مواطنات يشتكين من ارتفاع أسعار «فساتين الزفاف»
تحقيقات
20 فبراير 2014 , 12:00ص
الدوحة - ميادة أبو خالد
اشتكى عدد من السيدات ارتفاع أسعار فساتين الزفاف والسهرة في أسواق الدوحة، مقارنة مع الأسعار المتداولة في دول الخليج وفي الدول الأوروبية، وذكر بعض ممن استطلعت «العرب» آراءهن أن كثيراً من المقبلات على الزواج أصبحن يلجأن للتسوق من دول الجوار على اعتبار أن الأسعار أقل بنسب كبيرة وقد تصل لـ%50، بينما تتسوق بعض السيدات من دول أوروبية على اعتبار أن الموضة الجديدة هناك والأسعار أقل بنسبة %35.
وأوضح بعض السيدات اللواتي يتسوقن عن طريق الإنترنت أنهن اشترين فساتين الزفاف وأثواباً للعرس على أساس أنها من أميركا، ولكنهن فوجئن عندما وصلت الثياب أنها مختلفة عما كان معروضاً على صفحات التسوق بمواقع الإنترنت وأن بريقها قد اختفى.
على الجانب الآخر بيّن عدد من المصممين ومسؤولي محلات بيع فساتين الزفاف أن السبب في ارتفاع الأسعار يعود لارتفاع أسعار المواد الأولية مثل الإكسسوارات والدانتيل المستخدمة في صنع الثوب، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأقمشة في الدوحة، عدا عن ارتفاع إيجار المحال، وإيجار المصمم وإيجار العمال، وكلها تكاليف تسهم في ارتفاع أسعار ثوب الزفاف.
أما فساتين السهرة المستوردة فأسعارها ترتفع بنسبة %100 لأن استيرادها يعد مخاطرة، وذلك خوفاً من عدم نفاد الكمية وانتهاء موضة الفستان.
لم تجد أم يوسف الزينل حلا لمشكلة ارتفاع أسعار فساتين الزفاف والسهرة ومستلزمات العرس إلا الذهاب للمدن القريبة بالدول المجاورة لشراء ما يلزمها وابنتيها من أجل حفل زفاف ابنها المرتقب، وقالت لـ «العرب»: «بنهاية الشهر المقبل حفل زفاف ابني، وفي مجال استعدادنا للحفل اضطررنا للذهاب إلى مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية لشراء أقمشة وإكسسوارات وما يلزم لي ولابنتيّ، وذلك بعد أن حاولنا جاهدات البحث هنا في أسواق الدوحة عن فساتين سهرة جيدة وبأسعار معقولة لكن محاولاتنا باءت بالفشل».
وتضيف أم يوسف أن الأسعار منخفضة جداً في دول الجوار، علما بأن الأقمشة المعروضة وفساتين السهرة ذاتها في محلات الدوحة، مؤكدة أن فرق السعر يصل إلى %50.
أم يوسف لم تكن الوحيدة التي تشتكي من ارتفاع الأسعار في أسواق الدوحة، حتى السيدة أم محمد فهي تسعى جاهدة لشراء ثوب زفاف لابنتها بسعر مناسب، وتقول: «أنا هنا أتفق مع مصممة الأزياء على بعض التعديلات لهذا الفستان، بما أن حفل زفاف ابنتي خلال أيام قليلة ولولا ذلك لذهبت إلى السعودية لشراء فستان الفرح لها من هناك، فالأسعار هناك منخفضة جداً، فهذا الفستان أخذته بـ6000 ريال، بينما في السعودية سعره يتراوح بين 2500 إلى 3000 ريال».
وتبدي أم محمد انزعاجها الكبير من ارتفاع الأسعار في كل مستلزمات الأعراس النسائية وكل شيء، متفاجئة من أن الوضع الراهن للأسعار فوق المعقول، معللة ذلك أن الأسعار لم تكن كذلك من سنوات قليلة، حيث كانت الحياة أكثر سهولة وبساطة، وتتساءل عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار.
بريق الإنترنت
ومن جهتها تقول سيدة وهي زبونة دائمة في محل أزياء شهير من العام المنصرم: اقتنت أختي فستان زفافها من أميركا عن طريق الإنترنت، لكن عندما وصل الفستان لم يكن بالجودة المطلوبة، فالصور المنشورة على صفحات الإنترنت تكون براقة أكثر من الواقع.
التسوق من أوروبا
أما السيدة أم جاسم فهي كثيرة السفر إلى أوروبا بحكم عمل زوجها، وبالتالي تنتهز فرصة وجودها هناك للتسوق، وتقول: «عندما كنت في فرنسا أحضرت ثوب زفاف لابنتي، وبعد عام تقريباً عرض الموديل في إحدى الواجهات لمحلات الدوحة، مما أثار فضولي لمعرفة السعر فكانت الزيادة بحدود %35 في الدوحة عما هو موجود به في فرنسا».
