قلادة أبي بكر الصديق.. تكريم للمؤثِّرِينَ في العمل الإنساني

alarab
محليات 20 مارس 2017 , 08:45م
الدوحة حامد سليمان

تُعَدّ قلادة أبي بكر الصديق، والتي حصل عليها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتمنحها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، واحدة من أرفع الأوسمة في مجال العمل الإنساني؛ حيث تمنح للمؤَثِّرين في مجالات العمل الإنساني في المنطقة.
وقلادة أبي بكر الصديق هي أعلى وسام تمنحه المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لملوك ورؤساء الدول؛ تقديراً لأعمالهم الإنسانية في شتى بقاع العالم، خصوصاً في العالم العربي، وللقلادة رمزية كبيرة؛ حيث تعد أعلى قلادة ووسام تقدمه الهيئة العامة للمنظمة العربية تقديراً للجهود الإنسانية العظيمة، ونصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية.
ومن أبرز الحاصلين على قلادة أبي بكر الصديق، خلال السنوات القليلة الماضية، الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن.
وتحمل القلادة الكثير من المعاني الإنسانية، والتي تتلخص في وصايا أبي بكر الصديق، عندما يوصي جيوشه بمراعاة العمل الإنساني أثناء معاركهم مع الأعداء، وجاء عن يحيى بن سعيد، أن أبا بكر الصديق بعث جيوشاً إلى الشام، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان، وكان أمير ربع من تلك الأرباع، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر: إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: ما أنت بنازل، وما أنا براكب، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، ثم قال له: إنك ستجد قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قوماً فحصوا عن أوساط رءوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، وإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبياً، ولا كبيراً هرماً، ولا تقطعنّ شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة، ولا بعيراً، إلا لمأكلة، ولا تحرقن نحلاً، ولا تفرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن" وبهذا نقول نحن كأمة عربية وإسلامية نحن مصدر القانون الدولي الإنساني، ونفخر بأن نكون بهذا المستوى.


