عبد الله المنصوري لـ «العرب»: تأهيل كوادر وطنية للنهوض بـ «التوجيه المهني»
5 % من الطلاب يلجؤون في قراراتهم المهنية إلى مختصين.. و1.5 مليون مستفيد من برامج الإنترنت
كشف السيد عبد الله المنصوري، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن دراسة أجراها المركز أظهرت أن 5 % فقط من الطلبة في قطر يلجؤون في قراراتهم المهنية إلى مختصين في التوجيه والإرشاد المهني.
وأكد أن ذلك يعود إلى نقص الوعي بأهمية الاسترشاد بالمختصين في اتخاذ القرارات المهنية السليمة، وقلة الجهود الحقيقية في هذا المجال الذي يعتبر حديثاً نوعاً ما في الوطن العربي، وقال في حوار مع «العرب»: يحمل المركز على عاتقه مسؤولية نشر المعرفة والخبرات المهنية المتخصصة، وتدريب وتأهيل كوادر وطنية قادرة على النهوض بعملية التوجيه المهني، من أجل تمكين الشباب في دولة قطر.
وأكد المنصوري أن المركز يسعى إلى إرساء نظام توجيه مهني فاعل، بهدف حماية الأمن المهني للدولة، والذي يتمثل في تأمين كوادر قطرية مؤهلة في جميع القطاعات وكافة التخصصات حتى تكون قادرة على القيام بأداء دورها، خاصة مع وجود حاجة ماسة لإعداد كوادر أفضل من الشباب الواعد والقادر على النهوض بأعباء الدولة المستقبلية أمنياً وتنموياً ومهنياً، وعلى كافة الأصعدة، لافتاً إلى أن التحول الرقمي في الفترة الأخيرة ضاعف عدد المستفيدين من خدمات المركز، حيث وصل إلى الجمهور في منازلهم من خلال البرامج والحملات التي أطلقها عبر الإنترنت، وتخطى عدد المتفاعلين مع البرامج والمتابعين لحملات المركز عبر الإنترنت حاجز 1.5 مليون شخص.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. نود التعرف على مركز قطر للتطوير المهني ورسالته؟
هو أحد المراكز المنضوية تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويسعى لأن يكون منارة التوجيه المهني في دولة قطر، والاستجابة لمتطلبات الرؤية الوطنية 2030 واستراتيجيات التنمية البشرية، عبر غرس التوجيه المهني وترسيخه كجزء من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية للدولة.
ويعمل المركز على دعم بناء القدرات الوطنية ومساعدة الشباب على التخطيط الأمثل لمساراتهم المهنية بما يتوافق مع قدراتهم واحتياجات سوق العمل المستقبلية في الدولة، كما يدعم المركز أولياء الأمور والمعنيين بالتوجيه والتطوير المهني، ويقوم بتزويدهم بالأدوات والمعلومات التي تساعدهم على تقديم المشورة لطلبتهم وأبنائهم بشكل فعال.
ويشمل عمل المركز استكشاف السياقات المحلية والإقليمية والدولية، بغرض تبادل الخبرات، ومعرفة الاحتياجات، والتعرف على أفضل الممارسات المهنية الحالية والمستقبلية.
كيف يدعم المركز تمكين الشباب في الدولة؟
ينسجم دورنا مع رؤية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي ترتكز على إطلاق قدرات الإنسان وتطويرها من خلال التركيز على توفير التعليم النوعي، وتنوع أوجه الاستثمار في الرأسمال البشري. وضمن جهود المؤسسة في هذا السياق، يدعم المركز هدف المؤسسة المتمثل في تمكين الشـباب ودعمهم منذ اليوم الدراسي الأول وصولاً إلى مرحلة الدراسات العليا المتقدمة وما بعدها. كما يُساهم المركز في تحقيق أهداف المؤسسة، المتمثلة في تحقيق الرخاء الاجتماعي والاقتصادي، عبر بناء مجتمعات أكثر قوة من خلال التعلم النوعي المستمر.
ماذا عن دور المركز في بناء القدرات الوطنية؟
وفقاً لدراسة ميدانية أجراها المركز، فإن 5% فقط من الطلبة في قطر يلجؤون في قراراتهم المهنية إلى مختصين في التوجيه والإرشاد المهني، ونحن نفهم أن السبب الرئيسي في ذلك هو قلة الوعي بأهمية الاسترشاد بالمختصين في اتخاذ القرارات المهنية السليمة، إضافة إلى قلة الجهود الحقيقية في هذا المجال الذي يعتبر حديثاً نوعاً ما في الوطن العربي.
ويحمل المركز على عاتقه مسؤولية نشر المعرفة والخبرات المهنية المتخصصة، وتدريب وتأهيل كوادر وطنية قادرة على النهوض بعملية التوجيه المهني، من أجل تمكين الشباب في دولة قطر، وقد استفاد من جهودنا عشرات الآلاف من الأشخاص من مختلف أنحاء الدولة، ما بين طلاب، وخريجين، وأولياء أمور، ومرشدين مهنيين، وأكاديميين وغيرهم من المهتمين بمجال الإرشاد والتوجيه المهني.
