

يطلق جاليري المرخية غداً الثلاثاء معرض إعادة صياغة بمقره في «مطافئ»، وهو يتضمن مجموعة من أعمال الفنانتين مي المناعي وعبير الكواري، وترتكز تلك الأعمال على مجموعة من القصص التي تلعب دورًا أساسيًا في كيفية صياغة الخبرات البشرية وتتحكم في تكوين التاريخ، حيث ستستعرض كلتا الفنانتين بعضا من هذه القصص الثقافية مع الأخذ في الاعتبار كيف تخبرنا وتؤثر علينا اليوم بعد إعادة صياغتها. ومن المزمع أن يتواصل المعرض حتى 28 يناير المقبل.
وقد وصف الفنان التشكيلي الرائد سلمان المالك تجربة الفنانة عبير الكواري بأنها تنطوي على الكثير من التفكير والتنظيم والجهد والتصميم والابتكار والتأمل، وقال انه منذ تعرفه على أعمالها خلال معرض النسخة الأولى للإقامة الفنية: «توقفت عند تلك الشخصيات الخيالية التي استحضرتها الفنانة عبير في زمن مضى ومن خلال ما وصلنا من حكايات الموروث وحزاوي الجدة لتروي لنا عالمها عبر استعارة قصص تراثية وإعادة رسمها واستعادة الموروث ببعده البصري».
ونوه المالك بأن تجربة عبير الكواري قادمة من فضاء التصوير الضوئي، حيث استفادت منه فيما تقدمه عبر المشاركات الفنية، وأن أعمالها تتسم في مجملها ببساطة الطرح والتعبير.
وأضاف: أعتقد أنه لابد من الجهات المسؤولة التأكيد والتشجيع على الاستمرار في هذا الاتجاه، فكثير ممن يحاولون تناول التراث في اعمالهم البصرية لكن القليل منهم ينجح، لافتا إلى أن تجارب عبير الكواري ليست مجرد خلق لصور وابداع لاشياء وإنما نشاط تتولد عنه منتجات تصلح لان تكون بمثابة منبهات أو مؤثرات تثير لدينا بعض الاستجابات، وهذا ما يؤكد أهمية الصنعة في أعمالها.
وقال الفنان حسن الملا تعليقا على أعمال الفنانة مي المناعي ومشاركتها في المعرض المنتظر» ان مي تشكيلية ذاتية التعلم، وعندما نقرأ السيرة الذاتية نجدها دخلت الفن التشكيلي القادم من بين عالم الحداثة الذي لم يتعمق فيه إلا الفئة القليلة من المتخصصين والباحثين بجدية، وفي معرض تحليله الفني لأعمال مي المناعي، أكد أنها يسودها علاقة بين اللون والضوء وبين الحركة وانعكاساتها، ولو تأملنا لوحات الجبال الزرقاء المتداخلة بين الغيوم البيضاء لرأينا الانسجام التام بين جميع العناصر.
وأوضح أن مي المناعي تعمل بشكل رئيسي في الوسائط المتعددة وتجمع بين الرسم الرقمي والتقليدي عبر المزج بين اللون والرسم التراكيبي.
وأضاف: أن مي عملت في قناة الجزيرة للأطفال وتلفزيون براعم وحالياً تقوم بتجربة صناعة الألوان المائية باستخدام أصباغ تقليدية وحديثة لإنشاء الطبقات والحبيبات، وتمنى لها الاستمرار على هذا المنوال لتكون صاحبة بصمة واسلوب متفرد، راجياً لها التوفيق والنجاح في طريق الجمال والابداع في وطن المجد والشموخ.