تواطؤ مصري منح أميركا طوق النجاة واستخدام "الفيتو"

alarab
حول العالم 19 ديسمبر 2017 , 11:09م
الدوحة - العرب
كشف استخدام الولايات المتحدة الاثنين، حق الفيتو لمنع صدور قرار -أعدته مصر- عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأن واشنطن بدت معزولة تماماً دولياً، بعد أن صوت باقي الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار، إلا أنه فضح أيضاً التواطؤ المصري في إعداد مشروع القرار الذي حمل في طياته فرصة لأميركا باستخدام حق الفيتو.
ورأى خبراء قانونيون أن صياغة مشروع القرار، الذي قدمته القاهرة ضد القرار الأميركي بشأن القدس، حمل فرصة لواشنطن باستخدام حق النقض "الفيتو" خلال جلسة التصويت.
وقال الدكتور نايف بن نهار، العميد المساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بجامعة قطر، على حسابه بموقع "تويتر" إن "الفيتو الأميركي البارحة كان مجرد خديعة، وكان يمكن منع الفيتو لو ذكرت مصر اسم أميركا في المشروع الذي قدمته، لأن أميركا ستصبح حينها طرف نزاع وتاليا لا يحق لها التصويت".
وأضاف "لكن لم يُذكر اسم أميركا قط، وهذا ما سمح لها باستعمال الفيتو. هنا توضيح للمسألة من كتابي مقدمة في العلاقات الدولية".
وذكر نهار أن "فرنسا امتنعت عن التصويت على القرار الذي تقدّمت به سوريا ولبنان للمجلس لإجلاء القوات الفرنسية عن أراضيهما، حتى لا تكون خصماً وحكماً".
وأضاف في تغريدته صورة من كتابه لنص يتضمن "ووفقاً للفقرة الثالثة من المادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة: يُمنع العضو الدائم في مجلس الأمن من المشاركة في التصويت إذا كان طرفاً في النزاع، وأُشير إليه بذلك".

وأكد الخبير في القانون الدولي، حنا عيسى، أن عدم ذكر اسم الولايات المتحدة الأميركية أو رئيسها في صياغة مشروع القرار أمام مجلس الأمن الدولي ضد إعلان ترمب، منح واشنطن فرصة ثمينة لاستخدام حق النقض خلال التصويت، حسبما صرح لـ "قدس برس".
وأوضح عيسى أن استخدام واشنطن حق النقض وإسقاط القرار "كان متوقعاً؛ لطبيعة صياغة القرار".
واستخدمت واشنطن الـ "فيتو" 43 مرة ضد قرارات تتعلّق بالقضايا العربية والفلسطينية، بينها 14 مرة أسقطت فيها قرارات لصالح مدينة القدس، من أصل 84 مرة استخدمت فيها حق النقض منذ تأسيس الأمم المتحدة.
وشرح عدد من الدبلوماسيين لوكالة "فرانس برس" أن الهدف كان "الحصول على 14 صوتاً" بوجه الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار تم العمل على تهدئة اندفاع الوفد الفلسطيني، واستبدال النص الأصلي الذي صيغ في الحادي عشر من ديسمبر الحالي بنص آخر أكثر ليونة لا يسمي الولايات المتحدة بالاسم.