بدأت صناعة العقال في بلاد الرافدين، ثم انتقلت إلى الشام «سوريا»، لتصبح حرفة يبدع فيها أصحابها وانتقلت معهم إلى الدوحة، لذا نجد الكثيرين من أبناء الجالية السورية يمتهنون هذه المهنة، ويبدعون في تصاميم العقال وانتقاء الخيوط المناسبة، وتطوّرت هذه المهنة، حيث يقوم الحرفيون الآن بتفصيل العقال حسب ذوق المستهلك ووفقاً لاختياره.
ويصنع العقال عادة من خيوط منسوجة من صوف الماعز، وهو المشهور عند العرب في الأزمنة السابقة، قبل أن تتطور صناعته باستخدام الخيوط المنسوجة من القطن والحرير، في الوقت الذي ما زالت صناعة العقال متشبّثة بالطرق اليدوية التقليدية، ولعل ما استجد في صناعة العقال هو تطوير أسلوب النسيج وابتكار نقشات وبرم ترتبط في بعض الأحيان بالمستويات الاجتماعية بمن يلبس العقال، وهناك 3 أنواع مميزة للعقال تختلف من بلد إلى آخر.
النشأة بالعراق
في العراق حيث ظهرت صناعة «العقال»، تتميز المحافظات الوسطى «السماوة والرمادي مثلاً» بالعقال الرفيع الذي يُلبَس على الغترة البيضاء، بينما يفضل رجال المحافظات الجنوبية «الناصرية والبصرة مثلاً» العقال الغليظ.
وفي هذا السياق، قال هيثم عبداللطيف، من أبناء الجالية السورية وخبير وممتهن لصناعة العقال من حوالي 8 سنوات: منذ ستينيات القرن الماضي لم يطرأ على آلية صناعة العقال أي تغيير، حيث تبدأ الصناعة بآلة جمع الخيوط ثم بقية المراحل يدوية.
وأضاف في حديثه لـ «العرب» أن بداية صناعة العقال بدأت في العراق، ثم انتقلت إلى سوريا وبقيت هذه المهنة والخبرة هناك حتى انتقلت إلى دول الخليج العربي وأبرزها قطر، لافتاً إلى أنه بعد جمع الخيوط باستخدام الآلة يتم تعبئتها يدوياً بلف الخيوط لتشكل العقال بالمظهر المعروف، ثم تأتي آلية الحبك باستخدام الإبرة، وأخيراً تركيب «الكراكيش» التي تميز العقال القطري وتزينه.
وكشف عبداللطيف عن أن هناك إضافات أخرى على صناعة العقال مثل النقشات، وتكون حسب رغبة الزبون، حيث تعد من أقدم الحرف ولها قيمة معنوية عالية، لأن العقال جزء مهم من الزي القطري والخليجي، منوهاً بأن هناك اختلافات نسبية في صناعة العقال بالجزيرة العربية، حيث يمكن تمييز القطري عن غيره من أبناء دول الخليج من خلال «الكركوشة»، فهي مميزة وتختلف عن بقية أنواع العقال في المجتمع الخليجي.
وأوضح أن هناك 3 أنواع مميزة في العقال، وهي: المرعز والصوف والملكي، وأفضلها هو المرعز المصنوع من وبر الجمل، ويعد من أفضل أنواع العقال المحببة لدى الشباب، فهو جزء أساسي من «كشخة الرجل».
وقال عبداللطيف: إن الأعياد تعد المناسبة الأهم لرواج صناعة العقال، حيث يتم بيع ما يقارب 700 عقال في المشغل الواحد تقريباً في الفترة التي تسبق الأعياد، حيث يبدأ الناس بتفصيل العقال استعداداً للمناسبة.