ساسة مصريون يتحدثون عن الماضي والمستقبل قبل ذكرى ثورة 2011
حول العالم
22 يناير 2015 , 10:29م
القاهرة - رويترز
مع اقتراب موعد الذكرى الرابعة لانتفاضة 2011 الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تحدثت ثلاث شخصيات كبيرة من أطياف سياسية مختلفة إلى تلفزيون رويترز عن رؤيتها للأوضاع الحالية في البلد وفي مساره نحو المستقبل.
ظل المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شؤون البلاد بعد خروج مبارك من السلطة وحتى انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 2012.
واستمر مرسي سنة في السلطة ثم خرج ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتجاج على حكمه والمطالبة بإسقاطه. واستجاب الجيش وعزل مرسي في الثالث من يوليو 2013 وتولى المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا السلطة بصفة مؤقتة لمدة عام إلى أن انتخب قائد الجيش المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا في يوليو 2014.
يرى كثير من المصريين السيسي منقذا خلص مصر من قبضة الإخوان المسلمين الذين يحاكم زعماؤهم وأنصارهم الآن في قضايا تتصل باقتحام السجون والتخابر مع جهات أجنبية وارتكاب أعمال عنف والتحريض عليها.
كان الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية السياسي المخضرم عمرو موسى مرشحا في انتخابات الرئاسة عام 2012. وتولى موسى بعد ذلك رئاسة اللجنة التي كلفت بإعداد دستور معدل وافق عليه المصريون في استفتاء شعبي.
ذكر موسى لرويترز في مقابلة أن المرحلة الانتقالية في مصر منذ 2011 سوف تصل إلى غايتها بانتخاب برلمان جديد ليبدأ البلد عملية كبرى للتنمية وإعادة البناء.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات مجلس النواب في مصر على مرحلتين ابتداء من مارس المقبل.
وقال موسى لرويترز: "احنا النهاردا عندنا فرصة جيدة جدا. احنا عملنا الدستور وانتخبنا الرئيس والانتخابات البرلمانية جاية. لما تكتمل هذه المؤسسات أنا أقدر أقول إن اكتمال هذه المؤسسات يعني أن مصر دخلت فعلا مرحلة الجمهورية الثالثة وإنه العمل ح يبدأ ازاي.. بعملية تنمية.. عملية إصلاح.. عملية تنوير وعلاج الخلل اللي حصل في مصر".
أما الناشط السياسي جورج إسحاق مؤسس حركة كفاية التي انطلقت معارضة لحكم مبارك وكان لها دور رئيسي في انتفاضة 2011 فيرى أن الطريق لا تزال طويلة وشائكة للوصول إلى تحقيق أهداف الانتفاضة.
وقال إسحاق لتلفزيون رويترز "علشان تقضي على الفساد اللي احنا لسه بنعاني منه.. ولذلك رئيس الوزارة عامل منظومة لمحاربة الفساد فجايب فيها أحد رجال الأعمال الفاسدين.. حطه في اللجنة. فدا يعني لسه بدري. أنت بتتكلم على أنك أنت ما شفتش ثمار الثورة.. آه.. شفت فوضى.. آه.. شفت حراك سياسي.. آه. لأنه الثورات كدا. الثورة مش حاجة سهلة كدا ويعني تفوت.. لأ. يعني أنت لما تيجي تقارن.. طبعا مع الفارق.. بالسماوات المفتوحة.. بالتواصل الاجتماعي.. الدنيا تغيرت كتير.. بس الثورات بتأخذ وقت".
وأضاف جورج إسحاق أن كثيرا من الأهداف لم تتحقق بعد لكن مصر صار فيها رغم ذلك "تفكير ثوري" جديد.
وقال: "طبعاً الثورة مستمرة علشان تحقق أهدافها اللي ما تحققتش. يعني العدالة الاجتماعية ما تحققتش.. القضاء على الفساد ما تحققش.. المهنية العالية في الشرطة ما تحققتش.. النظام الإداري لسه مكبل بالقيود الشديدة. فيه حاجات كثيرة لسه ما تمتش. فاحنا بنتكلم على أنه يبقى التفكير ثوري مش تقليدي".
كان عبدالمنعم أبوالفتوح عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ثم انفصل عنها وخاض انتحابات الرئاسة عام 2012 التي فاز فيها مرسي.
وأسس أبوالفتوح حزب مصر القوية الذي عارض عزل مرسي.
يرى أبوالفتوح الذي يعمل بالسياسة منذ كان طالبا في كلية الطب بجامعة القاهرة أن مصر حادت عن أهداف انتفاضة 2011 وعن مسار الديمقراطية.
وقال في مقابلة مع رويترز: "أنا يعني أوافق المقولة اللي قالت إذا لم يتم هذا الإصلاح والعودة للمسار الديمقراطي.. مسار 25 يناير.. مصر تدخل في عداد الدول الفاشلة. نحن لن نبني اقتصاداً.. ودا شيء مهم بالنسبة للمصريين.. ولن نبني تنمية.. ودا شيء مهم للمصريين.. إلا على قاعدة من الديمقراطية والحرية".
وانتقد أبوالفتوح بشدة قانون تنظيم التظاهر الذي صدر خلال ولاية الرئيس المؤقت عدلي منصور.
وعقب عزل مرسي نجحت حملة أمنية صارمة شنتها الحكومة في إنهاء احتجاجات واضطرابات استمرت عدة أشهر وألحقت ضررا جسيما بالاقتصاد واعتقل خلالها آلاف الإسلاميين. كما امتدت الحملة لتشمل النشطاء الليبراليين الذين سجن العديد منهم بتهمة مخالفة قانون تنظيم التظاهر الذي يمنع الاحتجاجات إلا بموافقة الشرطة.
وقال أبو الفتوح: "الدم المصري وقف إمتى في طول فترة الأربع سنين؟ بيزداد.. عمليات القمع بتزداد.. خيرة شباب مصر اللي قاموا بهذه الثورة كان لهم دور كبير فيها.. الآن مغيبين خلف السجون والمعتقلات. قانون التظاهر الذي لم يصدر قانون بمنعه أيام مبارك نفسه الآن هناك قانون بمنع التظاهر. بل 70 في المئة من المغيبين في سجون مصر من السياسيين بسبب قانون التظاهر."
وقال السيسي في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء (20 يناير) بمناسبة عيد الشرطة: "أنا أحرص على حقوق الإنسان من أي حد تاني".
لكنه أضاف "خلي بالك وأنت بتطالب بحقوقك.. خلي بالك أوعي تضيعنا معاك".
وكان عيد الشرطة في عام 2011 بداية لانطلاق الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما وانتهت بالإطاحة بمبارك.
وتسعى مصر لإصلاح الاقتصاد الذي عانى جراء الاضطرابات السياسية والاحتجاجات التي تشهدها مصر منذ الانتفاضة على مبارك وكذلك هجمات المتشددين الإسلاميين التي تصاعدت منذ عزل مرسي.
ومنذ انتخاب السيسي أجرت حكومته إصلاحات اقتصادية تهدف لجذب المستثمرين الأجانب للبلاد مرة أخرى.
وستجرى الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها على مرحلتين في شهري مارس وأبريل. وتأمل الحكومة في أن تحقق الانتخابات الاستقرار للبلاد بعد أربع سنوات من الاضطرابات.
ويقول معارضون: إن العملية الانتخابية صورية نظرا للمناخ السياسي العام وتراجع الحريات السياسية.