أولويتنا جعل التعليم التقني والمهني في صميم اهتمام الطلبة القطريين
تطوير المناهج يبدأ بدراسة احتياجات السوق وينتهي بتكاملها مع التدريب العملي
بدأنا بدراسة متطلبات دمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات ضمن التعليم التقني
التوسع في التعليم التخصصي سيضاعف أعداد القطريين الملتحقين به
أكد المهندس هاشم محمد السادة، مدير إدارة التعليم المهني والتقني والتخصصي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن أولويات الإدارة في المرحلة الحالية تتركز على جعل التعليم التقني والمهني في صميم اهتمام الطلبة القطريين، باعتباره أحد المسارات المستقبلية الواعدة لبناء جيل وطني يمتلك المعرفة والمهارات التطبيقية التي يحتاجها سوق العمل، انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030. وقال السادة في حوار مع «العرب» إن الإدارة تعمل على فتح مسارات جديدة وتطوير المناهج الوطنية في المدارس التخصصية، بحيث تبدأ عملية التطوير بدراسة احتياجات سوق العمل وتنتهي بمواءمتها مع التدريب العملي، بما يضمن تخريج طلبة مؤهلين تأهيلا قويا قادرين على الالتحاق بسوق العمل فور تخرجهم. وكشف السادة عن خطة للتوسع في التعليم التخصصي خلال العامين المقبلين، تتضمن افتتاح أربع مدارس جديدة بنظام «ستيم» تشمل مدرستين للبنين ومدرستين للبنات، الأمر الذي يأتي بعد افتتاح مدرسة قطر التقنية في الشمال تعزز فرص توظيف الكوادر الوطنية في القطاعات الحيوية وتدعم العدالة في توزيع التعليم التخصصي على مختلف مناطق الدولة.
وشدد السادة على أن التعليم المهني والتقني والتخصصي هو المستقبل في التعليم، مؤكداً استعداد الإدارة لافتتاح مدارس جديدة كلما تزايد الإقبال على هذا النوع من التعليم، باعتباره ركيزة أساسية لإعداد الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة مسيرة التنمية في قطر.. وإلى نص الحوار.
◆ بداية، هل يمكن أن تعطينا لمحة سريعة عن الدور الذي تقوم به إدارة التعليم التقني وأولوياتها الحالية؟
¶ نحن في إدارة التعليم التقني والمهني والتخصصي نسعى دائماً لتطوير التعليم التقني في دولة قطر والمساهمةِ في جعله رافداً أساسياً لبناء تعليم قائم على المعرفة التقنية، ومنصة إعداد جيل ذي كفاءات تعليمية ومهارية وطنية مؤهلة، تمكنه من الالتحاق بسوق العمل فور تخرجه.
أولويتنا في هذه المرحلة هي جعل التعليم التقني والمهني والتخصصي في صميم اهتمامِ الطلبة القطريين، جنبًا إلى جنب مع التعليم الأكاديمي المقرر، إدراكًا منا لأهمية التقنيات والمهارات التطبيقية في الحياة العلمية والعملية على حدٍ سواء.
◆ ما الرؤية الاستراتيجية لإدارة التعليم التقني خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة؟
¶ نتطلع في إدارة التعليم المهني والتقني والتخصصي إلى ربط المعرفة الأكاديمية بالتطبيق العملي، بما يلبّي احتياجات سوق العمل الوطني والإقليمي، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030. ومن هذا المنطلق، تسعى الإدارة إلى التوسع والانتشار بشكل أكبر على مستوى التعليم التخصصي والمهني، بما يتيح فرصًا أوسع أمام الطلبة. ومن النتائج المتوقعة لهذه الجهود مضاعفة أعداد الطلبة القطريين الملتحقين بالتعليم التقني التخصصي، مما يساهم في رفع معدلات توظيف الخريجين في القطاعات المهنية الحيوية.
ستكون هناك تغيّرات واسعة تصب جل فوائدها في القطاع التعليمي، بما يعزز مكانته ويواكب المتغيرات العالمية. مثل فتح مسارات جديدة وتطوير المناهج الوطنية في المدارس التخصصية.
◆ كيف تتوافق استراتيجية الإدارة مع خطط التنمية الوطنية ورؤية قطر 2030؟
¶ تتوافق إستراتيجية إدارة التعليم المهني والتقني والتخصصي مع رؤية قطر الوطنية 2030 عبر تركيزها على ركن التنمية البشرية، من خلال إعداد جيل وطني متعلم ومؤهل بالمهارات التقنية والمهنية، يجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي، ويكون قادرًا على المساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد مبني على رأس المال الفكري وتحقيق التنمية المستدامة.
◆ كيف تطورون المناهج التقنية لتكون مواكِبة لمتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي؟
¶ في طبيعة الحال هناك عملية ممنهجة ومنظومة متكاملة لإعداد مناهج تعليمية تقنية وطنية قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل في ظل هذه التطورات الحياتية السريعة والمبهرة في الحقيقة. وفي هذا الإطار، يجري العمل على تطوير المناهج بدقة متناهية، تبدأ بدراسة احتياجات سوق العمل، وتنتهي بتكاملها مع التدريب العملي، مع التركيز بصورة أكبر على التدريب الميداني، بما يضمن تخريج كوكبة من الطلبة المؤهلين تأهيلًا قويًا يمكّنهم من دخول سوق العمل بكل ثقة واقتدار.
