عبير آل خليفة في حوار لـ العرب: رؤية طموحة لـ «التعليم ما قبل الجامعي» حتى 2040

alarab
محليات 21 أكتوبر 2024 , 01:21ص
حامد سليمان

أكدت السيدة عبير آل خليفة، رئيس التعليم ما قبل الجامعي، التابع لمؤسسة قطر، أنه في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع التعليم، بات واضحًا أن التغيير لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية، مشيرة إلى أنه في عالم يتطور بوتيرة متسارعة، تتم إعادة صياغة الأنظمة التعليمية باستمرار، فأصبح من الضروري بناء منظومة تعليمية مرنة ومستدامة قادرة على التكيف مع التغيرات.
وقالت آل خليفة في تصريحات خاصة لـ «العرب»: كما عهدناها دائمًا، تواصل قطر بخطى ثابتة قيادة مسار التغيير لتكون في مقدمة الدول التي تسهم في صياغة ملامح هذه التغيرات، وهنا يكمن دور المعلمين من حيث العمل على تحفيز الطلاب وإلهامهم وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم. فبالنسبة لنا، التغيير هو ضرورة ملحة واستجابة للتحديات الراهنة والمستقبلية.
بيئة تعليمية شاملة
وأضافت: في خضم هذه التغيرات المتسارعة، نؤمن في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر بأن التعليم يشكل ضوءًا إرشاديًا نحو مستقبلٍ أفضل، وعليه نعمل على تحديث رؤيتنا الطموحة الممتدة لعام 2040. إن رؤيتنا لا تقتصر على التخطيط النظري فحسب، بل هي وعد نلتزم به لأجيالنا القادمة، لتوفير بيئة تعليمية شاملة تعزز ثقافة التفوق الأكاديمي، وتنمي المهارات الحياتية الأساسية، وتغرس في نفوس الطلاب شعورًا عميقًا بالانتماء والمسؤولية.
وأشارت إلى أن تطوير التعليم هو رحلةٌ مليئةٌ بالتحديات، لكنها أساسية لنهضة الوطن، فكل طالب يمثل عالمًا قائمًا بذاته، يحمل معه مواهب وقدرات فريدة تتطلب منا توفير بيئة تعليمية محفّزة تلبي احتياجاته الفردية، وهنا يأتي دور المعلمين في تجهيز هذه البيئة، وتعزيزها بأساليب تدريس مبتكرة تُراعي الفروقات الفردية، وتمكّن كل طالب من تحقيق إمكاناته الكامنة.
صقل مهارات الموهوبين
ونوهت إلى إيمان التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر بأن التعليم أكثر من مجرد أداة لنقل المعرفة، بل هو القوة التحويلية التي تسهم في صقل قدرات الموهوبين، ودعم من يواجهون تحديات في التعلّم، وتكوين مجتمع يتمتع بالمعرفة والتطلع إلى المستقبل والابتكار.
وتابعت: نحن نتصور التعليم كمنارة تنير درب الأجيال القادمة، حيث نوفر لهم الأدوات اللازمة التي تمكّنهم من بناء مجتمع عالمي أكثر وعيًا واستدامة، ومن جانب آخر، لا يقتصر دور التعليم على حدود الوطن، بل يتعداه ليشمل العالم أجمع. في عصرنا الذي يتسم بالعولمة والترابط، يجب علينا أن نغرس مبادئ المواطنة العالمية في نفوس طلابنا، ونساعدهم على فهم مكانتهم في مجتمع عالمي أكبر. ويتعين علينا أيضًا أن نعلمهم كيفية إدراك احتياجات الأطفال في المجتمعات المهمشة حول العالم، فهؤلاء الأطفال لا يحتاجون فقط إلى تعليم، بل إلى أمل، والأمل يبدأ بالعلم والتعلّم.
التفكير برؤية عالمية
وقالت رئيس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: في الوقت الذي نحث فيه طلابنا على التفكير برؤية عالمية، يجب أن نحرص على أن يبقوا متجذرين في قيمهم الإسلامية، فهي البوصلة التي توجههم نحو التصرف برحمة ومسؤولية وخدمة للآخرين. ومع تمسكهم بهذه القيم، لن يكونوا فقط أصحاب معرفة، بل قادة رحيمين ملتزمين بإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم المحلية والعالمية على حد سواء.
وأضافت: عندما أنظر في عيون طلابنا، أرى المستقبل، وأعلم يقينًا بأن التعليم هو السبيل لغد مشرق. في حين أن مهمتنا الرئيسية تكمن في نقل المعرفة للأجيال القادمة، ونحمل على عاتقنا أيضًا مسؤولية رعاية مواطنين عالميين، متعاطفين ومبتكرين. فجميعنا شركاء في هذه الرحلة من مسؤولين، ومعلمين، وطلاب، وأولياء أمور، وهدفنا واحد متمثّل في تحويل التعليم إلى منصة لتغيير العالم. بإمكاننا جعل التعليم جسرًا نحو بناء وطنٍ مزدهرٍ يعتز بإنجازات أبنائه.
واختتمت بالتأكيد على الدور الجوهري للمعلمين، فهم العصب الرئيسي للعملية التعليمية، فمن خلال تفانيهم تُبنى أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل وابتكار الحلول الإبداعية، وانهم يشكلون جسور التواصل بين المناهج الأكاديمية والواقع العملي، ويغرسون في نفوس الطلاب حب التعلّم وروح الابتكار، وبدون المعلمين، لن تُترجم الأفكار الطموحة إلى واقعٍ ملموس، فهم القوة الدافعة والمحرك الحقيقي لتحقيق رؤيتنا لمنظومة تعليمية شاملة ومتطورة.