ظواهر مونديالية تنعش السوق السياحية

alarab
رياضة 20 ديسمبر 2022 , 12:11ص
سمير البحيري

تبقى النسخة الــ 22 من كأس العالم قطر 2022، هي الأهم في كل بطولات كأس العالم، لما حفلت به من مميزات ونجاحات ومفارقات وظواهر كثيرة، أكثر مما تحصى، وما يهم أن المحصلة في النهاية أنها جاءت مختلفة بشكل كامل، وتابعها الملايين بشغف منهم من أتى إلى هنا ليتابع عن كثب، ومنهم من تابع من خلف شاشات التلفاز، وبقيت قطر محور الأحداث على مدار شهر كامل لا حديث في العالم إلا عن المونديال.. الظواهر والدروس المهمة لا يمكن رصدها في مساحة مثل هذه، بالحديث عن عظمة وتفوق تنظيم نسخة قطر، بل ممكن نوجز بعضاً من الظواهر المهمة، التي سيكون لها مردود إيجابي للغاية، في عملية الجذب السياحي المتوقع نحو قطر بنهاية فعاليات المونديال، وهو ما يطمئن بأن القطاع السياحي سينتعش، وتستمر الدوحة مقصداً مفضلا لدى غالبية شعوب العالم، لما تضمه من معالم فريدة، وهو ما نجحت فيه الدولة بما يتسق ورؤية قطر 2030، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.


