فنانون حول العالم يرفضون الإبادة في غزة.. صوت الفن يكسر خذلان الصمت

alarab
حول العالم 21 سبتمبر 2025 , 01:25ص
هشام يس

في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والذي وصفته الأمم المتحدة بمستوى الإبادة الجماعية، برزت أصوات عديدة من عالم الفن كرموز للتضامن مع الشعب الفلسطيني. هؤلاء النجوم، الذين يملكون ملايين المتابعين، لم يكتفوا بالصمت أمام الصور المؤلمة للدمار والخسائر البشرية مثل غيرهم، بل رفعوا أصواتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال رسائل مفتوحة ومظاهرات، مطالبين بوقف إطلاق النار ودعم حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة. إن مواقف هؤلاء النجوم ليست مجرد تعبيرات رمزية، بل مساهمات في حملات دولية أدت إلى تغييرات في الرأي العام والسياسات. 

مارك رافالو: الفلسطينيون لهم حق العيش على أرضهم

الممثل الأمريكي الشهير مارك رافالو، الذي قام بأدوار مثل «هالك» في سلسلة «الأفنجرز»، أصبح أحد أبرز الداعمين لفلسطين من خلال تغريداته المنتظمة على منصة «إكس»، ووصف رافالو في فبراير الماضي، خطة التهجير في غزة بأنها «تطهير عرقي».
وأكد أن «الفلسطينيين لهم الحق في العيش بحقوق متساوية وحرية على أرضهم». وشدد على ضرورة التركيز على «المعاناة تحت وطأة الرعب».  ووقع على رسالة مفتوحة في مايو الماضي تضم أكثر من 350 نجما من هوليوود تندد بـ «الإبادة في غزة»، ويرى في دعمه لفلسطين امتدادا لنشاطه في قضايا العدالة المناخية والاجتماعية. 

سوزان ساراندون:  ليس شرطا أن تكون فلسطينيا لتتضامن مع غزة

النجمة الأمريكية سوزان ساراندون، الفائزة بجائزة الأوسكار عن فيلم «ثيودورا»، شاركت خلال نوفمبر 2023، في مسيرة «مارس لفلسطين» في واشنطن، ومن اقوالها: «لا يجب أن تكون فلسطينيا لتعتني بما يحدث في غزة. أنا أقف مع فلسطين..». 
وفي مايو العام الماضي، نشرت فيديو عن «يوم النكبة»، واصفة الأحداث بـ«الإبادة والطرد»، وفي الشهر نفسه وقعت على رسالة مفتوحة مع آخرين تندد بـ«الإبادة في غزة»، ومؤكدة أن «الصمت لا يمكن أن يستمر». 
وبالرغم من أن موقفها أدى إلى إقالة وكيلها الفني، إلا إنه عزز من دورها كناشطة.

بيلا حديد: أطفال يموتون.. أوقفوا إطلاق النار الآن

عارضة الأزياء والممثلة الشهيرة من أصل فلسطيني، بيلا حديد، تحولت إلى رمز للتضامن مع القضية الفلسطينية. ففي أكتوبر 2023، نشرت على منصة انستجرام: «هذا أشد قصف في تاريخ غزة.. إسرائيل أغلقت الاتصالات والكهرباء، والمدنيون المصابون لا يستطيعون طلب الإسعافات، الأطفال يموتون، من فضلكم، وقفوا إطلاق النار الآن”. وفي مقابلة، قالت حديد: «أتحدث عن فلسطين لأجل الكبار الذين لم يروا فلسطين حرة، وللأطفال الذين يمكن أن يعيشوا حياة جميلة». 
وتتمتع بيلا حديد بتأثر بلغ ملايين المتابعين، مما جعلها هدفا للانتقادات، لكنها استمرت في الدفاع عن «الإنسانية».

