برغم ان الدحيل حقق لقب كأس الأمير المفدى 3 مرات من قبل، وعاش افراحا كبيرة بهذه الالقاب الغالية، الا ان فرحته باللقب الرابع الذي تحقق اول امس بعد الفوز على الغرافة 5-1 في نهائي النسخة الـ 50 واليوبيل الذهبي للبطولة الغالية، كان اكبر بكثير من المرات السابقة، وهو ما ظهر واضحا على اللاعبين والجهازين الفني والاداري والجماهير حتى قبل ان يطلق الحكم صافرة النهاية،حيث ضمن الجميع اللقب بخماسية تاريخية. فرحة اللقب الرابع كانت اكبر واشمل كونها جاءت بعد جفاف على مدار موسمين لم يحقق خلالهما الطوفان اي لقب وهو امر يعتبر استثنائيا منذ ان صعد الى دوري النجوم 2011 حيث كان الطرف الاساسي في منصات التتويج، ولم يحدث ان خرج الدحيل منذ موسم 2011 وحتى 2020 بدون القاب سواء الدوري أو كأس الأمير المفدى أو كأس قطر. الى جانب كل ذلك فالفرحة كانت كبيرة بسبب الاجواء التي احاطت بنهائي 2022، فهو النسخة الـ 50 وهو نسخة اليوبيل الذهبي، وهو النسخة التي تستضيف فيها قطر اول كأس عالم في الشرق الاوسط، وهو ما يعني ان ذكر مونديال 2022 سيكون ذكرى لن تنسى للدحيل ونجومه وادارته وجماهيره.
ليس هذا فقط بل ان الفرحة الطاغية باللقب الاغلى بسبب البداية غير الجيدة والبداية المزعجة في الدوري لفريق بطل ولمنافس قوي حاول بشتى الطرق العودة الى مساره الطبيعي ووجد صعوبات بالغة،حتى استطاع تعويض ضياع هذه البداية المزعجة بنهاية مبهجة ونهاية رائعة توجت باغلى الالقاب وعوضته بعد 90 دقيقة ما ضاع منه خلال الموسمين الماضيين بما فيهم بداية الموسم الحالي.
ويستحق الدحيل هذه الفرحة ويستحق اقامة الافراح احتفالا باللقب الاغلى في كل بطولات الكرة القطرية، بعد ان قدم خلال المباراة النهائية مستوى رائعا ومستوى فنيا كبيرا، وحقق الانتصار بخماسية وهو امر ليس سهلا خاصة امام منافس قوي ووسط حضور جماهيري كبير.
أسباب فوز الدحيل بخماسية
من النادر في كل المباريات النهائية لاي بطولة في اي مكان في العالم ان تشهد فيها 6 اهداف دفعة واحدة 5 منها للفريق الفائز والفريق البطل. وغالبا ما تتحقق هذه النتيجة بسبب امور هامة ابرزها التركيز الكبير، والاصرار على الفوز، والاحترافية بعدم الاكتفاء بما تم تسجيله من اهداف. وغالبا ما تخرج هذه المباريات التي تشهد وفرة في الاهداف ممتعة وجميلة ويكفي انها شهدت 6 اهداف والتي تعتبر المتعة الحقيقية في كرة القدم ومتعة الجماهير.
الدحيل وصل الى هذه النتيجة بسبب التركيز وبسبب الاصرار على الفوز،وكان واضحا ان هناك ثغرة اراد بها مدربه البرتغالي كاسترو استغلالها في وقت مبكر كي يسهل الوصول بعد ذلك الى الانتصار هذه الثغرة الغرفاوية تمثلت في الخطأ بين قلبي الدفاع، لذلك كانت الفرصة الاولى من الكرة الامامية الطويلة والتي اخفق اولونغا في استغلالها في الدقيقة الثانية، لكنه لم يهدر الفرصة الثانية بنفس الطريقة وبنفس الاسلوب وسجل الهدف الاول بعد 6 دقائق، وهو ما كان يسعى اليه حيث انفتح الطريق بعد ذلك امام هجومه القوى.
