تواصلت أمس فعاليات اليوم الوطني 2024 التي تقيمها وزارة الثقافة في المقر الدائم لدرب الساعي بمنطقة أم صلال خلال الفترة من 10- 21 ديسمبر الجاري. وسجل درب الساعي رقمًا قياسيًا بحضور 88,646 زائراً. وتواصل الاقبال الكبير على الفعاليات أمس من المواطنين والمقيمين بصحبة أبنائهم من مختلف الأعمار وسط أجواء وطنية مميزة، حيث تتنوع فعاليات درب الساعي ما بين الثقافية والتراثية والفنية والأنشطة والمسابقات والعروض والورش وغيرها من الفعاليات التي تناسب الكبار والصغار وتستقطب أعدادا كبيرة منذ انطلاقها وحتى اختتامها على مدار اليوم.
ومن بين الفعاليات المميزة في درب الساعي العرضة القطرية التي تصدح بالأهازيج يومياً تحت سارية العلم بدرب الساعي، وترتكز على الكلمات التي تتغنى بحب الوطن، وتشعل الحماس الوطني، ويتم التعريف منذ اليوم الأول لدرب الساعي بطريقة أداء العرضة القطرية.
وفي هذا الإطار تقدم فرقة الوعب عروضها الفنية في درب الساعي بجانب سارية العلم، حيث تقدم الفرقة الأهازيج الشعبية أثناء أدائها العرضة القطريَّة، وهي تحمل السيوفَ العربية، وتدقُّ الطار التراثي في أجواء مُميزة تجذب انتباه زوَّار درب الساعي.
وتُقدم هذه العروض التراثية بُعدًا ثقافيًا هامًا للمُجتمع القطري، حيث تبرز قيم الأصالة والعناية بالعادات والتقاليد ونشر الموروث الشعبي بين الأجيال الجديدة. كما أنها تغرس في قلوبهم معاني الفخر والاعتزاز بالهُوية الوطنيَّة.
وقال السيد يونس خالد رئيس فرقة الوعب للفنون الشعبية إن مشاركتهم في الاحتفال باليوم الوطني ترتكز على الكلمات التي تتغنى بحب الوطن، وقال انهم منذ ان بدأت فعاليات درب الساعي يسلطون الضوء ويبرزون ثقافتنا وموروثاتنا أمام ضيوف درب الساعي، مشيراً إلى أن العرضة تستلهم حركاتها من الحماسة الوطنية، حيث ان أصلها كان الغرض منه تحفيز المحاربين في الماضي على القتال، فترسخ ذلك الاستعراض وصار جزءا من تراثنا، يتداول كلما زاد الشعور بالفرح وزادت الرغبة في التحفيز وبث الحماس، فأصبحت جزءا مهما من الأفراح والمناسبات الوطنية.
وقال: «من كثرة فرحتنا واعتزازنا باليوم الوطني، ورغبتنا في تحفيز انفسنا والمحيطين على مواصلة العمل من أجل تقدم ورفعة دولة قطر نخرج فرحتنا بالعرضة، وقال ان درب الساعي فرصة لنا ان نقدم فنوننا في مكان يجتمع فيه جمهور متعدد الفئات بين مواطنين ومقيمين ويتيح فرصة التعريف بموروثنا الشعبي».
إقبال على ركوب الهجن.. وصور تذكارية مع الصقور
يقبل زوار درب الساعي من الصغار على ركوب الهجن ضمن فعالية المقطر التراثية، والتي تستقطب العائلات بصحبة أبنائهم، ويسعد الصغار من مختلف الأعمار بركوب الهجن.
وأشاد عدد من الحاضرين في فعالية المقطر بمستوى التنظيم لدخول وخروج الصغار الراغبين بتجربة ركوب الهجن.
وأضافوا: «من الممتع أن تتاح الفرصة لأطفالنا للتعرف على طريقة الركوب ومسميات الأدوات التي تستخدم في ركوب الهجن مثل الهودج أو الغطاء الذي يوضع على ظهر الجمل والعصا التي يمسك بها الراكب وغيرها، كما أنها محطة مميزة لالتقاط الصور التذكارية».
وأبدى السيد محمد عمرو الذي يزور درب الساعي مع عائلته إعجابه بمستوى التنظيم وتنوع الفعاليات، وقال: «تضفي فعالية المقطر بكل أقسامها روح الماضي إلى احتفالات اليوم الوطني، من خلال قسم ركوب الهجن التي كانت وسيلة التنقل في الماضي، وكذلك القسم الخاص بالصقارة، حيث أستمتع بدرب الساعي برفقة عائلتي وأطفالي، وأحرص على أن يتابعوا كل مشاهد الموروث القطري سواء المأكولات أو الملابس التقليدية أو ركوب الخيل والمطايا.
وأضاف: «إنّ درب الساعي لهذا العام زاخر بالفعاليات الأصيلة التي تستهوي الأسر والجاليات، وتحكي ماضي الأجداد، والدرب في منطقة واسعة، وتوجد برامج متنوعة ومواقف متاحة للسيارات إضافة إلى التنظيم الجيد الذي يساعد الجمهور على متابعة كل فعالية على حدة».
