تلبي احتياجات الموظفات الحائرات بين مسؤولية البيت وهاجس الوظيفة.. «حضانات العمل» تدعم الاستقرار الأسري

alarab
أفراح ومناسبات 21 نوفمبر 2024 , 01:22ص
يوسف بوزية

د. فاطمة المهندي: تحقق الاستقرار لأسر الأمهات الموظفات

منيرة البلوشي: تعزيز الاستقرار والتماسك الأسري

روضة القبيسي: توطيد الصلة بين الطفل وأسرته خلال فترة العمل

 

في ظل ارتفاع نسبة مشاركة المرأة القطرية في سوق العمل، إلى ما يقارب الـ 40%، فقد ازدادت الحاجة المجتمعية لإنشاء «دور حضانة» ملحقة بجهات العمل سواء في القطاع العام أو الخاص حتى يمكن للموظفة الاطمئنان على أطفالها في مكان آمن بالقرب من مكان عملها، بما يوفر الوقت ويحقق الانتظام في الدوام. ودعت مواطنات الجهات والمؤسسات الحكومية للمبادرة بإنشاء دور حضانة ملحقة بالمؤسسة بما يُهيئ الجو النفسي للطفل وتنشئته تنشئة صحيحة وسليمة فضلاً عن تنمية مدارك وحواس الطفل، مؤكدات أن استحداث الحضانات في جهات العمل يعزز الاستقرار الأسري كما يضمن رعاية آمنة للطفل، بعيداً عن السلوكيات الخاطئة التي قد يكتسبها من الخادمة، وتلبية لاحتياجات الأمهات الموظفات الحائرات بين مسؤولية الأسرة وهاجس الوظيفة.

حاجة ضرورية
أكدت السيدة ريم اليافعي، أم لطفلين، أهمية إنشاء دور للحضانة في أماكن العمل لاستضافة أبناء الموظفات كحاجة لابد منها لتعزيز الاستقرار الأسري من خلال تخفيف الكثير من الأعباء الملقاة على عاتق الأمهات الموظفات لضمان الأمان للطفل والراحة للأم، كما يحررهما من القلق الناجم عن أزمة رعاية ابنها خلال أوقات الدوام، وهو ما يعطي الأهل القدرة على العطاء والإنتاج بشكل أكبر.
وأشارت إلى ضرورة توفير رعاية عالية الجودة للأطفال في أماكن العمل مشيرة الى الحاجة إلى دعم رعاية الأهل لأطفالهم في مكان العمل.
وقالت السيدة فاطمة علي: لا أؤيد خطوة استحداث دور حضانة في المؤسسات وجهات العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، وأرى من الأفضل تقليل ساعات العمل للأمهات العاملات، لقضاء الوقت مع أطفالهن لتأكيد حصولهم على بيئة صحية في المنزل.
وأشارت إلى أهمية جعل العمل أكثر مرونة ومراعاة ظروفهن واحتياجاتهن الأسرية ما يمهد الطريق لتعزيز الاستقرار والتماسك الأسري، وهو ما يساهم في تخفيف الكثير من الضغوطات والمسؤوليات المهنية التي تحملها المرأة من عملها إلى المنزل، وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أسرتها، مؤكدة أن القرار سيوفر للمرأة المزيد من الوقت لمتابعة الأبناء والاهتمام بهم ورعايتهم وتحقيق التوازن بين مسؤولية الأمومة وهاجس الوظيفة.

