د. القره داغي لـ «المسافة الاجتماعية»: غير الملتزم بالإجراءات الاحترازية في عيد الأضحى.. آثم شرعاً

alarab
محليات 20 يوليو 2021 , 12:08ص
حامد سليمان


أكد فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن عيد الأضحى المبارك يرمز إلى التضحية.
وقال إن سيدنا إبراهيم عليه السلام حاول أن يضحي بفلذة كبده ابنه إسماعيل عليه السلام في سبيل الله، وأن الأم والابن وافقا على ذلك، وأن المسلمين يقتبسون هذه التضحية في كل شيء.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج «المسافة الاجتماعية» بتلفزيون قطر: المسلمون مستسلمون لأوامر الله سبحانه وتعالى، فإن أمرنا الله بإظهار المظاهر نظرها، وإن أمرنا بألا نظهرها لأجل صالح الأمة، فلا نظهرها، فديننا هو دين مصلحة الإنسانية، لافتا إلى ضرورة أن نبتعد عن الهوى والأهواء، كما يقول الإمام الشاطبي: هذه الشريعة جاءت لإخراج الإنسان من دائرة حظوظ نفسه وأهوائه إلى دائرة إرادة الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن القدوة تأتي من أصحابها وهم القادة والعلماء والمسؤولون، فإن رأى الناس أن المسؤول أو العالم لا يلتزم بما يقول تحدث الفجوة، ونحن في حاجة شديدة لأن يكون هناك انسجام بين ما نقوله وبين ما نفعله على مستويات عالية، لأنها مؤثرة، مثلما حدث في صلح الحديبية، حينما لم يتحلل الصحابة من الإحرام، فبدأ الرسول بالتحلل فتبعه الصحابة.
ولفت إلى أن عدم محافظة الشخص على تعليمات وزارة الصحة يضر بغيره، وحتى في الشريعة الإسلامية، فالشخص ليس حراً في نفسه، ولكن حتى وإن كان حراً في نفسه فليس حراً في إيذاء الآخرين، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أي لا تقابل الضرر بالضرر، ولا تجعل الضرر يتعدى إلى الآخر.
وقال د. القره داغي: نحمد الله، فنحن نصلي صلاة العيد، ونخطب خطبة العيد، فلم يخسر السكان في أهل قطر المشاعر، ولكن قُيدت بقيود شرعية من باب ما أمر الله سبحانه وتعالى بها.
شائعات تؤذي الآخرين
وأضاف القره داغي: مرجعنا، نحن الفقهاء، هو أهل التخصص، فإن كان الأطباء يرون الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات واجبا، فتصدر الفتوى بأن هذه الإجراءات واجبة، لأن الله أمر بذلك، فقال سبحانه: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ». والأطباء في هذا الجانب هم أهل الذكر والتخصص، ونصح بأن نصل لهذا المستوى الجيد من الاستسلام للشريعة بكل ما يتفق مع أهوائنا وما لا يتفق مع أهوائنا.
وتابع: الذي يحرض على عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية أو عدم أخذ التطعيم - وهو الوسيلة للوقاية من فيروس كورونا، في الوقت الذي يجتمع الرأي العالمي على خطورة هذه الجائحة - كمن يحرض على شيء محرم، فيكون آثماً، ومن يعمل على نشر هذه الشائعات فهو يؤذي الآخرين، لأن بعض الناس يقتنعون بهذا الحديث ولا يأخذون جرعات اللقاح فيتضررون، والدال على الخير كفاعله والدال على الشر كفاعله.
ولفت إلى أن منع العدوى فريضة شرعية وضرورة إنسانية كذلك، والتعليمات ما دامت ناتجة عن علماء وبناء على دراسة فيجب أن نلتزم بها.
ونوه بأنه من الواجبات أن يلتزم المضحي في عيد الأضحي بالاحتياطات الاحترازية، وإن لم يفعل يكون آثماً، لأنه يتسبب في الإضرار بالآخرين، وعلى المسلم أن يأخذ بالتعليمات الطبية، سواء كان يقوم بالذبح أو بتوزيع الأضحية.
وقال د. القره داغي: أنا على تواصل دائم مع إخواني بجمعية قطر الخيرية، وأشرف على جمعيات في الخارج، وكلها جمعيات تلتزم بصورة كاملة بالإجراءات الاحترازية، وبوضع اللحوم في الأكياس والكراتين المرتبة، بحيث لا تلمسه اليد بعد وضعه في الكرتون، فإن لم يلتزم الشخص بالإجراءات الاحترازية وأوصل الفيروس إلى من يوصل لهم لحوم الأضحية، فقد تسبب في الضرر للآخرين.
الشريعة ودرء المفاسد 
وأضاف د. القره داغي: يقول العز بن عبد السلام إن جميع ما في هذه الشريعة من العقائد والأخلاق والتشريعات قائمة على تحقيق المصالح للعباد في الدنيا والآخرة، ودرء المفاسد عنهم في الدنيا والآخرة، وأي شيء يضر بالإنسان فهو حرام، فيقول ربنا في القرآن الكريم: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ». وابن القيم يقول إن الطيب هو ما استطابته العقول السليمة والفطر السليمة، وكذلك الخبائث، هو ما يضر بالإنسان، فكل ما يضر محرم بنص القرآن الكريم.
وتابع: زرت مناطق مختلفة يعيش فيها المسلمون، وفي بعضها كنا نسمع من الناس أنهم لم يروا اللحم منذ عام، وينتظرون عيد الأضحى حتى يوزع عليهم اللحم، وبلدان كاليمن وسوريا والعراق وغيرها، فالإحصائيات تشير إلى نسبة الفقر في دول العالم الإسلامي 605 ملايين نسمة، فـ 60 % من فقراء العالم هم بالدول الإسلامية، في حين أن المسلمين يشكلون خمس سكان العالم، لذا فلا مانع من نقل الأضحية بالاستعانة بالجمعيات الخيرية، ويكون للإنسان الأجر على الأضحية.
وأكد أن زيارة المرضى تكون وفق تعليمات الأطباء، وإن لم يسمحوا يمكن أن يتواصل الشخص مع المرضى عن طريق الرسائل.