خافيير بارديم: لا يمكننا البقاء غافلين

خافيير بارديم، هو ممثل إسباني حصل على أوسكار عن «نو كانتري فور أولد مين»، برز في سبتمبر الحالي خلال حفل الإيمين حيث ارتدى دبوسا أحمر لـ «فنانون من أجل وقف إطلاق النار»، وقال: «ندعو إسرائيل لوقف الإبادة في غزة..». وخلال مقابلة مع أسوشيتد برس في أكتوبر من العام الماضي، أضاف: «لا يمكننا البقاء غافلين.. الأمن والازدهار لإسرائيل والمستقبل الحر لفلسطين ممكنان فقط من خلال ثقافة السلام»، وفي سبتمبر الحالي انضم إلى قائمة تضم أكثر من 1300 فنان رفضوا التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية «المتواطئة في الإبادة».

بيلي إيليش: أقف مع شعب فلسطين

نشرت المغنية الشابة الفائزة بغرامي، بيلي إيليش، في مارس من العام الماضي: «أقف مع شعب فلسطين مطالبا بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الإبادة الجارية»، كما وقعت وقعت على الرسالة في كان هذا العام، وارتدت شعارا فلسطينيا في حفلاتها، مشددة على «القلب يذهب للجميع الذين يعانون».
هؤلاء النجوم، من خلال توقيعاتهم على الرسائل المفتوحة، ومشاركاتهم في الحملات، وتصريحاتهم العلنية، ساهموا في تضخيم صوت فلسطين عالميا، خاصة مع أحداث مثل حفل الإيمي 2025 الذي شهد ارتداء دبابيس الوقف. موقفهم ليس مجرد تضامن، بل دعوة للعمل، وتذكير بأن الفن يمكن أن يكون أداة للعدالة، في عالم يغلب فيه الصمت.

جوان فينيكس: لا يمكن الصمت على الإبادة في غزة

جوان فينيكس، الممثل النباتي النشيط والفائز بأوسكار عن «جوكر»، انضم في مايو 2025 إلى الرسالة المفتوحة التي تضم 380 نجما هوليووديا، ووصف الأحداث في غزة بـ «الإبادة» وطالب بـ «وقف فوري للقتل». 
وشارك فينيكس، المعروف بدعم قضايا العدالة الاجتماعية، شارك في حملات لجمع التبرعات للمدنيين في غزة، مشددا على «الحق في الحياة الآمنة للفلسطينيين». 
ويأتي موقف هذا النجم في سياق تاريخه الطويل في الدفاع عن المضطهدين، مما جعله جزءا من حركة أوسع في هوليوود.

بيدرو باسكال: الصمت جريمة

وقع نجم «ذا لاست أوف أس» و»ذا ماندالوريان»، بيدرو باسكال، على الرسالة في مايو الماضي، وأكد خلال مقابلات إعلامية معه أن «الصمت أمام الإبادة في غزة جريمة».  باسكال، من أصل لاتيني، ربط دعمه بتجاربه مع التمييز، وشارك في مظاهرات نيويورك مطالبا بـ «حقوق متساوية لفلسطين».

أوليفيا كولمان رفضت التعاون مع المتواطئين في الإبادة

الفنانة أوليفيا كولمان الفائزة بأوسكار عن «ذا فافوريت»، وقعت في سبتمبر الحالي على تعهد هوليوودي يرفض التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية «المتورطة في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين»، مع أكثر من 1300 توقيع.  وتعرف كولمان بدعمها للقضايا النسوية، شاركت في مظاهرات لندن في سبتمبر تحت شعار «معا من أجل فلسطين»، مطالبة بـ «وقف الإبادة في غزة». وقالت في تصريحات لها: «نحن نلتزم بعدم عرض أفلام أو العمل مع من يدعمون القتل الجماعي». هذا التعهد، الذي تضمن أيضا أسماء مثل تيلدا سوينتون وريز أحمد، يمثل تحولا في هوليوود نحو مقاطعة ثقافية.»