المياسة بنت حمد تفتتح 3 معارض رائدة في «متحف»

alarab
المزيد 20 أبريل 2025 , 01:22ص
محمد عابد

«جغرافيا الخيال» لوفاء الحمد متحفي شامل يتناول مسيرة الفنانة القطرية الراحلة
«أطيافنا- أطيافكم»: رؤى واعدة لسينما رائدة» يضم أعمالًا لـ 40 صانع أفلام وفنان فيديو
ماجد الرميحي: مشروع فيلم جديد عن شخصية جحا يُعرض في أوزبكستان.. قريباً
فاطمة مصطفوي: معرض أنتِ من روحي قريبة حالة فنية ثقافية لتاريخ الفن القطري

 

افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، ثلاثة معارض ضخمة في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، تعزز استكشاف المشهد الغني للفن المعاصر داخل قطر وخارجها، وتتاح للجمهور حتى 9 أغسطس المقبل.
وتتضمن المعارض الثلاثة معرضا فيه مسح مستفيض للفن القطري من ستينيات القرن الماضي إلى اليوم، ومعرضًا شاملًا هو الأول من نوعه مُخصص للفنانة القطرية الراحلة وفاء الحمد، أما المعرض الثالث فهو معرض دولي رائد لفنون السينما والفيديو من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.


حضر الافتتاح كل من السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر؛ وسعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، رئيس متحف: المتحف العربي للفن الحديث؛ والشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية قطر، ونخبة من كبار المسؤولين والفنانين والمهتمين.
وتُشكّل المعارض الثلاثة انعكاسًا ساحرًا لمسيرة قطر الفنية، وتوفّر للجمهور فرصة رائعة يستكشفون فيها نقاط التلاقي بين التقاليد المحلية والتعبيرات الشخصية والاتجاهات الفنية العالمي، من خلال مجموعة متنوعة من الرؤى الإبداعية والتعبيرات الفنية. وتُقدّم هذه المعارض هذه الأعمال ضمن موسم ربيع 2025 من قطر تُبدع، المنصة المُخصصة للتعبير عن أصوات الصناعات الإبداعية في قطر والترويج للأنشطة الثقافية في شتى أنحاء قطر.

تطور الهوية
حمل المعرض الأول عنوان «انتِ من روحي قريبة» الفن القطري من مجموعة عبدالله بن علي بن سعود آل ثاني، ويُسلّط الضوء على تطور الفن القطري من أواخر ستينيات القرن الماضي إلى اليوم، حيث استلهم فكرته من قصيدة عبد الله الحمادي الشهيرة «الله يا عمري قطر». وينقسم إلى ثلاثة أقسام تستكشف جمال المناظر الطبيعية والعمارة التي تتميز بها البلاد، وبورتريهات صُوّرت عن المجتمع، والفن التجريدي؛ تُعبّر هذه التفسيرات البصرية عن الذات، فضلًا عن كونها استجابة ثقافية للبيئة المحلية المتسارعة في التغيير، وتشكل مجتمعةً لغة بصرية مميزة تتفاعل مع الخطاب الفني الإقليمي الأوسع. تشمل أبرز المعروضات أعمالًا فنية بارزة، منها «منظر سيلين» للفنان فرج دهام (1996)، و»النصر» للفنانة جميلة الشريم (1984)، وغيرها من الأعمال.
وحول هذا المعرض قالت فاطمة مصطفوي: المعرض يرصد تطوّر الهوية الفنية القطرية عبر الأجيال قالت السيدة فاطمة مصطفوي، قيّمة معرض “أنتِ من روحي قريبة” في المتحف العربي للفن الحديث، في تصريح خاص لـ « العرب « إن المعرض يسعى إلى تقديم قراءة شاملة للفن القطري، من خلال أعمال فنية تعبّر عن الهوية والذاكرة والواقع المعاصر، فهو عبارة عن رحلة شعرية إلى الماضي والحاضر، وشهادة على تنوع وتطور الثقافة البصرية في قطر.
 يضم المعرض عددًا كبيرا من الفنانين والأعمال الفنية، كاشفًا عن التوجهات الموضوعية والأساليب الفنية التي ظهرت وازدهرت عبر مختلف العصور.
 وأوضحت أن المعرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام موضوعية، أولها «عمري قطر» حيث يستلهم الفنانون أعمالهم من المناظر المعمارية والطبيعية المحلية، والقسم الثاني بعنوان « حبات الندى»، ويضم أعمالاً تجسد بورتريهات المجتمع، بينما يعرض القسم الثالث «طول «المدى» تجارب متنوعة في التجريد وفن الحروفية، وهو شكل فني يُدخل فيه الفنان أشكال الحروف العربية.