ما أبرز معايير برامج المركز؟
أهم ما يتم التركيز عليه في اختيار برامجنا هو احتياجات سوق العمل المحلي، كما نعمل دائماً على تطوير برامجنا ومبادراتنا، مع أخذ آراء المشاركين والمعنيين بعملنا بعين الاعتبار، ونسعى للتعرف على أحدث الممارسات العالمية في مجال التطوير المهني وتطويرها بما يناسب المجتمع المحلي، إيماناً منا بأن التطوير المستمر هو الأساس من أجل تحقيق الأثر المرجو على المدى البعيد.
ما أبرز خططكم المستقبلية لتلبية احتياجات سوق العمل؟
في إطار السعي نحو إعداد رأسمال بشري ذي كفاءة عالية يستجيب لمتطلبات رؤية قطر الوطنية 2030، وتحديداً الركائز البشرية والاقتصادية والاجتماعية، تبنّى المركز منهجاً يستند إلى ثلاثة محاور:
1- المواءمة بين أهداف المركز والرؤية الوطنية 2030 والاستراتيجيات الوطنية الناتجة عنها، وخصوصاً استراتيجية قطاع التعليم والتدريب في قطر، إضافة إلى استراتيجية قطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر.
2- تبني ثلاثة من محاور التوجيه المهني، وهي:
•التعليم والتدريب المهني.
•بناء الوعي المهني وزيادة الاهتمام به.
•توفير المعرفة المهنية ونشرها وتطبيقها.
3-اعتماد المركز توجهاً قائماً على أساس الاستجابة إلى الاحتياجات والفجوات الموجودة في منظومة التوجيه المهني في الدولة.
ما أبرز الأهداف الاستراتيجية التي يسعى المركز لتحقيقها مستقبلاً؟
حدد مركز قطر للتطوير المهني مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي يسعى إلى تحقيقها خلال المرحلة المقبلة، تماشياً مع تطوره وسعيه المستمر؛ لأن يكون مركز تطوير وتوجيه مهني متخصص ومتكامل، ومن خلال برامج وخدمات وأنشطة وفعاليات عديدة، وتكمن هذه الأهداف في:
1- نشر ثقافة التوجيه المهني على المستوى الوطني، من خلال حملات وبرامج التوعية المهنية المناسبة، ويتصل هذا بشكل وثيق مع الهدف الاستراتيجي لقطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر الرامي إلى "غرس الاهتمام بالعلوم والتعلم المستمر مدى الحياة".
2- تعزيز السياسات والخطط والممارسات المهنية الفعالة، من خلال المشاركة والتعاون مع مختلف الجهات المعنية. وهو ما يرتبط أيضاً بهدف استراتيجي آخر لقطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، وهو "تعزيز المشاركة المجتمعية".
3- تدعيم النظام التعليمي من خلال توفير أدوات التوجيه المهني والخدمات المهنية. ويرتبط هذا أيضاً ارتباطاً قوياً بالهدف الاستراتيجي لقطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر، والذي يتمثل في "غرس الاهتمام بالعلوم والتعلم المستمر مدى الحياة".
4- زيادة تأثير مركز قطر للتطوير المهني، وهو ما يتماشى مع الهدف الاستراتيجي لمؤسسة قطر الرامي إلى "تعزيز إدراك مؤسسة قطر للطاقات والقدرات والتعاون والاستدامة".
كيف يساهم المركز في إعداد رأس المال البشري الوطني للاستجابة لمتطلبات الرؤية الوطنية 2030 واستراتيجيات التنمية البشرية؟
يضطلع مركز قطر للتطوير المهني بمسؤولية نشر المعرفة والخبرات المهنية المتخصصة، وتدريب وتأهيل كوادر وطنية قادرة على النهوض بعملية التوجيه المهني، من أجل تمكين الشباب في قطر. وقد استفاد من جهودنا حتى اليوم عشرات الآلاف من الأشخاص في مختلف أنحاء الدولة، ما بين طلاب، وخريجين، وأولياء أمور، ومرشدين مهنيين، وأكاديميين، وغيرهم من المهتمين بمجال الإرشاد والتوجيه المهني.
علماً بأن أهم ما يتم التركيز عليه في اختيار برامجنا هو احتياجات سوق العمل المحلي، كما نعمل دائماً على تطوير برامجنا ومبادراتنا، مع أخذ آراء المشاركين والمعنيين بعملنا بعين الاعتبار، ونسعى إلى التعرف على أحدث الممارسات العالمية في مجال التطوير المهني وتطويرها بما يناسب المجتمع المحلي، إيماناً منا بأن التطوير المستمر هو الأساس من أجل تحقيق الأثر المرجو على المدى البعيد.
هل هناك أرقام تتعلق بإنجازاتكم خلال الفترة الماضية؟
كان للتحول الرقمي الذي أجبرتنا الظروف على اعتناقه سريعاً أثر كبير في مضاعفة عدد المستفيدين من خدمات المركز، حيث تمكّنا من الوصول إلى جمهورنا، وهم في منازلهم، من خلال البرامج والحملات التي أطلقناها عبر الإنترنت، وقد تخطى عدد المتفاعلين مع برامجنا ومتابعي حملاتنا حاجز 1.5 مليون شخص.