

سؤال اليوم.. كيف أمحو ما مضى من خطاياي ومنها ما لا أعلمه أو أتذكره؟
ويجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بكلية الشريعة في جامعة قطر، قائلاً: التوبة النصوح، فالتوبة تجُب ما قبلها، ومن تاب تاب الله عليه، وفي محكم التنزيل: «إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».. وقوله تعالى «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا».
وأضاف: كما نقرأ في القرآن الكريم، قوله تعالى: «إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا».. فهذه الآيات وغيرها في كتاب الله تدل على أن التوبة تجُب ما قبلها، ولذلك جاء في الأحاديث الصحيحة ما يدل على أن الله سبحانه وتعالى يتقبل التوبة ما لم يغرغر الإنسان، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا».
وتابع د. فضل مراد: ساعة الغرغرة لا توبة فيها، لذلك فعلى الإنسان أن يتوب من الآن في حالة صحته وفي حالة عافيته، وفي كل لحظة في ليله وفي نهاره، وأن يستغفر الله سبحانه وتعالى وأن يحرص على سيد الاستغفار وأن يحرص على أنواع الاستغفار، وإن كانت حقوق متعلقة بالعباد فيجب عليه أن يردها وأن يوصلها إلى أهلها ويجب عليه أن يقوم ببر الوالدين والقيام على بنيه وأهله والصاحب بالجانب والجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل وأن يؤدي الحقوق.