علي الرغم من تدريجية عودة الحياة في قطاع غزة، مازال سكان المناطق الشمالية من القطاع المحاصر يعيشون أوضاعا معيشية بالغة السوء، مع تردي أوضاع المستشفيات والمراكز الصحية بسبب القصف الإسرائيلي، وتفاقم معاناة الكوادر الطبية لانعدام المستلزمات الطبية.
ويظل غياب الكوادر الطبية أحد التحديات الرئيسية التي تؤثر على الأزمة الصحية في غزة، الأمر الذي ساهم في تفاقم الوضع الصحي بالتزامن مع ازدياد أعداد الجرحى والمصابين جراء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حديثه لـ "موقع العرب"، أكد الدكتور أحمد شتات، مسير التعاون الدولي في غزة، على نزوح عدد كبير من الأطباء من قطاع غزة، مشيراً إلى أن الدوافع والتحديات وراء نزوح الكوادر الطبية من غزة، كانت نتيجة الحصار والغارات الجوية والقصف المدفعي، كما أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية، كانت أحد أبرز الأسباب الرئيسية التي دفعت الأطباء والممرضين إلي النزوح.
وأوضح أن البحث عن الأمان والاستقرار، كان دافع قوي أيضا لهجرة الأطباء والممرضين، إلى جانب نقص الإمكانيات اللازمة والمعدات الطبية، والذي أثر على جودة تقديم الخدمات وجعلهم يبحثون عن بيئة أفضل.
وأضاف شتات :السفر والنزوح لم يعد خياراً بل ضرورة للبحث عن الأمان والاستقرار، حيث أن النزوح والموت سيناريوهات شكلت واقعاً مريراً للأطباء الذين لا يزالون في غزة، كما لم يقتصر الأمر علي فئة معينة، بل شمل كل الفئات من الأغنياء والفقراء والتجار، رغبةً في العيش بسلام والتطلع إلى مستقبل أفضل".
وبحسب مسير التعاون الدولي في غزة، فإن من بين الأطباء الذين نزحوا للجنوب كان هناك عدد كبير منهم الأكثر قيمة في مجالهم وأقدمهم خبرة.
ثمة مشكلة أخرى تواجه العاملين المتبقين في غزة، تتمثل في أنهم يجدون أنفسهم يعملون بأقصى طاقتهم لتقديم الخدمات الصحية للمرضى، بعد نزوح أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين لخارج غزة، الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا عليهم، على حد قوله.
ويأمل مسير التعاون الدولي في غزة أن يعود هؤلاء الأبطال قريباً إلي غزة مرة أخرى، مؤكدا أن القطاع يحتاج إلى خبراتهم وعلمهم، حيث أن عودتهم يعد أمراً حيوياً ليس فقط لاستمرارية الخدمات الصحية، بل لإعادة بناء النسيج الصحي للمنطقة.
وناشد شتات من خلال حديثه لـ "موقع العرب"، التعاون الدولي مطالباً بضرورة التصدي للواقع المرير الذي يعانيه أطباء غزة بسرعة وفعالية، ومحاولة رفع الحصار عن قطاع غزة لتسهيل حركة وعمل الأطباء.
كما حث الجهات المعنية على ضرورة تسهيل عودة الأطباء والممرضين إلى القطاع المحاصر لتقديم الرعاية الصحية، كما دعي لتوفير المزيد من الإمدادات الطبية والدعم للمستشفيات.