اجتهادات نسائية
وأكدت السيدة منيرة البلوشي، تزايد الوعي بأهمية إنشاء وحدات رعاية نهارية أو حضانات ملحقة بجهات العمل في ظل تزايد نسبة مشاركة المرأة العاملة في المؤسسات الحكومية والخاصة، وحاجة الأمهات العاملات إلى مراكز عناية بأطفالهن، وأيضا، في ظل تزايد أسعار الحضانات، حيث طفت على السطح حضانات منزلية غير مرخصة، وإنما اجتهادات نسائية استثمارية لـ «ملء الفراغ» حيث ظهرت إعلانات لربات بيوت «يتطوعن» للعمل «جليسات أطفال» مقابل مبلغ شهري حسب الاتفاق مستغلات الحاجة الملحة وغياب الرقابة.
وقالت منيرة إن لجوء جهات العمل لهذا المشروع بإشراف جهات مختصة، يساهم في تخفيف الأعباء على الموظفات بما يضمن الأمان للطفل والراحة للأم على حد سواء، كما يساهم في تخليصها من القلق تجاه أزمة رعاية ابنها في أوقات دوامها، وهو ما يعطي المرأة القدرة على العطاء والإنتاج بشكل أكبر.
 وشددت على ضرورة أن تتم تنشئة الطفل في بيئة سليمة وصحية وعلى يدي متخصصات في هذا المجال، وقالت: يجب أن تقوم جهات الدولة وخاصة ديوان الخدمة المدنية بتشجيع المؤسسات على استحداث حضانات في أماكن العمل، لما لها من فائدة كبيرة للموظفة وبيئة العمل من حيث تعزيز الاستقرار والتماسك الأسري.

توطيد الصلة
قالت السيدة روضة القبيسي، إن إنشاء حضانات في أماكن العمل يساهم في توطيد الصلة بين الطفل وأسرته خلال فترة العمل وهو ما يعني تحقيق التكامل في شخصية الطفل أخلاقيًا وبدنيًا ونفسيًا ووجدانيًا واجتماعيًا.
وأشارت إلى أن مشكلة إيجاد مكان آمن لأطفال الموظفات أثناء ساعات الدوام الرسمي، هي إحدى المشكلات الهامة التي تؤرق العديد من الموظفات الحائرات بين مسؤولية الأمومة وهاجس الوظيفة، واللواتي طالما حلمن ونادين باستحداث «دور حضانة» ملحقة بالمؤسسات مبينة ان تلك الحضانات ليست ترفاً بل ضرورة اجتماعية تربوية سيكون لها انعكاسات إيجابية على نفسية الأمهات العاملات تماما كما على نفسية الطفل الذي يحتاج أن تعطيه الأم وقتاً طويلاً وتمنحه الكثير من اهتمامها خاصة في السنوات الأولى من حياته، موضحة أن غياب المرأة ساعات طويلة خارج المنزل قد يؤثر بشكل سلبي على أطفالها، للحاجات النفسية التي يشعرون بها ولا يمكن إشباعها إلا بواسطة الأم، سواء من حنان أو عطف أو احتواء أو شعور بالأمان.
وبينت روضة أن الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيراً وتهمله يكون عنده دائماً شعور بالخوف والخجل والانطواء، وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالأطفال الآخرين وبالمجتمع بشكل عام وعلى تكوينه النفسي والاجتماعي، لافتة إلى أن هناك فجوة تكون بين الأم العاملة وأطفالها؛ بسبب خروجها للعمل فترة من الوقت، مؤكدة أن مشاركة أطفالها لمختلف نشاطاتهم وهواياتهم وتلبية رغباتهم وإعطاءهم كثيراً من الحب والحنان والرعاية، قد تزيح تلك الفجوة وهو ما يكمن من خلال وجود حضانات بالمؤسسات المختلفة بالدولة حتى تطمئن الأم على طفلها.

التوفيق بين العمل والأمومة
من جانبها أكدت الدكتورة فاطمة سعود المهندي، إنها تؤيد إنشاء دور حضانة في أماكن العمل أسوة بالعديد من الدول العربية والغربية. وأكدت أن ذلك يساهم في مساعدة الأمهات العاملات على التوفيق بين مسؤوليات العمل والأمومة ودعم الاستقرار الاسري، كما يقلل من منسوب القلق لديهن بشأن رعاية أطفالهن.
وأضافت: يمكن إنشاء حضانة على شكل وحدة رعاية نهارية في المؤسسة وتحوي عدة أقسام خاصة كركن القراءة، وغرف الرضاعة للموظفات، ويمكن ربط الحضانة بالكاميرات بما يسمح للأمهات بمتابعة أطفالهن.