تأسيس الأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية
ووفْقَ الموقع الرسمي، لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، فقد ظهرت فكرة تأسيس الأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في عام 1965م أثناء اجتماع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في فيينا – النمسا؛ حيث كانت الجمعيات الوطنية العربية في ذلك الوقت لا تربطها أي رابطة، ولا يوجد هناك أي تنسيق، ولم يكن لها أي تأثير كمجموعة في أوساط الحركة الدولية، ولقد أخذت المبادرة جمعية الهلال الأحمر العراقي، وقامت بالكتابة إلى بعض الجمعيات الوطنية العربية بخصوص إيجاد صيغة للتنسيق والتعاون بين الجمعيات العربية، وبالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الأردني التي تحمست للفكرة والتي بادرت بدعوة الجمعيات الوطنية العربية لاجتماع يعقد في عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية بهدف توحيد الصف والخروج برأي موحد يدعم الحركة في الوطن العربي، وكان ذلك في عام 1966م، وتوالت الاجتماعات واللقاءات، فعقد اجتماع في القاهرة عام 69، ثم بيروت 71، وفى العراق 72، ثم الأردن 73، ثم الكويت 74، وتمخضت عن هذه الاجتماعات روح التنسيق والرغبة في تكوين هيئة موحدة للجمعيات العربية تقوم بمهام التنسيق والتنظيم لتوحيد الجهود.
وفي عام 1975م عقد الاجتماع السابع بالرياض في المملكة العربية السعودية؛ حيث تمت بحمد الله ولادة المشروع واختيرت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقراً دائماً للأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية.
بعد ذلك ركزت الجمعيات الوطنية العربية على وضع النظام الأساسي والنظام الداخلي للمنظمة الذي حدّد اختصاصات الهيئة العامة، واللجنة التنفيذية، والأمانة العامة، ومهام الأمين العام ونائبه، وفى عام 76 عقد الاجتماع الثامن في سوريا، وكان ذلك أول اجتماع تقوم بإعداده الأمانة العامة، وتوالت الاجتماعات بعد ذلك سنويّا إلى يومنا هذا.
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هي منظمة دولية دبلوماسية تعنى بتنسيق العمل الإنساني، ونشر القانون الدولي الإنساني الرامي إلى تخفيف معاناة المتضررين من الكوارث والفئات الأكثر ضعفاً، وتحرص على تحقيق الاستجابة العاجلة للنداءات الإنسانية وتوثيق المساعدات التي تقدمها الجمعيات الوطنية العربية للمحتاجين، وبناء قدرات الجمعيات الوطنية، وتنشيط برامج التنمية المجتمعية، وتسعى إلى مشاركة مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات الإنسانية الأخرى بالمزيد من الجهد والتضامن والتنسيق وفقاً للمبادئ الأساسية للحركة، وهي بذلك تعمل على نشر مبادئ القانون الدولي الإنساني، والتعريف بها والتأكيد على احترامها، وتحفيز العمل التطوعي في المجال الإنساني، وتدريب وتأهيل المتطوعين، والتعاون مع المؤسسات الحكومية المعنية بالخدمات الإنسانية.
أهداف ومسيرة الأمانة العامة للمنظمة العربية
لقد حدد النظام الأساسي أهداف الأمانة العامة في المجالين الإقليمي والدولي على النحو التالي:-
1. العمل كجهاز دائم للاتصال والدراسة والتنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى.
2. تشجيع برامج التعاون الثنائية والجماعية بين الجمعيات الوطنية العربية والجمعيات الأخرى.
3. دعم برامج التنمية والتطوير من أجل إنجاح المشاريع التي تحقق رسالة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
4. الاهتمام بالجمعيات الوطنية العربية الناشئة، والجمعيات ذات الإمكانات المحدودة، ومساعدة الجمعيات في طريق التكوين.
5. العمل من أجل تبادل الخبرات وتنشيط الإعلام والمعلومات بين الجمعيات الوطنية العربية.
6. تنسيق عمليات الإغاثة والإسعاف بين الجمعيات الوطنية العربية لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي تتعرض لها البلاد العربية والبلاد الأخرى.
7. تعزيز مجالات التعاون بين الجمعيات الوطنية العربية، والاتحاد الدولي، واللجنة الدولية، والجمعيات الوطنية الأخرى.
8. العمل من أجل التنسيق بين وجهات نظر الجمعيات الوطنية العربية في القضايا الإنسانية، وتحديد أساليب عرضها في المؤتمرات الدولية للحركة.
9. تنشيط برامج الإعلام الدولي الذي تقوم به الجمعيات الوطنية العربية.
10. تطوير الوسائل والأساليب للتعريف بالمبادئ الأساسية للحركة، ونشر القانون الدولي الإنساني، والعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان.
11. ربط المنظمة بالمؤسسات ذات الطابع الإنساني على المستوى العربي والدولي.
ولقد قامت الأمانة العامة بالسعي المتواصل لتأكيد أهمية دور الجمعيات الوطنية العربية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حتى استطاعت بالتعاون مع الجمعيات الوطنية العربية من إدخال اللغة العربية كلغة عمل رسمية في الاتحاد الدولي، ولقد ساعدت الجمعيات الوطنية العربية في تحمل نفقات ذلك، وكانت الأمانة العامة العربية حلقة الوصل بين الاتحاد الدولي، وبين الجمعيات العربية في مجالات الإسعاف الإغاثة وإقامة الدورات التدريبية في مجالات حقوق الإنسان، والشباب، والكوادر القيادية في الجمعيات العربية.
والأمانة العامة للمنظمة تعمل على تأصيل وتأكيد أهمية الدور العربي الموحد في دعم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وبالمزيد من الجهد والتضامن والتنسيق سيزداد هذا الدور أهمية، وبالتالي تحتل الجمعيات الوطنية العربية موقعاً مشرفاً على خارطة العمل الإنساني يتناسب مع تراثها وتاريخها وقيمها الإنسانية النبيلة التي التزمت وأنصفت بها الأمة.
والأمانة العامة تمثل المنظمة في المحافل والمنظمات الإنسانية الدولية على المستوى العربي والدولي، فهي عضو مراقب لدى الجامعة العربية، وفي مجلس وزراء الصحة العرب على وجه الخصوص، وعضو مراقب لدى منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، كما تشارك في كل اجتماعات الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الإقليمية والدولية، وترتبط مع الاتحاد الدولي بمذكرة تفاهم تم توقيعها بين الأمانتين، والمنظمة ترتبط بطبيعة الحال باتفاقية مقر مع المملكة العربية السعودية تمنحها المزايا والحصانات الدبلوماسية اللازمة.