

أكد سعادة السيد نغوين هوي هيب، سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية لدى الدولة، أن العلاقات بين الدوحة وهانوي واصلت مسارها المتنامي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من ثلاثة عقود، مشيراً إلى أنها تستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء والمصالح المشتركة، بما يسهم في خدمة التنمية وتعزيز الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.
وأوضح سعادة السفير، بمناسبة اليوم الوطني الثمانين لجمهورية فيتنام الاشتراكية، أن ما يقارب 33 عاماً من التعاون الثنائي أفضت إلى شراكة متقدمة في مجالات السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والتعليم، مدعومةً باتفاقيات جديدة وزيارات رسمية رفيعة المستوى عززت من قوة العلاقات بين البلدين.
وأشار سعادته إلى الزخم الكبير الذي شهدته الزيارات المتبادلة خلال الأعوام الأخيرة، حيث تضمنت زيارة نائب رئيس جمهورية فيتنام إلى الدوحة في مايو 2023، إلى جانب زيارات وزراء ومسؤولين من الجانبين، وصولاً إلى الزيارة الرسمية التي قام بها دولة السيد فام مينه تشينه، رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، إلى قطر في أكتوبر 2024، والتي مثلت محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية.
وفي الشأن الاقتصادي، أكد سعادة السفير أن التبادل التجاري بين البلدين حقق نمواً واضحاً، حيث بلغ حجمه في عام 2024 أكثر من 3.1 مليار ريال قطري (860 مليون دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 100 مليون دولار مقارنة بعام 2023. وبيّن أن أبرز الصادرات الفيتنامية إلى قطر تشمل المنتجات الإلكترونية والأجهزة والآلات والمنسوجات والأحذية والمنتجات الزراعية، في حين تستورد فيتنام من قطر الغاز والألمنيوم الخام وبوليمرات الإيثيلين.
كما أشار سعادته إلى أن نحو 600 عامل فيتنامي يعملون في قطر، بينهم مئات الفنيين والمهندسين في قطاع الطاقة وشركات متخصصة بالهياكل الفولاذية.
وفي مجال الاستثمار، شدد سعادة السفير على أهمية تطوير التعاون مع قطر، موضحاً أن فيتنام تُصنَّف ضمن أفضل 15 دولة نامية في جذب الاستثمارات الأجنبية لعام 2024، بما يجعلها سوقاً ديناميكية واعدة، خاصة في قطاعات الصناعات التحويلية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، والزراعة عالية التقنية، والبنية التحتية، والخدمات المالية.
وأضاف أن هذه القطاعات تتماشى مع أولويات جهاز قطر للاستثمار والشركات القطرية، لافتاً إلى أن السفارة الفيتنامية تركز على تعزيز الشراكات في مجالات الأمن الغذائي والتكنولوجيا الحديثة والأمن السيبراني.
وعن الزيارات المرتقبة، أوضح سعادته أن بلاده تتطلع إلى استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في زيارة رسمية إلى فيتنام في أقرب وقت، معبّراً عن ثقته بأن هذه الزيارة ستثمر عن توقيع اتفاقيات مهمة في الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا.
كما لفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة كبار المسؤولين القطريين في مراسم توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم السيبرانية في هانوي خلال أكتوبر المقبل، إلى جانب مشاركة وفد فيتنامي في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المقررة في الدوحة في نوفمبر، بما يعكس حرص الجانبين على توسيع مجالات التعاون وفتح آفاق جديدة للشراكة.