الملا عمر عنصر أساسي في محادثات واشنطن بأفغانستان

alarab
حول العالم 20 يونيو 2011 , 12:00ص
كابل - أ.ف.ب
وسط حديث عن إجراء الولايات المتحدة محادثات مع طالبان، لا يزال التحدي الرئيسي الذي يواجهها هو الوصول إلى الملا عمر زعيم الحركة المتمردة لإشراكه في المفاوضات، بينما تتزايد المساعي للتوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان، كما يرى خبراء. وصرح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تجري اتصالات مع طالبان، في أول تأكيد رسمي على إجراء تلك المحادثات بعد عشر سنوات من الحرب في البلد المضطرب. وفيما يقول دبلوماسيون إن المحادثات لا تزال في مراحلها المبكرة جدا، تظهر تصريحات كرزاي تزايد التركيز على التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الأفغانية بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فيما تستعد القوات القتالية الأجنبية للبدء في الانسحاب بحلول 2014. ويعتبر تأييد زعيم طالبان مهما للتوصل إلى أي وقف لإطلاق النار أو اتفاق لتقاسم السلطة. إلا أن مكان إقامته، الذي يعتقد أنه في مكان ما في باكستان، لا يزال مجهولا. ويكتسب البحث عن الملا عمر زخما، خاصة بعد أن وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما البدء في سحب جزء من قواته البالغة 90 ألف جندي أميركي من أفغانستان الشهر المقبل، قبل السحب الكلي لتلك القوات خلال ثلاث سنوات. وصرح المحلل والمؤلف الباكستاني امتياز غول لوكالة فرانس برس أن الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان مارك غروسمان، طلب منه في وقت سابق من هذا الشهر المساعدة في تعقب الملا عمر. وقال إن «غروسمان أخبرني أن الولايات المتحدة تبحث عن أشخاص يستطيعون الإدلاء بمعلومات واضحة للوصول إلى الملا عمر». وأضاف «أعتقد أن الولايات المتحدة تعتبر أن الملا عمر لا يزال عنصرا أساسيا في التوصل إلى سلام في أفغانستان. فقد قال لي مسؤول أميركي (لا نريد التخلص منه. نحن مهتمون جدا بالتحدث معه)». ويعتقد أن عمر يعيش في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، إلا أن إسلام آباد تصر على أنها لا تعرف مكان وجوده. وبعد مقتل بن لادن في عملية شنتها القوات الأميركية الخاصة في مدينة أبوت آباد الباكستانية الشهر الماضي، يعتقد معظم الخبراء أن الملا عمر نقل مكان تواجده. وذكرت وكالة الاستخبارات الأفغانية بعد فترة قصيرة من مقتل بن لادن، أن الملا عمر «اختفى من مخبئه» في كويتا، دون أن تذكر المكان الذي انتقل إليه. ويعتبر مسؤولون غربيون وأفغان في كابل أن مساعدة باكستان مهمة لجهود فتح قناة اتصال مع زعماء طالبان. وزار كرزاي إسلام آباد مؤخرا وأمضى فيها يومين على غير العادة، وأعلن عن لجنة سلام مشتركة. ويعتقد مسؤولون أفغان أن باكستان، حيث يعتقد أن قيادة طالبان متمركزة، أكثر استعدادا لتقديم المساعدة. وصرح مسؤول أفغاني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن «ديناميكية العلاقة تغيرت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية». وأضاف «أصبحوا يقولون بوضوح الآن إن لهم دورا، ونحن في أفغانستان لدينا توقعات معينة من باكستان». وقال إن من هذه التوقعات هو أن تشجع باكستان «فعليا زعماء طالبان بمن فيهم الملا عمر على الانضمام إلى عملية المصالحة». وتؤكد حركة طالبان في العلن على أنها لن تناقش التوصل إلى سلام إلا بعد رحيل جميع القوات الأجنبية البالغ قوامها 130 ألف جندي. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان «قلنا في السابق وأكدنا مرارا أننا لن نجري مفاوضات مع الولايات المتحدة». غير أن مجلة دير شبيغل المرموقة ذكرت الشهر الماضي أن برلين ساعدت مسؤولين أميركيين على الاتصال بطيب أغا السكرتير الشخصي وصهر الملا عمر الموثوق، والذي يقال إنه نائب رئيس اللجنة السياسية في حركة طالبان. ورأى المحلل الأفغاني ومسؤول الاستخبارات الباكستاني السابق البريغادير سعد خان أن الاتصالات في ألمانيا «مبدئية واستكشافية» إلا أن أغا شارك فيها «بمباركة الملا عمر الكاملة». وصرح لفرانس برس «أعتقد أن الولايات المتحدة وطالبان أدركا أن عليهما أن يتحدثا مع بعضهما». ولكن أيا كان وضع المحادثات فإن جميع الأطراف لها مصلحة في أن تبقى مسألة المفاوضات الحساسة سرية. إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها، ستكون حذرة لتجنب تكرار الغلطة المهينة في المحادثات التي أجرتها مع طالبان العام الماضي، عندما تم إحضار رجل زعم أنه مسؤول بارز في طالبان قبل أن يتبين أنه صاحب متجر متواضع في كويتا.