

د. هاني البسوس: الدوحة ساهمت في طي العديد من الملفات والصراعات
د. محمد الشرقاوي: جهود الدوحة كانت وراء اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة
د. ملاذ الآغا: «إطار باريس» ساهم في تعقيد جهود الوساطة القطرية
نظم المركز القطري للصحافة، أول أمس، ندوة حول «الوساطة القطرية والعدوان الإسرائيلي على غزة» وذلك بالتَّعاون مع أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية، تحدث فيها نخبة من الخبراء السياسيين والأكاديميين، وأدارها الإعلامي عبدالله المريخي.
وأكد الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسن ورئيس قسم الدكتوراه في أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية، أن الحديث عن جهود الوساطة القطرية يستحضر مساعي دولة قطر ضمن الجهود المشتركة للتوسط بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة، شمل تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
من جهته، تناول الباحث الدكتور ملاذ الآغا، جهود الوساطة القطرية لوقف العدوان على غزة والتحديات التي واجهتها هذه الجهود في ضوء الفجوات التي برزت بين الأطراف، إثر ما سمي بلقاء باريس أو «إطار باريس»، مستعرضا بعض الفجوات التي ساهمت في تعقيد هذه الجهود، وأكد أن إطار باريس خلق العديد من التحديات حيث تمت صياغته وفق الرؤية الأمريكية- الفرنسية بعيدا عن وجهة النظر الأخرى وهو ما تسبب في عدم التوصل إلى اتفاق، مؤكدا أن الطرح الأمريكي الفرنسي تضمن الالتزام بإدخال 500 شاحنة تقل مساعدات إنسانية يومياً كحد أقصى، في ظل حاجة القطاع إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى، ناهيك عن عدم وضع ضمانات برنامج زمني متوازٍ بالانسحاب الكامل وهو الأمر الذي اعتبرته فصائل المقاومة مكيدة وكمينا كبيرا وتريد تجنبه الخلاف في أصله وجذره على السقف الزمني للضمانات وما تريده فصائل المقاومة هو اتفاقية شاملة تنص على توقيت محدد للوقف الشامل لإطلاق النار.
واستعرض الدكتور هاني البسوس، أستاذ الدراسات الأمنية والإستراتيجية المشارك بأكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية، جهود الوساطة القطرية التي ساهمت في طي العديد من الملفات والصراعات في المنطقة والعالم، مشيرا إلى استجابة دولة قطر ضمن إطار قانوني دولي مصمم للحفاظ على الاستقرار والسلام والأمن.
وأكد البسوس أن دولة قطر رسخت مكانتها كوسيط يحظى بالثقة من خلال علاقاتها القوية مع الدول الأخرى، وهو دور ليس جديداً، لافتاً إلى دورها في أفغانستان والسودان ولبنان وفلسطين. وقال إن الدولة تستخدم علاقاتها الثنائية ونفوذها لتقديم حلول للعديد من القضايا الحاسمة، مشيرا إلى أن السياسة القطرية لديها رصيد كبير في العمل الإنساني والدبلوماسي والجمع بينهما في العديد من الملفات، وأكد أن العلاقات السياسية المتوازنة مع مختلف الأطراف إلى جانب الموارد المالية والثقة التي تحظى بها ساهمت في ترسيخ مكانتها كوسيط نزيه في العديد من الملفات الإقليمية والدولية.