التميز والانفراد
شكاوى السيدات من ارتفاع الأسعار في الدوحة كثيرة، وكثيراً ما تسمع في الأحاديث التي تدور بين السيدات في اللقاءات العائلية والمناسبات الاجتماعية؛ حيث يكون للحديث عن الموضة والسعر نصيب من الحديث، وكل سيدة غالباً ما ترغب في الظهور بمظهر غير مألوف عما هو عليه في حفل العرس أو المناسبة السابقة، لذلك تسعى السيدات ويبذلن جهوداً مضاعفة في التنقل بين أسواق دول الخليج وأحياناً أوروبا وأيضاً أسواق الدوحة للحصول على فستان مميز، وفريد و»مودرن»، وأن يكون بسعر معقول، هذا ما أخبرتنا به رشا المليجي مسؤولة أحد المحلات بالدوحة، وتضيف قائلة: «في أحد الأيام عرضت على واجهة المحال (ثوب سهرة) وإذ بسيدة تسأل عن اسم مصمم الأزياء الذي صنع الفستان أخبرتها أن التصميم نسخة من فستان ارتدته فنانة مصرية مشهورة ، تفاجأت السيدة من وجود الفستان في الدوحة لأن صديقتها تمتلك نفس الثوب وأنها اشترته من أميركا، وكان رد فعل السيدة أنها اقتنت الفستان فقط لتقول لصديقاتها إن الفستان من الدوحة وبمبلغ 1800 ريال فقط».
وتبيّن المليجي أن ما يقال عن أن الأسعار في السعودية منخفضة، يعتبر كلاماً مبالغاً فيه، لأنها ذهبت بنفسها إلى أسواق السعودية وشاهدت نفس التصاميم والأسعار شبه موحدة، وتوضح المليجي أن السيدة عندما تذهب إلى محل في السعودية لشراء فستان تشتريه من دون قياس لأنه لا يوجد غرف خاصة للقياس وقد يكون بمبلغ 300 ريال، وعندما تعود تتفاجأ عندما تصل الدوحة أن قياس الفستان غير صحيح مما تضطر إلى تعديله ويكلفها بذلك 400 ريال، وبذلك تكون قد دفعت مبلغاً إضافياً عن سعر الفستان الموجود في أسواق الدوحة.
مخاطرة
وتضيف رشا أن ماركة «المحل الذي تعمل به» خاصة بهم ، ولهم أفرع في كافة دول مجلس التعاون الخليجي والأسعار موحدة في كافة محلات العروض، حتى في الدوحة لهم 4 مراكز في مناطق مختلفة وأيضاً الأسعار نفسها. مبينة أن أسعار الفساتين المستوردة تختلف حسب البلد المصدر بزيادة %40، لأن هناك مخاطرة في شراء هذا النوع من الألبسة لأن لكل سيدة ذوقاً مختلفاً عن الأخرى، وعندما تنتهي «موضة» الفستان أضعه في ركن مخصص للبيع بسعر 300 ريال وهذا الركن يسمى تصريف البضائع.
من جهته يرى أحمد أبو شقرا مسؤول عن محل للألبسة والأزياء بالدوحة أن السيدة القطرية ترغب بالشراء من الدول الأوروبية أو الدول المجاورة دون أن يكون هناك سبب، مؤكداً أن التاجر الذي يستورد فساتين الزفاف من فرنسا يعرضها في أماكن معينة في قطر لأن لها زبائنها وتكلفتها عالية من حيث الجودة والإكسسوارات الموجودة على الفستان، لكن الشريحة العظمى هنا تبحث عن الوسط في التكلفة، لذلك نرى معظم التجار تستورد من تركيا والصين والسعودية والكويت بكلفة أقل وجودة محدودة ويعتبر سعر أغلى فستان 2000 ريال.
ويوضح أبو شقرا أن السعر يرتفع بنسبة %100 عن بلد المنشأ، أي إذا كان سعر الفستان في بلد المنشأ 150 دولاراً فيباع في الدوحة بـ300 دولار، لأن هناك مخاطرة في استيراد هذا النوع من الألبسة خوفاً من عدم نفاذ الكمية.
مواد أولية
ومن جهتها ترى أم حسين مصممة أزياء لمحل بالدوحة أن أسباب ارتفاع أسعار ثوب الزفاف يعود إلى ارتفاع المواد الأولية المستخدمة في صنع الثوب بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأقمشة في الدوحة عدا عن ارتفاع إيجار المحال، وإيجار المصمم الذي يأخذ 15 ألف ريال شهرياً، وإيجار العمال، كلها تكاليف أسهمت في ارتفاع أسعار ثوب الزفاف.
وتؤكد أم حسين أن هناك انتعاشاً في بيع فساتين الزفاف حيث تمكن المحل من بيع 30 فستان زفاف خلال شهر وبسعر وسطي 10 آلاف ريال.
وأيد (فون تاسان.. مصمم أزياء) ما قالته أم حسين عن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار فساتين الزفاف، مؤكداً أن السيدات القطريات لهن مطالب عدة من حيث التصميم والإكسسوار وغيرها من المواد الأولية التي تساهم في ارتفاع سعره.
ويضيف تاسان المسؤول عن محل للأزياء أن هناك على سبيل المثال متر واحد من القماش بسعر 3000 ريال، ومتر واحد من نوع آخر بسعر 800 ريال، عدا إيجار المصمم والعامل المسؤول عن التفصيل، وبالتالي سعر الثوب تحدده السيدة حسب طلبها.