مستهلكون لا يأبهون لـ «حمى البكتيريا» ويقبلون على الخيار
تحقيقات
20 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - أحمد الوحيدي
لا يأبه موسى العلي بالضجة المثارة حول بكتيريا الخيار، مستندا إلى التطمينات التي أعلنتها الدولة عن سلامة المنتج المحلي، وإلى الصرامة التي تبديها حيال الخضراوات المستوردة من الخارج.
ويقول العلي إن الفحوصات أثبتت سلامة المنتج المحلي والعربي من الآفة التي أصيب بها الخيار في دول غربية كألمانيا.
يقصد العلي السوق المركزية أسبوعيا للتزود منها بخضراواته ولحومه لأسبوع كامل، وفيما يطلب العلي حزمتين من البقدونس والنعناع الطازج، يلفت إلى أن ارتفاع الأسعار أو انخفاضها لا علاقة له بما أشيع مؤخرا حول أزمة بكتيريا الخيار، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار وانخفاضها له علاقة بتزايد الطلب وقلة العرض.
ويتراوح سعر عبوة الخيار من 10 إلى 14 كغم من 20 إلى 22 ريال، وترتفع بحسب العلي الأسعار يوم الجمعة وهو اليوم الذي يتوافد فيه مواطنون ومقيمون إلى السوق لتأمين احتياجاتهم من الخضار الطازج.
وفي يوم الجمعة وهو اليوم الأكثر ازدحاما في السوق تتناثر بعض العبوات من الخيار التي تشير بسبب قلتها إلى أفول الموسم الزراعي في قطر، ورغم شح المادة المحلية من الشبرة إلا أن سلمان المساعيد (مقيم) يرى أن السعر هو في حدود المعقول وأن الكيلو في المولات الكبيرة يتراوح بين 3 و5 ريالات، وهو السعر الذي اعتاد عليه المواطن والمقيم طوال العام.
بيد أن سليم أحمد (مقيم) يرى في الأسعار الحالية ارتفاعا هذه الأيام، بسبب ما أسماه قلة العرض مشيراً بيده إلى قلة توفر مادتي الخيار والطماطم.
وتشهد أشهر الصيف -بحسب مسوقين للنتاج الزراعي- انحسارا في الموسم الزراعي القطري الذي هو أيضا في ذروته لا يكاد يغطي الإنتاج المحلي. وفي الوقت الذي تتناقص فيه كميات المعروض من الخضراوات في السوق المحلية إلا أن حمى الصيف ترفع وتيرة الطلب على الخضراوات التي يحتاجها المواطن كجزء أساسي من مائدته الغذائية .
ومع اقتراب شهر رمضان يتخوف مواطنون ومقيمون من حمى «بكتيريا الخيار» وتناقص كميات المعروض المحلي وأزمات الثورات العربية، وتحيدا في سوريا، من حمى جديدة للأسعار تشهدها الدوحة، وهو ما لا يتمناه المواطنون والمقيمون لشهر رمضان المقبل بعد أكثر من شهر بقليل.
وكان مدير الشركة القطرية للتسويق قد نفى في استطلاع سابق لـ «العرب» توقف تدفق الخضار السورية إلى الدوحة .
يبدي عبدالله الكبيسي وهو يقف أمام عبوات بلاستيكية لمادة الخيار تذمره لا من قلة المعروض فقط، بل من سوء نوعيته أيضا، وتبدو مادة الخيار وقد مالت إلى الاصفرار وذبلت عند نهايات أطرافها. ويقول الكبيسي متذمرا، إن النوعية السيئة من الخيار التي تأتي وكأنها آخر ما يجود به الموسم الزراعي، تشير إلى الحالة المزرية، فبعد أن كانت الخضراوات القطرية، تلعب دورا في سد حاجة السوق المحلية، وتساهم في إبقاء السعر في تناول كل الفئات من مواطنين ومقيمين، ها هي اليوم بالكاد تغطي حاجة السوق .
ويبلغ سعر الجملة لصندوق الطماطم زهاء 14 ريالا، في السوق المركزية، فيما يباع الكيلو من الطماطم في محلات التجزئة بسعر يصل إلى 5 ريالات، في محال «السوبر ماركت» فيما يبلغ سعره زهاء 3 إلى 4 ريالات في المولات الكبيرة .
وفي الوقت الذي تفضل فيه أم محمد (أردنية) التسوق من المولات وشراء خضراواتها يوميا، فإن صديقتها لا توافقها في ذلك حيث تفضل الذهاب أسبوعيا إلى «الشبرة» لشراء خضراوات طازجة، وفي وقت لا تشير فيه أم محمد إلى تباين كبير في الأسعار بين السوق المركزية والمولات تتحفظ أم علي التي تأتي برفقة زوجها كل جمعة إلى «الشبرة» فهي تذكرها بفكرة السوق المفتوح والمفاصلة التي تعودتها في بلدها، تجادل أحد الباعة ثم عندما تطمئن إلى السعر الذي يرضيها تدفعه مرتاحة إلى أنها لم «تغلب في السعر على حد وصفها».
وفي المساحة المخصصة للبيع يفترش الباعة زواياهم المعتادة في السوق، وفي الزاوية المخصصة لبيع الخضار الورقي الطازج تفوح رائحة النعناع والبقدونس، والشبت والكسبرة، وتتراوح أسعارها ما بين ريالين إلى ثلاثة ريالات للحزمة الواحدة» وتلقى الورقيات طلبا متزايدا عليها في أشهر الصيف، حيث هي المكون الرئيسي للسلطات، إضافة إلى الطماطم والخيار، بيد أن البطيخ والشمام هما سيدا فاكهة الصيف بالنسبة لسليم أحمد (مقيم) الذي يرى في الفاكهتين خير ما يخفف ظمأ الصيف الحار .
لا تبدو الرحلة التي يقطعها موسى العلي وكثير من المقيمين هنا باتجاه الشبرة، للسعي وراء ما يتاح من أسعار رخيصة وللبحث عن خضار طازجة فقط، بل تبدو الرحلة في كثير من أجوائها خروجا من زحمة المولات والخضار الخارج للتو من برودة الثلاجات، وفي الأثناء أيضا البحث عن الخضار المحلي بعيدا عن شبهة البكتيريا.