المترو
المترو يعد أحد أهم مشاريع قطر في العصر الحديث، ووجهة للجماهير الأولى في تنقلاتها من وإلى مناطق الدوحة والملاعب، فجاء الأكثر ارتياداً من الزائرين، لسهولة وسلاسة التنقل من خلاله، فنال إعجابهم كثيراً، كأحد أهم معالم الدوحة على الإطلاق، ليخطف الأنظار بشدة من قبل الجماهير، لما يضمه من إمكانيات وتقنية رائعة، ونسبة أمان عالية، وهو ما سجله كل زوار الدوحة «بأنه يعد أهم معالمها ومعيار تطورها خلال إقامة بطولة كأس العالم»، كأحد أهم المشاريع المتطورة، التي يحتذى بها، ويختصر الكثير من المسافات.
سوق واقف
ظاهرة إقبال الزائرين من الجماهير على سوق واقف وارتداء الزي الخليجي، أحد أبرز ظواهر المونديال، فحرص الأغلبية من الجماهير بمختلف أجناسها، على ارتداء الثوب الخليجي والغترة والعقال، بسعادة بالغة طوال تواجدهم هنا بالدوحة، ونال إعجابهم ونقلوه معهم إلى بلادهم، مفتخرين به كموروث شعبي لأحد أهم الثقافات على وجه الأرض التي كثيراً ماغبت عنهم، بتفاصيلها الدقيقة، ليكتشفوها بأنفسهم وتنال إعجابهم، وكان سوق واقف هو محور كل هذه الأحداث التراثية، بحضور جماهيري مكثف يوميا منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل.
المأكولات
شغف الجماهير بالمأكولات العربية في قطر، كان رائعا وأكثر إقبالا، منذ قدومهم إلى هنا ومن أي من الجماهير الحاضرة تم سؤاله عن ما يعجبك هنا لعدد الكثير، ومنها الأكلات العربية الشهيرة، خاصة المشويات بكافة أنواعها، والسلطات والمقبلات، التي تعج بها مطاعم سوق واقف والدوحة عموماً، كما نال إعجابهم المكبوس والخرفان المشوية، وتناولت بعص من وسائل الإعلام العالمية كثير من التقارير التي تتحدث عن هذا الجانب المهم نقلا عن الزوار والجماهير أنفسهم، لتعرف الشعوب الأخرى بهذه الأكلات الشهية، فيما شهدت مطاعم الدوحة وسوق واقف إقبالا لم ينقطع من الجماهير على هذه الأكلات طوال أيام المونديال.
الأمان
شعر كل زائر للدوحة بأنه آمن منذ أن وصوله مطار حمد الدولي، في ظاهرة غريبة عليهم لم يألفوها من قبل، فلا يخلو أي حدث رياضي كبير، من وقوع بعض من المشاكل، والتراشقات بين الجماهير، وهي الظواهر التي اختفت بشكل كامل هنا أثناء إقامة المونديال، وبدت الدوحة هادئة، لا يعكر صفوها شيئ، سوى الاحتفالات الصاخبة للجماهير، عقب المباريات، والتي دائما ما كانت تبدأ وتنتهي دون أي مشاكل أو احتكاكات، لتضفي مزيدا من البهجة والإحساس بالأمان لدى الجماهير النسائية منهم خاصة، وجعلهم يستمتعون بمشاهدة المباراة من أرض الملعب دون مضايقات تذكر، ومرت كأس العالم الحمد لله آمنة، وليس هذا فحسب بل وضع أسس مهمة لتكون الدوحة وجهة سياحية مفضلة لدى الشعوب مستقبلا.
الهجن
تعد سباقات الهجن ومزاينها أهم موروث شعبي قطري خليجي، وتزامن إقامة سباق المؤسس للهجن مع كأس العالم، وفعاليات أخرى بالمزاينات، أطلق عليه مزاين المونديال، كل هذه الفعاليات كانت أكثر جذباً للجماهير، بشكل يومي بالذهاب للشحانية، لمتابعة المنافسات عن قرب، في ظاهرة لم تعتدها الجماهير أبداً في أي مونديال سابق، فكانت أمامهم بمثابة الفرصة التي أتاحت لهم متابعة رياضة تراثية، لم يقتربوا منها في السابق، وربما لم يسمعوا عنها إلا بعد قدومهم إلى قطر، وهي من الفعاليات التي جاء أكثر متابعة خارج الدوحة من قبل الجماهير.
الكورنيش والميناء
الكورنيش وميناء الدوحة القديم، كانا أهم المعالم التي قصدتها الجماهير منذ بداية فعاليات المونديال، وخطفت أنظارهم جميعًا بقوة، فكورنيش الدوحة، يتمتع بالهدوء وصفاء مياه الخليج، ومكان ممتع لقضاء على شاطئه أحلى الأوقات، أما ميناء الدوحة القديم والذي يعد أهم الوجهات السياحية في المنطقة بتحقيقه عوائد اقتصادية لقطاعات عديدة مهمة في الدولة كالفنادق والمطاعم وتجارة التجزئة والخدمات وغيرها. جاء كمعلم مُهم وداعم لفعاليات كأس العالم لكرة القدم 2022، ويهدفُ إلى وضع دولة قطر على الخريطة السياحيَّة العالمية كمحور هامٍ بما يُجسدُ رؤيةَ قطر الوطنية 2030، كان أهم وجهات الجماهير المفضلة.
كتارا
الزائر للدوحة لا يغفل أبدا الحي الثقافي كتارا، والذي جاء كأحد أهم معالم قطر في كأس العالم، وكان مقصدا رئيسيا للجماهير بشكل يومي طوال أيام المونديال، لما يضمه من مبان تراثية وعبق عربي يشعر كل زائر له بالدفء وروعة المكان وسط أجواء طقس دائما ما كانت رائعة وليلا ونهارا، ليتعرف الزائرون عن عظمة المكان والتشويق الذي عليه، ليكون مقصدا سياحيا لهم في المستقبل القريب.
درب لوسيل
درب لوسيل لا يحتاج عن الحديث عنه، فكل من قصد المكان عاد سريعا له ليقضي فيه أوقاتا أطول، لما يضمه من روعة في التصميم وهندسة في العمارة، وكمكان مهم ورائع للفعاليات، ويعد أحد أكبر الأماكن السياحية التي قصدتها الجماهير أثناء فترة المونديال.