إطلاق أكبر حملة للكشف المبكر عن سرطاني الثدي والأمعاء
محليات
20 ديسمبر 2015 , 02:43م
الدوحة - قنا
أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حملة "الكشف المبكر لحياة صحية"؛ في إطار برنامج نشر الوعي حول الكشف المبكر عن سرطانَي الثدي والأمعاء في قطر، وهي الحملة الأكبر في هذا الصدد.
وتم إطلاق الحملة رسميا - اليوم - في مؤتمر صحافي، عقدته المؤسسة، تحدثت فيه الدكتورة مريم عبد الملك - مدير عام مؤسسة الرعاية الأولية - والشيخ الدكتور محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني - مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة - والشيخة لينا بنت ناصر بن خالد آل ثاني - سفيرة برنامج الكشف المبكر - والدكتورة صالحة بوجسوم الرئيس المشارك في مجلس أورام سرطان الثدي بمؤسسة حمد الطبية.
ويأتي تنفيذ برنامج الكشف المبكر بالتناغم مع أبرز توصيات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان، لا سيما التوصية التي تدعو للحاجة إلى برنامج للكشف عن السرطان، يشمل جميع سكان دولة قطر.
ويهدف برنامج، "الكشف المبكر لحياة صحية"، إلى تشجيع السيدات في سن 45 فما فوق، واللاتي لا يعانين من أي أعراض للمرض، على الفحص المبكر عن سرطان الثدي، كما تدعو الحملة إلى خضوع كل من الرجال والسيدات في سن 50 عاما فما فوق، الذين لا يعانون من أي أعراض للمرض، للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء، من خلال فحص البراز المناعي الكيميائي.
ويوصي المجلس الأعلى للصحة بالفحص للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مرة كل ثلاث سنوات، والفحص للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء مرة كل عام.
وقالت الدكتورة مريم عبد الملك - مدير عام مؤسسة الرعاية الأولية - إن أرقام المؤسسة الوطنية لسرطان الثدي تشير إلى أن نسبة الشفاء من المرض عند اكتشافه في مرحلة مبكرة تبلغ 98%، في حين يؤكد تحالف سرطان الأمعاء أن نسبة النجاة من سرطان الأمعاء عند اكتشافه في مرحلة مبكرة تبلغ 90%.
وأشارت إلى أنه وفقا لبيانات المجلس الأعلى للصحة فإنه من بين أبرز أنواع السرطان الرئيسة في قطر يمثل سرطان الثدي ما نسبته 17.42%، بينما يشكل سرطان الأمعاء 10.55%.
وأضافت أنه فيما يتعلق بالمجموعات العمرية للسيدات اللاتي يعانين من الإصابة بسرطان الثدي، أظهرت الأرقام أن السيدات من عمر 45 إلى 49 عاما يمثلن النسبة الأعلى من الإصابات بـ 16.2%، ومن جانب آخر تبلغ الإصابة بسرطان الأمعاء في المجموعة العمرية من 50 إلى 54 نسبة 15.2% لدى الرجال و18.4% للسيدات.
وأوضحت الدكتورة مريم أنها المرة الأولى التي يجري فيها تنفيذ برنامج وطني للكشف المبكر عن السرطان، من خلال هيئة رسمية لكل السكان في مختلف ربوع دولة قطر.
وأشارت مدير عام مؤسسة الرعاية الأولية إلى أن الكشف سيتم إجراؤه في ثلاثة مراكز صحية في الدولة، في الوكرة ولعبيب وروضة الخيل، إلى جانب مركز متنقل للكشف، وذلك من خلال شراكة مع نخبة من الخبراء الرواد في توفير الأنظمة والتقنيات من القطاع الخاص، حيث شرعت المؤسسة في أداء المهمة الموكلة إليها بكل جد، الرامية إلى تشجيع الناس على اتخاذ الخيار الأمثل من أجل صحتهم وراحة البال لهم ولأسرهم، وذلك لأن قرار الكشف المبكر عن السرطان لا يتوقف أثره على المريض وحده بل يمتد إلى جميع أفراد الأسرة.
