فرحة غامرة عاشها الجمهور العراقي في انحاء بلاد الرافدين كان في أشد الحاجة إليها، فرحة استحقها الجمهور العراقي والشعب كله عقب تتويج أسود الرافدين باللقب الرابع له بعد الفوز على نظيره العماني خليجي 3-2 بعد الوقت الإضافي في سيناريو مجنون في نهائي خليجي 25. ليحسم أسود الرافدين الموقف بصعوبة بالغة وبسيناريو لم يتوقعه أحد بل وكانت مباراة قد تكون الأقوى والافضل والاكثر اثارة في تاريخ كأس الخليج. فاذا كان فوز العراق باللقب فإن الفوز الأكبر هو نجاح خليجي البصرة بامتياز واستحق العراق الفوز لجمهوره، واثبت ان خليجي 25 بطولة استحقت الثناء والتقدير فكانت بطولة من اعرق وافضل البطولات الخليجية وسببها الشغف والالتفاف والحضور الجماهيري. تتويج اسود الرافدين باللقب الخليجي لم يأت من فراغ ولم يكن وليد الصدفة او ضربة حظ بل جاء عن قناعة واقتدار وجهد استحقه الفريق ليسعد جمهوره في كافة ارجاء العراق. فالعراق كان في اشد الحاجة لهذا الفوز. فوز الارض وفوز الجمهور. وبفوزه الدراماتيكي القاتل على استاد البصرة الدولي بحضور أكثر من 65 ألف متفرج. وعقب فوز العراق بالمباراة توج الفريق بالكأس والميداليات الذهبية وقام محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي وسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد الخليجي بتتويج العراق باللقب والعماني وصيفا وايضا تتويج اللاعبين الافضل في المباراة والبطولة.
وبالنظر للمباراة نجد أن إبراهيم بايش قد سجل الهدف الأول للعراق في الدقيقة 24 بتسديدة أرضية من زاوية صعبة من خارج منطقة الجزاء كانت بعيدة عن متناول إبراهيم المخيني حارس عُمان.
وأهدر جميل اليحمدي فرصة إدراك التعادل للمنتخب العُماني عندما سدد ركلة جزاء احتسبها الحكم لصالح صلاح اليحيائي في الدقيقة 82 في يد الحارس العراقي جلال حسن.
لكن في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع احتسب الحكم الروماني ركلة جزاء ثانية لعُمان بعد عرقلة زاهر الأغبري داخل منطقة الجزاء ليقرر وجود تدخل قوي من آلاي فاضل لينبري اليحيائي للكرة ويدرك التعادل لعُمان ويفرض على الفريقين خوض شوطين إضافيين.
وأعاد أمجد عطوان العراق للمقدمة من ركلة جزاء في الدقيقة 115 قبل أن يدرك عمر المالكي التعادل 2-2 بضربة رأس في الدقيقة قبل الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.
وبعدها بدقيقة واحدة أحرز مناف يونس هدف الفوز للعراق بضربة رأس احتاجت لمراجعة من حكم الفيديو المساعد بداعي وجود تسلل.
وهذا اللقب الأول للعراق على أرضه منذ 44 عاما والأول منذ لقبه الأخير عام 1988 في السعودية.
واستقبل جمهور العراق هذه النسخة بحماس شديد بعد سنوات طويلة من حظر إقامة مباريات المنتخبات على أرضه لأسباب أمنية.
وبسبب هذا الحماس تم اغلاق مداخل الملعب قبل انطلاق المباراة بساعات نتيجة تدفق الجماهير من الصباح الباكر نتيجة للتدافع في محيط استاد «جذع النخلة» بحضور بعض الجماهير العمانية.
عطوان أفضل لاعب: أجمل فرحة
قال أمجد عطوان لاعب العراق إن فرحتي بلقب خليجي 25 فرحة لا توصف ولا تقدر وتعتبر أجمل وأحلى فرحة في حياة هذا الجيل الذي سجل اسمه بأحرف من ذهب بعد أن اعاد للجماهير الفرحة والسعادة بالتتويج بقلب خليجي 25.
وقال عطوان الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية: سعادتنا لا توصف بهذا اللقب الخليجي الغالي الذي حصلنا عليه بعد طول انتظار، وهذه البطولة ستظل في ذاكرتنا في ظل الدعم الجماهيري الذي وجدناه في جميع مبارياتنا.
وأضاف: فرحة الجمهور العراقي الكبير تعني لنا الكثير ونحن قاتلنا في المباراة لأجل اسعادهم، كانت مباراة صعبة للغاية، تقدمنا فيها وكنا قريبين من اللقب ولكن الفريق العماني عاد والحمد لله استطعنا تحقيق الفوز في نهاية المطاف.
أيمن حسين: كنا أبطالاً
أكد أيمن حسين لاعب هداف المنتخب العراقي أن الفوز باللقب الخليجي جاء بعد رحلة شاقة وكبيرة، وجاء بختام رائع اسعدنا به جماهيرنا المتعطشة لهذه الفرحة، وقال الحمد لله على الانتصار وتحقيق الفوز الغالي، خضنا مباراة عصيبة وصعبة ولكننا كنا رجالا في الملعب واستطعنا تحقيق اللقب واسعاد الجماهير العراقية الكبيرة التي حضرت منذ وقت مبكر في الملعب.
وأضاف اللاعب: جميع اللاعبين كانوا ابطالاً بذلوا اقصى ما في وسعهم لاسعاد الجماهير وتحقيق الفوز والتتويج بالبطولة، ستظل هذه المباراة تاريخية بالنسبة لنا لأننا عايشنا فيها كل الظروف واستطعنا بعزيمة الرجال تحقيق هذا الفوز واللقب في المباراة النهائية التي كانت مثيرة خاصة في الدقائق الأخيرة لها، نقول شكرا لكل من حضر وتابع هذا النهائي في البصرة.
جوائز الأفضل
توّج بجائزة هداف بطولة كأس الخليج، النجم أيمن حسين مهاجم منتخب العراق، بعدما نجح في تسجيل 3 أهداف خلال مشاركاته في البطولة.
وبالرغم من تسجيل إبراهيم بايش 3 أهداف أيضًا مع منتخب العراق، إلا أن أهداف أيمن حسين كانت خالية من ركلات الجزاء على عكس أهداف مواطنه.
فيما حصل حارس مرمى منتخب عمان، إبراهيم المخيني، على جائزة أفضل حارس في بطولة كأس الخليج العربي.
فيما خطف جائزة أفضل لاعب في بطولة كأس الخليج “خليجي 25″، اللاعب إبراهيم بايش، نجم منتخب العراق، وصاحب هدف أسود الرافدين الأول في مباراة النهائي.
آخر لقب عام 88
يعد هذا التتويج هو الأول في تاريخ العراق تحت قيادة مدرب أجنبي وهو الإسباني خيسوس كاساس، حيث نجح العراق في اقتناص اللقب أعوام 1979 و1984 و1988 لكنه غاب عن التتويج لنحو ثلاثة عقود.