سقوط الرمادي يظهر أن التصريحات الأمريكية عن العراق أفرطت في التفاؤل
حول العالم
20 مايو 2015 , 10:39ص
رويترز
قال محللون إن تأكيدات الولايات المتحدة على أن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في موقف دفاعي حتى عندما طردوا القوات العراقية من مدينة الرمادي تظهر أن التصريحات الأمريكية أفرطت في التفاؤل بشأن الصراع في كثير من الأحيان.
وفي الفترة التي سبقت تقهقر القوات العراقية خلال مطلع الأسبوع هوّن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين من الأهمية الإستراتيجية للمدينة وهي عاصمة محافظة الأنبار الشاسعة وقالوا إن التقدم الذي تتباهى به صفحات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مكاسب على المدى القصير.
وقال الجنرال بمشاة البحرية توماس ويدلي للصحافيين يوم الجمعة قبل يومين من سقوط الرمادي "نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن الدولة الإسلامية في موقف دفاعي في جميع أنحاء العراق وسوريا وتحاول الحفاظ على الانتصارات السابقة أثناء القيام بهجمات على نطاق صغير وعلى مستوى محلي مع شن هجمات معقدة أو كبيرة بين الحين والآخر لتغذية جهازهم الدعائي".
وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو الذي يعمل الآن في إحدى الجامعات الأمريكية إن جزءا من الصورة الأمريكية للصراع يرجع إلى "ضبابية الحرب مع عدم معرفة ما يحدث فعلا على أرض المعركة وعدم القدرة على رؤية ما يحدث".
لكن بارنو وغيره من المحللين أشاروا إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين ربما كانوا يسعون جاهدين لوصف الأحداث بطريقة إيجابية بدلا من إعداد الناس لصراع طويل وشاق.
وقال بارنو "أعتقد أنه كان هناك قدر من التفاؤل غير مبرر بشأن التقدم الذي تحقق ضد الدولة الإسلامية على مدى الأشهر الستة الماضية أو نحو ذلك".
وأضاف أن الرمادي كانت أكبر نجاح للتنظيم المتشدد منذ استولى على الموصل العام الماضي وأعلن قيام خلافة إسلامية.
وتابع "من ثم هذه مسألة لها أهمية كبيرة جدا وأعتقد أن البيت الأبيض لم يكن يتوقعها حقا.. وربما لم تتوقعها الحكومة العراقية أيضا".
وذكر أنتوني كوردسمان المحلل العسكري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن التصريحات الأمريكية العلنية عن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لم تفعل شيئا يذكر لتوضيح الانقسامات الداخلية العميقة بين السنة والشيعة والأكراد والتي تكمن وراء الصراع.
وقال كوردسمان "إننا لم نتعلم كثيرا منذ أيام حماقات فيتنام"، مشيرا إلى الإفادات الصحافية العسكرية التي لاقت انتقادات كثيرة خلال حرب فيتنام.
وأضاف "هناك دائما هذا الاتجاه من جانب أشخاص العلاقات العامة في تحوير الأشياء وتقديمها دائما للوضع الأكثر إيجابية بدلا من إعداد الناس لحقيقة أن بعض الأمور صعبة للغاية وغير مؤكدة".
وأكد كل من بارنو وكوردسمان أن سقوط الرمادي كشف ضعفا في الإستراتيجية الأمريكية العامة.. وأوضح بارنو أن مستوى الضربات الجوية الأمريكية "وخزات" بالمقارنة بما هو مطلوب.
وفي أعقاب الانسحاب العراقي من الرمادي قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أمس الثلاثاء إن الإدارة تبحث سبل "تحسين الإستراتيجية" في العراق لكنه هوّن من الخسائر في إطار الكر والفر أثناء الصراع.
وقال إيرنست "علينا أن نقرر نهجنا إزاء هذه القضايا.. هل سنشعر بالفزع في كل مرة نواجه انتكاسة في الحملة ضد الدولة الإسلامية؟".