وأفادت بأن برنامج "الكشف المبكر لحياة صحية" يعمل تماما مثل البرنامج الوطني للسرطان، على تثقيف المجتمع حول مرض السرطان، من خلال العديد من حملات التوعية رفيعة المستوى، لتأكيد أهمية الكشف المبكر الذي يزيد بشكل هائل من فرص نجاح العلاج.
وبينت مدير عام مؤسسة الرعاية الأولية أنه بعد تفويض مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بقيادة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء، أجرت المؤسسة دراسة دقيقة لكل التفاصيل، وسخرت كل الجهود المطلوبة لنجاح هذا البرنامج؛ ومنها افتتاح مراكز عصرية للكشف عن السرطان في الوكرة بصفة ذلك مرحلة أولية، بالإضافة لمركزي لعبيب وروضة الخيل، إلى جانب توفير مركز متنقل يتيح تغطية مزيد من المناطق في قطر.
من جهته قال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني - مدير إدارة الصحة العامة بالأعلى للصحة - إن مرض السرطان برغم أنه يسبب الكثير من الآلام النفسية، لكنه حاليا لم يعد مرضا قاتلا لا سيما مع توفر وسائل التشخيص المبكر والعلاج الناجح والمتوفر في دولة قطر، حيث ساعد ذلك كثيرا في تقليل عدد المرضى الذين يتوجهون لتلقي العلاج بالخارج.
وأكد أن الكشف المبكر يسْهِم بشكل كبير في تشخيص مرض السرطان في وقت مبكر، وهو طريقة مهمة لضمان البقاء على قيد الحياة والعلاج في الوقت المناسب، بالتالي فإن المجلس الأعلى للصحة مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية هم المؤسسات المسؤولة عن خدمة الكشف المبكر الجديدة، حيث تلعب كل جهة دورا حاسما مما يبين أهمية تنسيق الرعاية عبر النظام الصحي.
وقال مدير إدارة الصحة العامة بالأعلى للصحة إن الجهات المعنية بتنفيذ البرنامج استطاعت أن تحقق خطوة مهمة في مجال الكشف المبكر، وذلك من خلال تحويل المشتبه بإصابته إلى العيادات المتخصصة في مدة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة، وهو ما يسْهِم حقا في تقديم العلاج بصورة سريعة وزيادة فرص نجاح العلاج بنسبة عالية جدا.
بدورها أكدت الشيخة لينا بنت ناصر بن خالد آل ثاني - سفيرة برنامج الكشف المبكر - أن مرض السرطان لم يعد "ذلك الشبح المرعب"؛ وذلك بفضل تطور الأبحاث العلمية والمعدات التقنية الحديثة التي تستطيع الكشف عن المرض في مراحله الأولى، ومعالجته في وقت مبكر، فكثيراتٌ من السيدات عادت البسمة إلى وجوههن ودبَّت الحياة في عروقهن بعد إجراء الفحوصات المبكرة التي أسهمت بشكل كبير في الحفاظ على حياتهن.
وشددت على أنه في ظل ارتفاع نسبة مرض سرطان الثدي عند السيدات، حيث بلغت في قطر عام 2014 حوالي 17%، وفقا لأرقام المجلس الأعلى للصحة، تقع على عاتق الجميع مسؤولية التوعية بأهمية إجراء الفحوصات المبكرة (كالماموغرام) والأشعة الصوتية كل ثلاث سنوات على الأقل، وذلك لحين اكتشاف الدواء الناجح الذي سيقضي على هذا المرض، بالتالي يجب عدم إغفال المتابعة والمراجعة المستمرتين للحد من مخاطر هذا المرض.
