

أكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مديرة صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية، أنه تحت شعار منظمة الصحة العالمية لعام 2025 «سلامة المرضى منذ البداية»، يتم التأكيد على أهمية توفير رعاية صحية آمنة وشاملة لكل مولود وطفل.
وقالت في بيان صدر عن المؤسسة أمس» تُمثل صحة الفم جزءًا أساسياً من الصحة العامة للطفل، لا سيّما عندما تتم ممارستها كمسؤولية وقائية وتعزيزية منذ المراحل الأولى من الحياة.
وأضافت أن صحة الفم ليست رفاهية تجميلية، بل عنصر حيوي في نمو الطفل وتطوره، وتؤثر بشكل مباشر على قدرته على الأكل والكلام والتعلم والازدهار، لافتة إلي أن العناية الوقائية بصحة الفم تبدأ قبل ظهور أول سن، من خلال ممارسات بسيطة لكنها حاسمة، كتنظيف اللثة بعد الرضاعة، وتعليم الأطفال عادات النظافة الفموية السليمة، وبناء روتين منتظم يقي من الأمراض قبل حدوثها.
وشدّدت الدكتورة نجاة اليافعي على أن الأمر لا يقتصر على كونه شأناً طبياً، بل هو أولوية في الصحة العامة تتطلب تضافر الجهود بين الأسر، ودور الحضانة، والمؤسسات الصحية. وبيّنت أن العناية بصحة الفم يجب أن تُعتبر ركيزة أساسية من ركائز السلامة في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأوضحت أن بيانات البرنامج الوطني «أسناني المدرسي»، الذي يديره قسم صحة الفم والأسنان بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، كشفت أن 69.9% من أولياء الأمور بادروا ببدء العلاج لأطفالهم بعد إحالتهم بسبب مشكلات فموية خلال العام الأكاديمي 2023–2024، لكن لم يكمل العلاج سوى 31.7% فقط. ويعكس هذا الانخفاض الكبير في المتابعة وجود مفاهيم خاطئة؛ إذ يعتقد الكثير من الأهل أنه لا مشكلة إذا لم يشتكِ الطفل من ألم، في حين أن تسوس الأسنان غالباً ما يتطور بصمت ودون ألم في مراحله الأولى.
ونوهت إلى أن قسم صحة الفم والأسنان أطلق في عام 2024 برنامج «سِنان» الموجه للأطفال دون سن الرابعة في دور الحضانة، استجابةً لنتائج مقلقة أبرزها أن 61% من أطفال رياض الأطفال يعانون من علامات التسوس. ويهدف البرنامج إلى الوصول للأطفال في سن مبكرة جداً عبر توعية الأهل، وتمكين مقدمي الرعاية والممرضات في الحضانات، ومعالجة العادات الفموية الضارة مثل مصّ الإبهام وقضم الأظافر التي تؤثر على نمو الأسنان واتجاهها.
وأشارت الدكتورة نجاة اليافعي إلى أن حملة «أهلاً بصحة الفم والأسنان 2025» شكّلت نموذجاً مجتمعياً فاعلاً في تعزيز صحة الفم، من خلال فعاليات توعوية نُظّمت في المراكز الصحية، والحضانات، وبعض الجهات الحكومية والمؤسسية التي تم التواصل معها، حيث تم إيصال الرعاية الوقائية لمجموعات سكانية متنوعة. وكان من أبرز مكونات الحملة مبادرة «سفراء صحة الفم»، التي قامت بتدريب الكوادر المدرسية ليكونوا قدوة في نظافة الفم، وداعمين لتفاعل الطلاب، ومعززين للتواصل مع أولياء الأمور، انسجاماً مع رؤية منظمة الصحة العالمية لنُظُم تعليمية تُركّز على الوقاية من الأذى. كما تم الحرص على دمج الأطفال من ذوي الهمم في جميع الفعاليات والبرامج التي تنظمها المؤسسة، لضمان شمولية الرعاية وتعزيز المساواة في فرص التثقيف والعلاج.
وأكدت اليافعي أن سلامة المريض في طب الأسنان لا تقتصر على الأدوات المعقّمة والأسطح النظيفة، بل تشمل التشخيص الدقيق، واستخدام الفلورايد المناسب لعمر الطفل، والمراقبة الدقيقة لأي علامات مقلقة مثل النزف أو التورم، والتواصل الواضح والمتعاطف مع الأهل.
كما شدّدت على أهمية تعزيز ممارسات فريق طب الأسنان في متابعة العلامات المبكرة لأي تدهور صحي واتخاذ التدخلات السريعة اللازمة لمنع حدوث المضاعفات.