◆ هل هناك خطط لدمج مهارات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء ضمن التعليم التقني؟
¶ بالطبع، نسعى جاهدين إلى دمج مهارات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وكل ما يرتبط بهذا المجال الواعد، وقد بدأنا بالفعل في دراسة المتطلبات وتجهيزها في هذا السياق، بهدف تعزيز استمرارية تطوير العملية التعليمية، ومواكبة التوجهات العلمية والعالمية المتسارعة.
◆ ما المدارس الجديدة بنظام «ستيم» التي سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة؟
¶ من المقرّر افتتاح أربع مدارس جديدة خلال العامين القادمين بحلول 2027، تشمل مدرستين للبنين ومدرستين للبنات، وذلك في إطار التوسع في التعليم التقني والمهني والتخصصي لتلبية احتياجات سوق العمل وتعزيز مسارات التخصصات المستقبلية.
◆ تحتاج هذه المدارس لكادر أكاديمي متخصص.. ما استعداداتكم لتجهيز هذا الكادر الإداري والأكاديمي للمدارس الأربع؟
¶ إدارة التعليم المهني والتقني والتخصصي على دراية تامة بالمهارات التي يجب أن يمتلكها كل من يتم تعيينه، بما يضمن إثراء مدارسنا بكفاءات متميزة في مجالات الإدارة والتعليم وغيرها، وبما يخدم مسيرة التطوير والارتقاء بالمنظومة التعليمية.
◆ ما الإضافة المتوقعة من مدرسة قطر التقنية الجديدة في الشمال التي دشنت هذا العام؟ وهل هناك خطط لافتتاح مدارس تقنية جديدة؟
¶ من المتوقع أن يزداد عدد خريجي المدارس التقنية مع انضمام دفعات المدرسة الجديدة في الشمال، الأمر الذي يعزز فرص توظيف الكوادر الوطنية في القطاعات الحيوية، ويدعم التوزيع الجغرافي العادل للتعليم المهني والتقني والتخصصي. ويرفع من جودة المخرجات بما يواكب متطلبات سوق العمل ورؤية قطر 2030. كلما تزايد الإقبال على المدارس التقنية والمهنية والتخصصية، فإننا على أهبة الاستعداد لافتتاح مدارس جديدة، استجابةً لاحتياجات الميدان التعليمي، وضمانًا لتوسيع دائرة التعليم المتخصص في مختلف مناطق الدولة.
◆ ما خططكم لربط التعليم التقني والمهني بالجامعات الوطنية؟
¶ تعمل إدارة التعليم المهني والتقني والتخصصي على تعزيز التكامل بين التعليم التقني والتعليم الجامعي عبر مواءمة البرامج والمناهج مع متطلبات التعليم العالي، وفتح مسارات أكاديمية مرنة تتيح انتقال الطلبة بسهولة، إلى جانب توسيع نطاق التدريب العملي والبرامج المشتركة مع الجامعات الوطنية. وتهدف هذه الجهود إلى إعداد كوادر وطنية تجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة التطبيقية، بما يفتح أمامهم آفاقًا أرحب في مواصلة تعليمهم الجامعي، ويعزز جاهزيتهم لقيادة القطاعات الحيوية، انسجامًا مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
◆ ما الرسالة التي تود توجيهها للطلبة الذين يفكرون في مجال التعليم التقني وأولياء أمورهم؟
¶ إلى جميع أبنائنا الطلبة في قطر العزيزة، إن المستقبل يُصنع اليوم… والتعليم هو المفتاح الذي يفتح أبوابه. لقد وجدت المدارس التقنية والمهنية والتخصصية لتكون جسرًا بين طموحات الطلبة واحتياجات الوطن الحبيب، فهي ليست مجرد مقاعد دراسة، بل هي مساحات تعليمية تُصقل فيها العقول وتعزز عمق الرؤية، ومصانع للأمل تُبنى فيها أحلام الشباب القطري. في مدارسنا التقنية والمهنية والتخصصية يتعلم الطالب كيف يُبدع بيده كما يُفكّر بعقله، وكيف يواكب العصر بأدواته ولغته، ليصبح قادرًا على المنافسة في ميادين العمل داخل قطر وخارجها. إن انضمام أبنائكم إلى المدارس التقنية هو استثمار حقيقي لمستقبلهم، وخطوة واثقة نحو بناء جيل قطري متسلّح بالعلم والخبرة، يرفع راية وطنه عاليًا، ويسهم في تحقيق رؤية قطر 2030. نحن لا نقدّم تعليمًا فقط، بل نصنع قادة… قادة في العمل، قادة في الابتكار، وقادة في خدمة وطنهم. فالتعليم المهني والتقني والتخصصي هو المستقبل في التعليم.