وأوضحت أنه في إطار عملها نائبة لرئيس مجلس إدارة مؤسسة ناصر بن خالد آل ثاني الخيرية، ورئيسة لمجموعة (الهبة)، أتيحت لها فرص التعامل مع بعض الحالات المصابة بهذا المرض، ووجدت أن الكثير من هذه الحالات أهملت الفحص المبكر وتجاهلت الفحوص الروتينية التي يجب القيام بها دوريا، مما أدى إلى زيادة خطورة المرض وعدم المقدرة على التحكم به.
ولفتت النظر إلى أن مجموعة (هبة) تعمل على مساعدة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل نفقات علاج مرض السرطان؛ حيث قامت المجموعة على مدى 8 سنوات بتقديم المساعدة لحوالي 500 شخص تلقوا العلاج في قطر وخارجها، مشيرة إلى أن منصبها سفيرة لبرنامج الكشف المبكر سيمكِّنها من التوعية بصورة كبيرة بأهمية الكشف المبكر.
من ناحيتها قالت الدكتورة صالحة بوجسوم إن برنامج "الكشف المبكر لحياة صحية" هو إثبات للجهود التي تبذلها الدولة، للمحافظة على صحة ورفاهية المواطنين والمقيمين، من خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء.
وأكدت التزام مؤسسة حمد الطبية بالعمل يدا بيد، مع جميع الأطراف التي تنفذ هذا البرنامج لتوفير أفضل رعاية للمريض ولعائلته، من خلال العمل بشكل دائم على تحسين وتطوير الخدمات المقدمة، وذلك من خلال مجموعة مستشفياتها ومراكزها المتخصصة.
وأشارت إلى أن "حمد الطبية" تعمل بكل تناسق مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في وضع وإعداد مسار متفق عليه للمرضى الذين يتم تصنيف حالاتهم بأنها تتطلب المزيد من التحاليل، بصفة ذلك جزءا من البرنامج الوطني الجديد للفحص، حيث نؤكد أنه يتم الكشف عليهم بأسرع ما يمكن في واحدة من عيادات مؤسسة حمد المتخصصة.
وشددت على أنه سيتم إعطاء المراجعين في إطار الكشف المبكر مواعيد محددة لمقابلة الطبيب، حيث يتم خلال المقابلة إجراء فحص سريري لهم، يعقبه أية تحاليل ضرورية أخرى لمعرفة ما إذا كانوا في حاجة للمزيد من الإجراءات أم لا.
وفي إطار سعيها لضمان تحقيق هذه الرؤية ونجاح الحملة، استقطبت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خبرات تحالف دولي من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال؛ يضم "فوجي فيلم" اليابانية التي ستعمل على توفير الأجهزة الطبية والنظم المعلوماتية، وشركة "رادنت" الأمريكية التي تقدم خدمات تشغيل المراكز، وشركة "سبشيلايزد ميديكال سولوشونز" المسؤولة عن تقديم الدعم الإداري في الدوحة.
وقال السيد نورمان هايمز - رئيس العمليات في شركة "رادنت" - إن الشركة تمتلك خبرات واسعة اكتسبتها عبر العديد من المبادرات؛ مثل الأبحاث والتعليم والتقنية التي أشرفت عليها، التي تميزت جميعها بأفضل الممارسات الطبية والجودة.
ومن المقرر أن يبدأ مركز الوكرة للكشف عن سرطان الثدي والأمعاء في شهر يناير المقبل؛ ويعقب ذلك إطلاق الوحدة المتنقلة، كذلك مركز الكشف عن سرطان الثدي والأمعاء في مركز لعبيب الصحي، إلى جانب مركز روضة الخيل خلال الأشهر القليلة القادمة.
وتوفر مؤسسة الرعاية الأولية مركز اتصال لتلقي الاستفسارات، وحجز مواعيد الكشف المبكر، عن طريق الرقم 8001112.
م . م /أ.ع