توقع بنك ستاندرد تشارترد أن يشهد الاقتصاد القطري تسارعا ملحوظا في النمو، ليتجاوز المعدل المعتاد مع بدء تشغيل توسعة القدرات المخطط لها للغاز الطبيعي المسال في عام 2025.
وقال السيد مهند مكحل، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد قطر: «تشهد دولة قطر توقعات بنمو إيجابي خلال السنوات المقبلة، مع تسارع وتيرة العمل في مشروع التوسعة الكبير للغاز الطبيعي المسال، حيث يضيف التوسع الجديد المعلن عنه في حقل الشمال الغربي 16 مليون طن أخرى من الغاز الطبيعي سنويا إلى الخطط القائمة، والذي سيساعد الدوحة بالتأكيد في مسعاها لتتربع على صدارة أكبر منتجي الغاز في العالم، كما تشير دراساتنا إلى أن هذا التوسع سيعزز القطاع الخاص ويرفع الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي سيقلص بشكل كبير من الدين العام».
ووفقًا لتقرير البنك للاقتصاد العالمي للربع الثاني من عام 2024، والذي يشمل 58 اقتصادًا، ويحلل القضايا الجيوسياسية الرئيسية وتأثيرات السوق المالية هذا العام وما بعده، فإن الاقتصاد القطري يمر حاليا بمرحلة «هدوء ما قبل طفرة كبيرة للغاز»، حيث يشير التقرير إلى أن التباطؤ الذي أعقب بطولة كأس العالم قطر 2022 من المتوقع أن يتغير مساره في العام المقبل، مدفوعًا بزيادة الإنتاج من مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة.
وتسعى قطر جاهدةً لتعزيز مكانتها كمنتج رئيسي للغاز الطبيعي على الصعيد العالمي من خلال خطط طموحة لزيادة الإنتاج في حقل الشمال، حيث تهدف هذه الخطة إلى رفع الإنتاج بنسبة 85% مقارنة بالخطط السابقة التي استهدفت زيادة بنسبة 64%، ليصل إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول نهاية عام 2027 و 142 مليون طن سنويًا بحلول نهاية عام 2030.
ومن المتوقع أن تُساهم الاستثمارات الضخمة التي تضخها قطر في توسيع قدراتها الإنتاجية للغاز في دعم النشاط الاقتصادي في القطاع الخاص، حيث أشارت الدراسات إلى أن نمو الائتمان في القطاع الخاص قد بلغ حوالي 6٪ على أساس سنوي في يناير، متجاوزًا بذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي الذي انخفض إلى 1٪ على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بـ 8٪ على أساس سنوي في الربع الرابع من 2022.
ووفقاً للتقرير فإنه من المتوقع أيضاً أن يؤدي التوسع المُخطط في إنتاج الغاز الطبيعي المُسال، وما سينجم عنه من تعزيزٍ للناتج المحلي الإجمالي، إلى خفض الدين العام إلى حوالي 30٪ بحلول عام 2027، كما يشير التقرير إلى توقع حدوث انخفاضٍ مطردٍ للدين العام ليصل إلى 37.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2024 و 35٪ بحلول نهاية عام 2025.