أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام تقديم برنامج خاص بالثقافة السودانية في إطار فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي 2025، المقرر تنظيمه خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر المقبل، حيث يسلط الضوء على الإبداع والتراث الغني لبلد لا تزال قصصه تلهم العالم.
ويضم البرنامج مجموعة من الأفلام واحتفالية موسيقية بعنوان "أصوات السودان"، يبرز من خلالها الأصوات والتجارب السودانية، مانحاً الجمهور فرصة للتواصل مع الإبداع السينمائي والموسيقي في السودان.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومدير المهرجان، أن الحضور القوي للسينما والموسيقى السودانية في مهرجان الدوحة السينمائي 2025 يجسد التزام المؤسسة بإبراز السرديات المهمة، فضلاً عن إبراز الأصوات المؤثرة من الجنوب العالمي.
وقالت: "بينما تفتح الأفلام نافذة على القصص الحيوية والمعقدة في السودان، تحتفي الموسيقى بقدرة شعبه على الإبداع والصمود، كما أنه من خلال إدماج هذه الأشكال المتنوعة من التعبير الفني في المهرجان، فإننا نوفر فضاءات ملائمة وآمنة للحوار البنّاء والتبادل الثقافي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية ويتحدى السّرديات السائدة".
وتعكس الأفلام التي سيعرضها البرنامج شجاعة صُنّاع السينما السودانيين الذين وثقوا نضالات الشعب وروحه التي لا تقهر، فيما سيضفي الفنانون السودانيون على المسرح إيقاعات وأصوات أرضهم وتراثهم.
ويعرض فيلم "الخرطوم"، ضمن مسابقة الأفلام الدولية الطويلة، ويجمع المخرجين أنس سعيد، وراوية الحاج، وإبراهيم سنوبي أحمد، وتيماء محمد أحمد، وفيليب كوكس، لتوثيق صراع البقاء والسعي نحو الحرية، وذلك من خلال أحلام خمسة من سكان الخرطوم النازحين بسبب الحرب.
كما يُعرض فيلم "ملكة القطن"، للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني، ويتتبع قصة الفتاة نفيسة التي تصبح محور صراع على بذور معدلة وراثياً تحدّد مستقبل قريتها، جامعاً بين النقد البيئي والدراما المفعمة بالتحولات خلال فترات النضوج وتقدم العمر.
وبموازاة العروض السينمائية، سيقدم المهرجان برنامج "أصوات السودان" الذي يشمل حفلات لعدد من أبرز الفنانين، من بينهم: مغني الراب أمير محمد الخليفة، المعروف باسم "أوديسي"، والفنانة غيداء، بجانب الموسيقي المتعدد الآلات سِمّاني هاجو، ودي جي نيدز، ليعكسوا التنوع الغني للموسيقى السودانية المعاصرة.
ويشكل مهرجان الدوحة السينمائي، فصلاً جديداً في مسيرة مؤسسة الدوحة للأفلام نحو رعاية المواهب الإقليمية ودعم القصص السينمائية الأصيلة والآنية والمهمة.
ومن خلال المهرجان، ستتحوّل أبرز معالم الدوحة، بما في ذلك المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي، إلى مراكز نابضة بالتبادل الثقافي، حيث تجمع صناع الأفلام ورواة القصص والجمهور من مختلف أنحاء العالم لتجديد التأكيد على قوة الفن في الإلهام وتقريب المجتمعات وتسليط الضوء على الأصوات التي تعمّق فهمنا المشترك.
ويعكس المهرجان الطموح والتنوع الثري الذي تتمتع به المنطقة، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأفلام والحوارات الملهمة والأنشطة التفاعلية، الأمر الذي يوفر للجميع في الدوحة تجربة ثقافية مشتركة وهادفة.