من جانبه قال ماجد أحمد الذي يزور الدرب مع عائلته أيضاً: «تجربة ركوب الهجن مميزة ورائعة تعرفنا على حياة الأولين وتعكس الماضي، وأضاف: أحرص في كل عام على زيارة درب الساعي وأحث أطفالي على مشاهدة العروض المقدمة والاستمتاع بأجواء التراث القطري، وقد رافقتني عائلتي، وأقوم بتعريف كل مكان لها وأحرص على أن تتعرف على طبيعة التراث القطري من مأكولات وخيول وملابس شعبية وألعاب تقليدية، فهي تشكل في ذاكرتها تاريخاً عن الدولة وماضيها. وتقدم فعالية المقطر بكل أقسامها أنشطة متنوعة للزوار».
وأوضح السيد عبد الرحمن احمد البادي المعاضيد مسؤول الفعالية أن المقطر تضم 3 أقسام رئيسية، منها القسم الخاص بركوب الهجن وهو متاح لجميع الزوار من مختلف الأعمار وهناك قسم الضيافة، وهو عبارة عن بيت شعر تقدم فيه الضيافة القطرية مثل القهوة والشاي وغيرهما. ويضم هذا القسم جناحين أحدهما مخصص للرجال والثاني للسيدات، وأردف قائلاً: «أما القسم الثالث فهو خاص بالصقّارة، ويتيح أيضا المشاركة الجماهيرية من خلال التقاط الصور مع الصقور».
ندوتان للتوعية بجهود مركز الدوحة لتنسيق الإنقاذ
شهد المسرح الرئيسي بدرب الساعي ندوتين توعويتين حول دور مراكز تنسيق البحث والإنقاذ بهدف التعريف بدورها في عمليات البحث والإنقاذ.
وشارك في الندوة الأولى، كل من العميد محمد عبدالعزيز آل إسحاق قائد مركز الدوحة المشترك لتنسيق الإنقاذ، والملازم أول سعود عبدالرحمن المضاحكة من المركز، فيما شارك في الندوة الثانية وكيل ضابط الوليد خالد البدر.
وتضمنت الندوتان تعريفا شاملا بالمركز الذي أنشئ عام 2013 بقرار أميري، حيث نص القرار على أن يُنشأ مركز يسمى «مركز الدوحة المشترك لتنسيق الإنقاذ»، ويتبع وزارة الدفاع، وتكون له شخصية معنوية، وموازنة تلحق بموازنة الوزارة، ويكون مقره مدينة الدوحة.
وبين المتحدثون أن المركز يهدف إلى تنسيق وتعزيز التنظيم الفعال للعمليات البحرية والجوية للبحث والإنقاذ وفقاً للمعايير والتشريعات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص، ويتولى ممارسة جميع الصلاحيات والاختصاصات اللازمة لتحقيق أهدافه وأهمها: رصد واستقبال نداءات الاستغاثة عبر الأقمار الصناعية وتمريرها إلى الجهات المختصة بتنفيذ أعمال البحث والإنقاذ، والقيام بجميع الإجراءات الضرورية والاتصالات والمشاركات الإقليمية والدولية اللازمة لتفعيل وإدامة استفادة الدولة من نظام الاتصال عبر الأقمار الصناعية فيما يتعلق بخدمات البحث والإنقاذ، وإيجاد أفضل السبل لتعزيز ودعم وتطوير وتنسيق الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية المتعلقة بالبحث والإنقاذ.
كما يعمل مركز الدوحة المشترك لتنسيق الإنقاذ على التنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني والجهات الأخرى المختصة بعمليات البحث والإنقاذ، للحد من وقوع الحوادث والتخفيف من آثارها، وذلك عن طريق اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، والعمل على تعزيز إجراءات السلامة، تقديم المشورة والدعم الفني للجهات المختصة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني، في كل ما يتصل بخدمات البحث والإنقاذ، بحسب المعايير الدولية وتوصيات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والمنظمة الدولية للملاحة البحرية.
كما يسعى المركز إلى دراسة مشروعات الاتفاقيات الدولية والإقليمية المتعلقة بالبحث والإنقاذ، وإبداء الرأي في مدى ملاءمة انضمام الدولة إليها واقتراح التشريعات واللوائح والقرارات اللازمة لتحقيق أهداف المركز، والتوصية بالإجراءات الضرورية لتطبيق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية المتعلقة بالبحث والإنقاذ، ومراجعة التشريعات واللوائح المتعلقة بالبحث والإنقاذ، واقتراح تطويرها وتعديلها وفقاً للمعايير الدولية للبحث والإنقاذ، وضع وإعداد وتنظيم البرامج والدورات التدريبية المتعلقة بالبحث كما تم خلال الندوتين التعريف توعية الجمهور بضرورة اقتناء أجهزة البحث والإنقاذ، وأهميتها وكيف لها أن تنقذ حياة حيث تتصل مباشرة بالأقمار الصناعية وترسل إشارة إلى المركز من أي مكان في البر أو البحر ولا تحتاج شبكة هاتف بل يسهل الوصول إلى المستغيث بأقرب وقت مما يساهم في إنقاذ حياة الناس.