حوار بصري
وأشارت فاطمة مصطفوي إلى أن المعرض يضم أعمالًا لفنانين من مختلف الأجيال، موضحة أنها تعمّدت عدم ترتيب الأعمال زمنياً، بل فضّلت خلق “حوار بصري وفني بين الأجيال”، لتظهر طرق التفاعل المختلفة مع المجتمع، وقالت: “مثلًا، عمل الفنانة أميرة البوعينين مستوحى من طريقة تعامل الفنان يوسف أحمد مع سعف النخيل، لكنها أعادت توظيف الخامة لصنع وجه إنساني يمثّل المجتمع، في إشارة لامتداد الرؤية الفنية عبر الأجيال”.
وأكدت مصطفوي أن المعرض يضم أعمالًا أرشيفية نادرة، منها لوحات الفنانة التشكيلية مريم حمد عبدالله، التي شاركت في معارض خارج قطر في فترة الثمانينيات، رغم التحديات الاجتماعية آنذاك، مضيفة: “من المهم الكشف عن هذه المواد للجمهور، لأنها تساعد في تأريخ التجربة الفنية القطرية، وتكشف لنا طبيعة الحياة الثقافية والفنية في تلك المراحل”.
كما أوضحت أن المؤسسات التعليمية، خاصة المدارس النظامية في الستينيات، لعبت دورًا كبيرًا في تشجيع الفن والفنانين، مشيرة إلى أن العديد من الرواد تلقوا دعمًا وتحفيزًا منذ الصغر من خلال معارض المدارس، الأمر الذي مهّد لظهور جماعات فنية مثل جماعة المرسم الحر، ولبروز أسماء رائدة في المشهد التشكيلي القطري.
 معرض متحفي
ويحمل المعرض الثاني عنوان جغرافيا الخيال مع وفاء الحمد؛ وهو أول معرض متحفي فردي مخصّص للفنانة القطرية الراحلة، التي عُرفت أعمالها بالتجريد، حيث تجمع لوحاتها الشخصيات والمناظر الطبيعية وتُجسّدها بألوان زاهية وأشكال عضوية، مُشيدةً في الوقت نفسه بالتقاليد القطرية. ويظهر المعرض أسلوب الفنانة المتطور على مدار مسيرتها الفنية التي امتدت لأربعين عامًا، وإرثها الخالد كفنانة ومعلمة، كما يُركّز على علاقة الحمد بفنانات أخريات عربيات رائدات، منهن مديحة عمر، ونادرة محمود، وبلقيس فخرو، وسامية حلبي، ونزيهة سالم، وهيلين خال.

رؤى واعدة
ويرافق المعرضين مَعْرِض «أطيافنا، أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة»، والذي يضم أعمالًا لأكثر من 40 صانع أفلام وفنان فيديو من العالم العربي وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، ويستكشف قضايا مثل المنفى، والهجرة، والتقاطعات العابرة للحدود، وقد كان في الأصل ضيفًا على المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية عام 2024 في دورته الستين. ويمتد المعرض عبر عشرة أقسام آسرة موزّعة على سبع صالات عرض، تدور كلٌّ منها حول موضوع مختلف مثل الصحاري (مهد الحضارة ومنطلق النهضة)، والآثار (ذخائر الثقافة)، والحدود (التخوم بين الأماكن المسموح بها والمحرمة) والمنفى. ومن ضمن العديد من الأعمال البارزة، هناك «بلاك فرايداي» لصوفيا الماريا (2016)، و»العربة المدفونة الجزء الثالث» لوائل شوقي (2016)، و»جوهرة» لحسن خان (2010).  وأكد المخرج القطري ماجد الرميحي أحد قيمي معرض أطيافنا أطيافكم في تصريح لـ «العرب» أن المعرض الذي تنظمه مؤسسة “دوحة للأفلام” بالتعاون مع المتاحف، يمثل “جزءًا من الفاصل في التاريخ” من خلال طرحه لقضايا سياسية واجتماعية وثقافية تمتد إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط.
 وأضاف: “رغم أن السينما تُعتبر فناً يستلهم من الأدب وغيره من الفنون، إلا أن المعرض يتقلب بين عدة موضوعات ليعكس العلاقة بين الفرد والتاريخ والواقع الذي نعيشه.وعن مشاريعه الحالية، أوضح الرميحي أنه انتهى مؤخرًا من عرض فيلم وثائقي في مهرجان كوبنهاغن السينمائي، تناول فيه جزيرة فيلكا في الكويت بعد حرب الخليج، من خلال قصة شخص فيلكاوي عاد إلى الجزيرة للعمل في مجال الآثار، حيث “يناقش الفيلم الحاضر والماضي معاً، مستحضراً حضارات قديمة.” وكشف الرميحي لـ « العرب» أنه يعمل الرميحي على مشروع فيلم جديد سيُعرض في معرض بخارى بينالي في أوزبكستان، ويتناول فيه شخصية “جُحا”، أو “نصر الدين” كما يُعرف في آسيا الوسطى، قائلاً: “أحاول الربط بين تواريخ وأماكن مختلفة من خلال شخصية واحدة، مع التركيز على الدور الفكاهي الذي تلعبه قصص جُحا، والذي نفتقده اليوم، رغم أهميته في فهم واقعنا.”