

تحتفل دولة قطر مع بقية دول العالم باليوم العالمي للتضامن الإنساني، وهي تواصل البناء على الأسس المتينة التي انتهجتها خلال السنوات الماضية في إطار العمل والتضامن، وقد باتت في طليعة الدول التي تقدم مساعدات إنسانية وتنموية على المستوى الثنائي أو من خلال الأمم المتحدة وفي جميع مناطق العالم، لا سيما للدول النامية التي تواجه أزمات وحروباً وكوارث طبيعية، إذ تؤكد دولة قطر في مختلف المواقف والمناسبات التزامها بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية والتحديات الأخرى التي تواجه البشرية، والمضي قدماً في تنفيذ خطتها للتنمية المستدامة لعام 2030.
وفي ضوء المساهمات الإنسانية الكبيرة للدولة فإنها تشغل عضوية مجلس إدارة صندوق الأمم المتحدة المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ. وتتربع دولة قطر في المرتبة الأولى عربياً والسادسة عالمياً بقائمة أكبر المساهمين في الصناديق والبرامج الأممية متعددة الشركاء، وتعتبر دولة قطر في مصاف أكبر عشرة مساهمين لصالح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وقد ارتفعت قيمة المساعدات والمعونات القطرية بشقيها الحكومي وغير الحكومي من حوالي 483 مليون دولار أمريكي عام 2008، إلى أكثر من ملياري دولار عام 2017.
وخلال عام 2020 ، بلغ إجمالي التمويل الذي التزمت به دولة قطر أكثر من 533 مليون دولار أمريكي، وذلك عبر تخصيص التمويل لمصلحة العديد من الشركاء في مجال التنمية والمساعدات الإنسانية. كما تجاوز مجموع مساهمات صندوق قطر للتنمية في عمليات الدعم والإغاثة عام 2021، 550 مليون دولار أمريكي. وخلال عام 2020، أكثر من 533 مليون دولار . وفي عام 2019، أكثر من 577 مليون دولار.
كما أن دولة قطر شريك استراتيجي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وعضو في «نادي العشرين مليون فأكثر»، الذي يضم أبرز الدول المانحة والمتعاونة مع مفوضية اللاجئين، إلى جانب عضويتها في منصة الدعم لاستراتيجية الحلول الخاصة باللاجئين الأفغان SSAR، فضلاً عن تواجد مكتب قطري للمفوضية في الدوحة. بجانب أن دولة قطر تأتي ضمن الدول العشر الأولى التي تقدم مساهمات متعددة السنوات إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالإشارة إلى أن مساهماتها المقدمة للفترة 2020-2023، تبلغ أكثر من 61 مليون دولار.
وسعت جمعية قطر الخيرية منذ تأسيسها باعتبارها منظمة إنسانية دولية تعمل في أكثر من 50 دولة في العالم وتنفذ مشاريعها عبر مكاتبها الميدانية في أكثر من 30 دولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة بمكافحة الفقر والقضاء على الجوع ودعم قطاعي الصحة والتعليم. وقد تجاوز عدد المشاريع التي نفذت خلال عام 2020-2021 عشرة آلاف مشروع استفاد منها أكثر من 62 ألف شخص بتكلفة إجمالية قاربت 35 مليون ريال قطري، في الصومال والشمال السوري وقطاع غزة والباكستان.
وأطلقت قطر، تزامناً مع انطلاق بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، مبادرة إنسانية بعنوان «فيفا قطر 2022 للجميع لمشاركة اللاجئين والنازحين الفرحة»، حيث تم افتتاح مناطق للمشجعين داخل مخيمات اللاجئين والنازحين في عدد من الدول من ضمنها فلسطين والأردن والعراق ولبنان واليمن وتركيا وبنغلاديش والسودان والصومال وشمال سوريا وكينيا، لإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة المباريات والاستمتاع بفعاليات كأس العالم المختلفة عن طريق شاشات عرض كبيرة، لافتة إلى أنه تم تجهيز مواقع لإقامة بطولات تحاكي كأس العالم، فضلاً عن تنظيم أنشطة وبرامج ثقافية وتوعوية وترفيهية تهدف إلى تسخير الرياضة لتعزيز السلام والمساهمة في التخفيف من معاناة اللاجئين في ظل الظروف الإنسانية والاجتماعية والنفسية الصعبة التي يعيشونها.
الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي يوافق 20 ديسمبر من كل عام يعد واحداً من أرقى حالات التكاتف البشري والتعاون المؤسساتي لتحقيق حياة أفضل للشعوب من خلال القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان الكرامة للجميع.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام بعد أن اعتمد زعماء العالم أهدافاً عالمية جديدة تسمى «أهداف التنمية المستدامة»، التي تعد جدول أعمال جديداً وشاملاً يخلف حملة «الأهداف الإنمائية للألفية».