كاسترو نجح في المهمة
رغم خسارته لبطولة الدوري الا ان البرتغالي كاسترو مدرب الدحيل نجح بشكل كبير مع نهاية مهمته ونهاية عقده مع الفريق حيث وقع عقدا مع النادي لمدة موسم،واستطاع رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق من اخفاقات الموسمين وتغيير المحترفين ووجود اصابات، ان يصل الى اغلى الالقاب. بذل كاسترو جهدا كبيرا منذ تولي المهمة حتى يستطيع اعادة الفريق الى وضعه الطبيعي، وهى مهمة لم تكن سهلة خاصة في ظل الضغط الذي اقيمت فيه مباريات دوري 2022. من ينظر للدحيل الان وفي المباراة الاخيرة لاغلى الكؤوس يرى اختلافا كبيرا سواء على مستوى الاداء الجماعي للفريق، او المستوى الفردي للاعبين، وسيجد تطورا كبيرا من جميع النواحي الفنية.
منذ يناير الماضي الدحيل بدون خسارة
منذ خسارته الاخيرة برباعية امام الوكرة في الجولة السادسة عشرة بدوري النجوم، لم يخسر الدحيل اي مباراة سواء في الدوري او في اغلى الكؤوس، وحقق 4 انتصارات في الدوري وتعادلين مع السد 1-1 ومع الاهلي بدون اهداف، وحقق الفوز في مبارياته الاربعة باغلى الكؤوس على الخور 4-2 وعلى السيلية 4-1 وعلى السد 3-2 وعلى الغرافة 5-1، وسجل 16 هدفا في اغلى الكؤوس واهتزت شباكه 6 مرات فقط في المباريات الاربع.
هدافو البطولة
4 لاعبين احتلوا المركز الاول في قائمة هدافي البطولة برصيد 3 اهداف وهم عمر علي لاعب الوكرة وفرجاني ساسي وعبد الرحمن فهمي لاعبي الدحيل واحمد علاء لاعب الغرافة.
وجاء في المركز الثاني المعز علي ونام تاي هي ومايكل اولونغا (الدحيل) وسفيان هني وشيخ دياباتي (الغرافة) واندريه ايوا (السد) ووالتر بواليا ( السيلية) ويوهان بولي (الريان) برصيد هدفين.
من الملاحظ في اهداف الدحيل خلال النهائي انها تنوعت بين التكتيك وبين المهارة وامكانيات اللاعبين.
الاهداف الثلاثة الاولى تم احرازها بتكتيك واضح، حيث كان الهدف الاول من كرة امامية، والهدفان الثاني والثالث من كرات عرضية يتميز بها الدحيل حيث يميل باستمرار الى الوصول عبر الاجناب وعبر الكرات العرضية.
اما الهدف الرابع فجاء من تسديدة قوية، والهدف الخامس جاء بمهجود فردي ومهاري رائع.
الغرافة يستحق التحية والتقدير
رغم الخسارة الثقيلة وبخماسية، الا ان الغرافة كان على مستوى الحدث ومستوى البطولة الغالية، خاصة وانه لم يستسلم ولم يتراجع حتى اللحظة الاخيرة وهو امر مشرف لفريق كبير وعريق، وهو امر ايضا اعطى لنهائي اليوبيل الذهبي مذاقا مختلفا واعطى للمباراة نكهة خاصة، وجعل لاعبي الدحيل لا يطمئنون للنتيجة ويبذلون قصارى جهدهم خوفا من رد فعل مفاجئ للفهود الذين كانوا على مستوى الحدث والمباراة واستحقوا تقدير واحترام الجميع.
ويحسب للغرافة انه مع نجومه اصروا على اللقب حتى اللحظة الاخيرة وهو امر يدل على روحهم العالية والقتالية.