عقدت جامعة حمد بن خليفة وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، بالتعاون مع فرع قطر للجمعية الكيميائية الأمريكية، مؤتمرًا مشتركًا لمدة يومين حول «الابتكارات في الكيمياء والهندسة الكيميائية لمستقبل مستدام».
وعُقد المؤتمر تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة السابق، واستقطب خبراء وعلماء وقادة مبدعين من المنطقة والعالم. حيث يُعد هذا المؤتمر منصة ديناميكية لتبادل أحدث الأبحاث واستكشاف التقنيات المبتكرة وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات.
ومن خلال سلسلة من المحاضرات والمحادثات وغيرها، قام المشاركون بدراسة حلول للتحديات العالمية الكبرى، مما مهد الطريق لتحقيق تقدم نوعي يرتقي بالمسؤولية البيئية والتقدم التكنولوجي، مستفيدين من قوة العلوم الكيميائية والابتكارات الهندسية. وقد ألقى المتحدث الرئيسي الدكتور سارباجيت بانيرجي، أستاذ قسم الكيمياء والعلوم الحيوية التطبيقية في المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، محاضرة متعمقة حول «تصميم وهندسة مواد أقطاب البطاريات عبر مستويات الطول المختلفة». كما ناقش متحدثون من دولة قطر والخارج، لاسيما من بينهم جامعة نيوكاسل، والجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة تكساس إي أند أم في قطر، وجامعة قطر، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، فضلًا عن ممثلين لشركاء رواد بالقطاع الصناعي في قطر، مثل كونوكو فيليبس، وشل قطر، وأكسيونا، وتوتال إنرجيز، التحديات الرئيسية التي تواجه الصناعة.
وبعد الجلسة الرئيسية، عُقدت ورشتا عمل متخصصتان ركزتا على تعزيز الابتكار في التصنيع الإضافي وإزالة الكربون في قطاعي التكرير والبتروكيماويات.
أكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة السابق، أن الاستدامة لم تعد خياراً بل أصبحت ضرورة تفرضها التحديات البيئية العالمية، مشدداً على أهمية الابتكار والبحث العلمي في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة. وقال سعادته خلال كلمته بمؤتمر الابتكارات في الكيمياء والهندسة الكيميائية من أجل مستقبل مستدام، إن قطر، المعروفة بمواردها الوفيرة من الغاز الطبيعي وبوتيرة تطورها الاقتصادي المتسارعة، تتجه اليوم نحو توسيع آفاق التنمية لتشمل الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية وحماية البيئة، انسجامًا مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تُعد التنمية البيئية أحد أعمدتها الأساسية.
وأوضح أن الكيمياء والهندسة الكيميائية تمثلان محورًا رئيسيًا في دعم مسيرة الاستدامة من خلال تطوير حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والمياه والصناعة وعلوم المواد، مشيرًا إلى أن قطر ملتزمة بتعزيز استخدام التقنيات النظيفة وتحسين كفاءة الإنتاج بما يتماشى مع مسؤولياتها البيئية.
وأضاف أن الجهود البحثية في مؤسسات التعليم العالي، مثل جامعة تكساس إي أند إم في قطر ومعهد قطر للبيئة والطاقة، تسهم في تطوير أنظمة الطاقة الشمسية والتقنيات المتقدمة لاحتجاز الكربون وتحلية المياه بالأساليب الصديقة للبيئة، مما يدعم انتقال الدولة نحو مستقبل منخفض الانبعاثات وأكثر استدامة. كما شدد سعادته على أهمية إدارة النفايات وفق مبادئ الكيمياء الخضراء عبر إعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد وتقليل الملوثات، مؤكداً أن هذه الجهود تعزز التحول نحو اقتصاد دائري يحافظ على البيئة ويحقق القيمة المضافة.وأكد السادة أن تحقيق الاستدامة يتطلب تعاوناً وثيقاً بين العلماء والمهندسين وصناع القرار وقادة الصناعة، إلى جانب دور التعليم في غرس ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأجيال القادمة، قائلاً: «إن روح الاستدامة يجب أن تكون أسلوب حياة يبدأ من المختبر ويمتد إلى كل بيت في وطننا الحبيب قطر».
