي نفته موسكو بشدة، لكن تسريبات «ويكيليكس» حول وسائل القرصنة والتجسس التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لا تساعد على طمأنة الرأي العام.