وأوضح ان هذا المؤتمر هو الرابع من نوعه الذي تنظمه جامعة حمد بن خليفة والجمعية الأمريكية للكيمياء وجامعة قطر بمشاركة نحو 160 شخصا من المختصين في الكيمياء والهندسة الكيميائية وفى قطاع النفط والغاز والمياه، موضحا أن المؤتمر محور أساسي يدعم الأبحاث في قطر في مجالات هامة للغاية والتي تتضمنها خطة التنمية الوطنية للدولة.
د. إياد مسعد:
تطوير حلول مبتكرة تعزز استدامة الموارد
أكد الدكتور إياد أحمد مسعد - نائب الرئيس للبحوث في جامعة حمد بن خليفة - أن موضوع هذا المؤتمر لا يمكن أن يأتي في وقت أكثر مناسبة من الآن، فالمواد والعمليات التي يتم تطويرها في مختبراتنا ومعاهدنا البحثية اليوم تشكل الأساس لحلول الغد، لتسهم في خفض الانبعاثات، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتمكين عمليات التنظيف والتصنيع، وتحسين جودة الحياة. وأشار إلى التزام جامعة حمد بن خليفة بتطوير حلول مبتكرة تعزز استدامة ومرونة بيئة قطر ومواردها، منوهاً إلى أهمية التعاون وتكامل التخصصات والعمل لتحقيق الاستدامة عبر مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية، وفي مختلف القطاعات.
ونوه إلى حصول العالم العربي الدكتور عمر ياغي على جائزة نوبل في الكيمياء، مشيراً إلى أنه نموذج ملهم للباحثين، ولا سيما للشباب في المنطقة، فإلى جانب إنجازاته العلمية المتميزة، فإن قصته الشخصية تستحق القراءة والتأمل. ولفت إلى أن استخدام تقنيات التعلم الآلي في مجال الكيمياء، وكيف أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الاكتشاف الكيميائي، وأن إنجازات الذكاء الاصطناعي والكيمياء تندمج لفتح آفاق جديدة أمام الاكتشاف العلمي والابتكار، وهو مجال يتيح مواجهة التحديات بسرعة وذكاء وتعاون أكبر من أي وقت مضى.
د. حسن بزي:
مواكبة إستراتيجية الجامعة
قال الدكتور حسن سعيد بزي، رئيس قسم العلوم بكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، ومنظم المؤتمر: «تتبوأ الكيمياء والهندسة الكيميائية مكانة رائدة في إيجاد حلول لبعض أكبر التحديات التي يواجهها العالم، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة والهيدروكربونات. ومع تطور هذه المجالات، أصبح من الضروري دمج الأساليب التقليدية مع التطورات الناشئة في مجالات الاستدامة والرقمنة والذكاء الاصطناعي. ويجسد هذا المؤتمر قوة التعاون الأكاديمي مع القطاع الصناعي في مواجهة التحديات المشتركة، ويؤكد التزام جامعة حمد بن خليفة لإحداث تأثير ملموس على أرض الواقع». ويتواكب المؤتمر مع استراتيجية جامعة حمد بن خليفة التي تركز على استشراف التحديات ووضع حلول مبتكرة لمعالجة الأولويات الوطنية والقضايا الكبرى، والقيام بدور محوري في تشكيل مستقبل البلاد.
وقال د. بزِي إن المؤتمر يركز على الاستدامة في مجال الكيمياء والهندسة الكيميائية، من خلال العديد من المتحدثين المشاركين بالمؤتمر من جامعات قطر وحمد بن خليفة والدوحة وتكساس آي أند إم، بالإضافة الى متحدثين من عدة شركات تعمل في مجال الاستدامة في دولة قطر.